فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية : حَمَل أمتعتَه واستوطَن وعائلته في أراضي فلسطينيين في بلدة قفين شمالي مدينة طولكرم، ووضع بيتاً متنقّلاً مهدّداً كلّ من يقترب منه بإطلاق النار عليه.
قفين تلك البلدة التي يسكنها نحو 13 ألف فلسطيني على مساحة 17 ألف دونماً، استولت سلطات الاحتلال على جزء كبير منها ما قبل بناء الجدار وما بعده، حتى بلغت مساحة الأراضي المُستولاة عليها والتي ستُصادرها نحو سبعة آلاف دونم.
يقول رئيس بلدية قفين، سعيد هرشة لـ”قدس الإخبارية” إن المستوطنين والجيش “خربوا البلد”، فهم يحتلون أراضينا ويستولون عليها دون حسيب أو رقيب، فكل يوم يُعتدى علينا وعلى أراضينا وممتلكاتنا من قبلهم.
ويضيف أن مستوطناً جاء من حيث لا ندري ولا نعلم، واستوطن في منطقة “الأحراش” في قفين، ووضع بيتاً متنقّلاً، وأتى بأغنامه لتُتلف المحاصيل الزراعية، مهدّداً الفلسطينيين بعدم الاقتراب من المكان.
ويُشير إلى أن المستوطنات تلتفّ حول البلدة، دوتان (شرقاً)، حرميش (شرقاً)، وحريش (غرباً)، وها هو ذاك المستوطِن يسعى ومن خلفه الجيش والحكومة للاستيلاء على المزيد من الأراضي في مخطط واضح لبناء مستوطنة جديدة ليتم تشديد النطاق على السكان أكثر فأكثر.
صادر الاحتلال بالتزامن مع بناء جدار الفصل العنصري نحو 5 آلاف دونم من أراضي البلدة، وأصبحت خلف الجدار، ولا يتمكن المزارعون الفلسطينيون من الوصول إليها أو فلاحتها أو زيارتها إلا بتنسيق أمني، وهذا بالفعل ما كان يحدث خلال السنوات الماضية.
لكن وفق أحد نشطاء البلدة، فإن هذا الأمر لم يعد سهلاً، فإن الحصول على تصريح لدخول تلك المناطق بات صعباً للغاية، وهو بمثابة تنغيص على المزارعين وحياتهم، وكأنهم يُريدون منهم أن يتركوا تلك الأراضي ويقولوا للاحتلال “خُذها” لكن “هيهات”.
ويُضيف أنه بعد عمليات المقاومة الفلسطينية قرب مستوطنة “حرميش” استولى الاحتلال على نحو 230 دونماً لتوسيع المستوطنة، ولم يعد دخول الفلسطينيين لأراضيهم طبيعياً، فبات المستوطنون يعتدون عليهم بالضرب كلما رأوهم، كما يُطلق الجيش باتجاههم قنابل صوتية وغازية.
ويُشير أيضاً إلى ذاك المستوطن الذي احتل أراضي الفلسطينيين، ويقول إنه يُطلق كلابه باتجاه أي مواطن يقترب منه، كما أنه مسلح ويُطلق النار في الهواء في حال تقدّم أحد منه.
ويوضح أنه قبل عدّة أيام قامت ثلاث جرافات ترافقها آليات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال بتجريف الشارع الواصل لأحراش قفين وإغلاقه بسواتر ترابية
وبيّن أن هذا الشارع لا يصل إلى منطقة الأحراش فقط (التي احتلها المستوطن) وإنما لأراضي المزارعين كافة في المنطقة الشرقية من البلدة، ولن يستطيع أحد الوصول بمركبته إليها.
ما بين الحين والآخر، يقوم النشطاء بالتعاون مع البلدية بتنظيم وقفات احتجاجية بسبب مواصلة الاحتلال في استيلائه ومصادرته لأراضيهم، التي لم يتبقّ منها شيء، لكنها تنتهي بالقمع من قبل جيش الاحتلال.