رام الله – خاص قدس الإخبارية: بنسق مفاجئ انقلبت احتمالية ذهاب دولة الاحتلال نحو الانتخابات الثالثة نتيجة الفشل في تشكيل الحكومة إلى إمكانية أن يتمكن رئيس حزب "أبيض أزرق" بني غانتس من تشكيل الحكومة عبر التحالف مع "إسرائيل بيتنا" وبدعم من القائمة العربية المشتركة.
وشهدت الأيام والساعات الأخيرة تبدلاً في المواقف تحديداً بعد التوافق في عديد الملفات والقضايا بين غانتس وليبرمان والسعي من مختلف الأطراف لإسقاط رئيس وزراء الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو الذي يمسك بقبضة معسكر الأحزاب اليمينة.
وشهدت الأيام الأخيرة خطواتٍ عديدة قام بها نتنياهو رأى فيها المراقبون أنها ضمن مجهوداته الرامية لعرقلة تشكيل الحكومة سواء من خلال تعيين نفتالي بنيت وزيراً للحرب أو حتى عملية اغتيال القيادي البارز في سرايا القدس بهاء أبو العطا.
ويرى محللون لـ "شبكة قدس" في أحاديث منفصلة أن احتمالية نجاح جهود غانتس باتت قائمة خصوصاً في ظل رغبة عدة أحزاب من بينها أبيض أزرق وليبرمان والقائمة العربية المشتركة والعمل في إسقاطه وعدم الرضى عن نتائج جولة التصعيد الأخيرة.
في السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة لـ "شبكة قدس" إن فرصة نجاح تشكيل حكومة غانتس قائمة، خصوصاً وأن هناك تقدماً في الملفات والخطوط العريضة، إلى جانب التمكن من اقناع ليبرمان بأن تكون القائمة العربية شبكة أمان للحكومة المقبلة.
ورأى جعارة أن نتنياهو قد يقدم على أي فعل عسكري أو سياسي ينقذه من السقوط السياسي والذهاب به نحو السجن سواء تنفيذ عمليات اغتيالات جديدة أو تقديم تنازلات من أجل عقد صفقة تبادل أسرى جديدة في ضوء حالة الغضب على أداءه في هذا الملف.
وبين المختص في الشأن الإسرائيلي أن العملية الأخيرة التي جرت في غزة كانت تهدف لاغتيال أبو العطا واغتيال تشكيل حكومة ضيقة بدون الليكود والذهاب نحو انتخابات ثالثة جديدة في ضوء خشية نتنياهو من تشكيل غانتس لحكومة بـ 63 مقعداً.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي إنه من الواضح أن هناك إشكالية عنوانها الفراغ السياسي في دولة الاحتلال في ضوء مطالبات المجتمع الإسرائيلي بتشكيل حكومة تملأ هذا الفراغ وتتحمل أعباء المرحلة المقبلة على شتى السبل.
وأضاف الريماوي لـ "شبكة قدس": "نتنياهو من الواضح استفزازه لليبرمان عبر تحميله مسؤولية الفشل في تشكيل الحكومة لليمين، وليبرمان يحاول أن يسقط نتنياهو والقبول بفكرة منحة 5 نواب عرب حصانة من أجل تشكيل الحكومة المقبلة".
وأردف قائلاً: "هذه الحكومة ستكون ضعيفة خاصة في الحرب وغيرها وغانتس يحاول أن يخلق حالة من التفتيت في اليمين من خلال استمالة بعض الأحزاب، في الوقت الذي استبق نتنياهو ذلك بتعين نفتالي بنيت في خطوة لم يتوقعها بنيت نفسه".
ورأى الريماوي أن احتمالية الذهاب نحو الانتخابات أو تشكيل حكومة برئاسة بني غانتس ستبقى 50% لكل احتمال خصوصاً وأن هناك المزيد من اللقاءات التي ستعقد بين غانتس وليبرمان والتي ستحدد طبيعة المرحلة المقبلة في الوقت الذي سيواصل نتنياهو فيه محاولته لإفشال ذلك؟