القدس المحتلة - قُدس الإخبارية : قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي "إن من أعطى الذريعة وسهّل عملية إغلاق مؤسسات فلسطينية في القدس هي اتفاقية أوسلو".
وأضاف في تصريحات لـ”قُدس الإخبارية” أن أهم المؤسسات التي أُغلقت خلال حملة الاحتلال اليوم هي مديرية التربية والتعليم في المدينة المحتلة.
وأكد أن من أعطى الذريعة وسهّل عملية إغلاق هذه المؤسسات اتفاق أوسلو المشؤوم، حيث أن من ضمن بنوده؛ أنه لا يجوز للسلطة الفلسطينية أن تُمارس أي عمل في مدينة القدس حتى يتم البتّ في أمورها.
وأوضح أن هذا الأمر ترك الباب مفتوحاً أمام سلطات الاحتلال للهجوم بشكل شرس على المؤسسات المقدسية، لتغيير واقع المدينة والسيطرة على أهلها، ومنعهم من تكوين كيانٍ فلسطيني يمثلهم ويقودهم باتجاه الحفاظ على تواجدهم، وعلى طابع المدينة العربي الإسلامي الفلسطيني.
وأشار إلى أن الاحتلال ماضٍ في تهويد المدينة، حيث بدأ بذلك عندما هجّر 70 ألف فلسطيني في القسم الغربي منها واستولى على أراضيهم ومنازلهم، واليوم يستكمل حملته في القسم الشرقي منها من خلال غرس المستوطنين فيها، وسلخ الفلسطينيين وفصلهم عن عمقهم الفلسطيني والعربي والإسلامي.
واستذكر ما حدث للمؤسسات الفلسطينية بعد وفاة فيصل الحسيني وإغلاق بيت الشرق وعدّة مؤسسات أخرى الواحدة تلو الأخرى حتى يومنا هذا، لافتاً إلى أننا وصلنا لمرحلة عدم وجود مؤسسات تمثّل طموحات الشارع المقدسي ولا تخدمه كالمؤسسات المدعومة من قبل الاتحاد الأوروبي.
وحول التعليم وإغلاق مديرية التربية، قال الهدمي إن الاحتلال حارب قبل ثلاث سنوات التعليم في مدينة القدس، من خلال أسرلة المنهاج، ومنعَ تنظيم نشاطات لا منهجية تعبّر عن الهوية المقدسية، واعتبر ذلك “تحريضاً”، كما حوكم المسؤولون عن هذه النشاطات.
ولم تكف بلدية الاحتلال أيضاً عن ابتزاز إدارات المدارس التي كانت تقدّم لها الأموال تحت مسمّى “مساعدات” حتى وصل الحال إلى إجبارها على تدريس المنهاج الإسرائيلي أو تهديدها بوقف تلك “المساعدات” وإغلاقها أيضاً في حال لم تفعل ذلك، بحسب الهدمي.
وكان وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان قد أوعز بإغلاق مديرية التربية والتعليم ومكتب تلفزيون فلسطين وأحد المراكز الصحية في مدينة القدس إلى جانب أحد المساجد لاحتوائه على مكاتب خاصة بمديرية التربية والتعليم.
من جهتها، استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الإغلاق الذي طال مكتب تلفزيون فلسطين بمدينة القدس، وقالت إن هذا الإجراء يندرج ضمن مساعي الاحتلال لتغييب الحقيقة عبر الإمعان في الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا دون شهود وخاصة في مدينة القدس المستهدفة يوميًا.
وأكدت لجنة الحريات في النقابة أن مدينة القدس تشهد أعلى معدل للانتهاكات بحق الصحفيين حيث زادت الانتهاكات عن 120 انتهاكاً إسرائيلياً منذ بداية العام.
وقال نادي الصحفي الفلسطيني إن إغلاق مكتب تلفزيون فلسطين يعتبر جزءاً من الحملة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الصحافة الفلسطينية، مطالباً كل الجهات الدولية بالتحرك من أجل حماية الصحفي الفلسطيني.
بدوره، استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية “مدى” هذه الإغلاقات التي طالت عدة مؤسسات في القدس، مؤكدة أن إغلاق مكتب تلفزيون فلسطين يندرج ضمن مساعي الاحتلال لإسكات الصحافة ومنع تقديم أي رواية أخرى غير روايتها لما يجري على الأرض.
وطالب “مدى” مختلف المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي بالتحرك والضغط على سلطات الاحتلال لإعادة فتح مكتب تلفزيون فلسطين، وتمكينه ومختلف وسائل الإعلام والصحفيين من العمل بحرية.