القدس المحتلة - خاص بقُدس الإخبارية : مُشتاقون للحرّية ولحُضن دافئ من أمهاتٍ قضين ليالٍ طوال يبكين من شدّة الشوق والحنين إلى طلّة بهيّة من أبنائهنّ الذين سلبت قُضبان السّجون أجسادهم، فغيّبتهم عن العائلة سنوات طِوال.
إسماعيل عفانة الشاب الذي دخل السجن في ريعان شبابه سيُصبح بعد شهورٍ قليلة عريساً، حيث سيكون على موعد مع الحرية ومع عروسه أيضاً.
“يمكن ما تصدقيني، أنا مصدومة، ومش قادرة أوصف شعوري، مش متخيلة إنّي رح أحضن إسماعيل خارج السجن وما حدا يعدّ الثواني والدقايق وأنا أحكي معه”، تقول والدة الأسير “أم إبراهيم”.
اعتقلت قوات الاحتلال الأسير إسماعيل عفانة (39 عامًا) من قرية صور باهر جنوبي القدس، في الخامس عشر من شهر كانون ثاني عام 2002، حيث تعرّض لتحقيقات قاسية من قبل “الشاباك”، وانتهت جلسات محاكمته بعد إدانته بالانتماء لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” و”التخطيط للقيام بأعمال عسكرية”.
حكمت المحكمة في حينها على الأسير عفانة بالسجن لمدة 18 عاماً، قضاها متنقّلاً ما بين سجون الاحتلال، ورغم أنه كان صغير السن حينما سُجن إلّا أنه لم يستسلم.
تقول “أم إبراهيم” لـ”قُدس الإخبارية” إن السجن لم يُضعف من عزيمته وإرادته حيث تلقّى العديد من الدروس والشهادات داخل الأسر.
وتوضح أنها قبل أكثر من عامين اقترحت عليه أن تخطب له فتاة مقدسية، فوافق، وتم ذلك بالفعل. معتبرة بأن هذه الخطوة وفي هذا الوقت بالذات جعلته متشوّقاً أكثر للحرية حيث سيبني حياة جديدة لحظة خروجه من الأسر في الرابع عشر من شهر كانون ثاني/ يناير من العام القادم 2020.
تقول “أم إبراهيم” إن التحضيرات لخروجه تجري بشكل ممتاز، وتشعر بأنها في حلم، فهي تترقّب لحظة الإفراج بفارغ الصبر، حتى تحضّره لفرحته الكبرى بزفافه في يوم ميلاده الذي سيصادف الرابع من شهر نيسان/ أبريل 2020.
وتُلفت إلى أن فرحتهم ستكون منقوصة لأن نجلها “أيوب” معتقل في سجون الاحتلال أيضاً، حيث قضت محاكم الاحتلال بسجنه لمدة أربع سنوات، قضى منها سنة وعشرة شهور.
“غصّة في القلب .. لكن أيوب أكيد رح يكون مبسوط لأخوه”، هكذا قالت “أم إبراهيم”.
قيل عن إسماعيل إن صوته الندي جعله يُشارك في الحفلات التي يُقيمها الأسرى داخل السجون للترويح عن أنفسهم، أو خلال تحضيراتهم عند خروج أحدهم من الأسر.
كما سيتحرر من الأسر أيضاً مع بداية العام الجديد الأسير المقدسي مراد نمر (38 عاماً) من بلدة صورباهر، الذي عقد قرانه على عروسه أيضاً داخل سجون الاحتلال.
الأسير نمر حُكم بالسجن لمدة عشر سنوات بعدما أُدين بالانتماء لحركة “حماس” وما قالت عنه المحكمة في حينها “الإخلال بأمن الاحتلال”، حيث اعتقلته قوات الاحتلال في السادس من شهر كانون ثاني / يناير عام 2010.
ستكون عائلة الأسير نمر على موعد مع حرية نجلها فور خروجه من السجن في شهر كانون ثاني 2020، كما ستحتفل بزفافه أيضاً في وقت قريب لتُصبح الفرحة فرحتين.