فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: نشرت القناة 13 العبرية، مساء الأحد، تفاصيل تنشر لأول مرة عن الطريق التي تم بها تجهيز الهاتف المفخخ الذي تم فيه اغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش، وتضمنت نشر المكالمة التي جمعت بين الشهيد ووالده للمرة الأولى منذ اغتياله.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته القناة العبرية فقد تم وضع مادة متفجرة شديدة الانفجار لم يتجاوز وزنها 11 غراماً إلا أنها كانت شديدة الانفجار وهو الأمر الذي أدى لاستشهاد المهندس عياش في أعقاب إجرائه لمكالمة تلفونية مع والده في الضفة المحتلة من أجل الاطمئنان عليه
وعقبت العائلة بأن الفلم لم يقدم أي معلومات جديدة سوى المكالمة من ثواني قليلة وأن الفيلم احتوى على معلومات وأمور مغلوطة وغير صحيحة، حيث يبدو أن مخابرات الاحتلال تعمدت الكذب بها، أو أن معده لا يملك المعلومات الدقيقة.
ووقعت عملية الاغتيال التي تعرض لها عياش بتاريخ 5 كانون ثاني/ يناير 1996 في قطاع غزة حيث كانت قد انتقل من الضفة المحتلة مطارداً في أعقاب ملاحقة الاحتلال له.
وتضمن التقرير فشل الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات في الوصول إليه نتيجة اتباعه سياسة التخفي والتنكر إما بزي امرأة أو فلاح أو "متسول" أو شخصيات أخرى.
وظهر خلال التقرير الذي أعده مراسل الشؤون العسكرية للقناة 13 ألون بن دافيد والد الشهيد عياش وهما يتحدثان عن تفاصيل الحياة التي نشأ بها بداية من الطفولة مروراً بالمدرسة والتعليم.
وأشار التقرير إلى أن المهندس عياش التحق في صفوف حركة حماس عندما كان يدرس الهندسة في جامعة بيرزيت وبدأ ينتج العبوات الناسفة ويجهز الاستشهاديين.
وبحسب المعلومات فقد وضع الاحتلال الشهيد عياش على قائمة الاغتيالات قبل سنوات من اغتياله حينما نفذ أحد الاستشهاديين عمليته داخل أحد الباصات بتل أبيب ما أدى لمقتل 22 إسرائيلياً وإصابة 104 آخرين، وتحول مع مرور الوقت للمطلوب رقم 1 لدى أجهزة الأمن والاستخبارات التابعة لدولة الاحتلال.
ولفت التقرير إلى أن الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" آفي ديختر، الذي شغل في ذلك الوقت منصب قائد المنطقة الجنوبية في الشاباك وهو المسئول المباشر عن عملية التصفية كان صاحب فكرة اغتيال يحيى عياش بجهاز هاتف خلوي، وتم استخدام 11 غم من المتفجرات.
وتضمنت المعلومات إلى أن زوجة الشهيد عياش وطفلها في ذاك الوقت انتقلت عبر بطاقات وهويات مزورة إلى القطاع من أجل اللقاء به حيث كان يختبئ في ذاك الوقت.
وفي السياق ذاته، ذكر ديختر خلال التقرير أنه جرى التخطيط لتصفيته عبر جهاز فاكس يمكن أن يستخدمه خلال زياراته لمنطقة شمالي قطاع غزة، في حين تم استبعاد العملية ليجري بعدها طرح فكرة تصفيته عبر تزويده بجهاز هاتف نقال غير مفخخ ليتعود عليه، ثم يتم استبدال الهاتف فيما بعد بهاتف آخر مفخخ.
وأوضح ديختر أن مجهزو الهاتف أبلغوهم أن الهاتف يجب أن ينفجر وهو يتحدث لضمان استشهاده وفي حال أبعده عن أذنه فربما يصاب بشكل بسيط أو يتعرض أحد أصابعه للبتر فقط.
وتابع قائلاً: "كان السؤال في بداية الأمر كيف نوصل له هذا الهاتف المفخخ وبدأنا نبحث عن ثغرة في بيت أسامة حماد كيف نوصل من خلالها هذا الهاتف، وهناك تم الوصول إلى أحد العملاء المقربين من أسامة حماد وهو كمال حماد الذي بدوره أوصل الهاتف".