غزة – خاص قدس الإخبارية: انتهت جولة التصعيد الأخيرة في غزة بالتوصل لاتفاق تهدئة رعته مصر والأمم المتحدة بين حركة الجهاد الإسلامي خصوصاً والاحتلال الإسرائيلي يشابه إلى حد كبير تلك التفاهمات التي كانت تجري في أعقاب جولات التصعيد الماضية.
غير أن المغاير هذه المرة وجود أسئلة عديدة على الساحة الفلسطينية أعقبت رد المقاومة كان من أبرزها سؤال البعض عن عدم حضور حركة حماس وكتائب القسام بشكل علني، بالإضافة للتساؤل عن طبيعة الرد واختلافه عن القوى النارية المستخدمة في التصعيد الأخير، وعدداً آخر من الأسئلة.
غير أن البعض ذهب للقول إن المقاومة تمكنت من الرد بالقدر الذي تسمح به الظروف السياسية والأمنية والميدانية في ضوء المشهد المعقد حالياً والخشية من جر قطاع غزة الذي يرزح تحت حصار إسرائيلي خانق لحرب جديدة رابعة تدم ما تبقى من مقومات الصمود.
ويجمع محللان في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" على أن رد المقاومة كان حاضراً بالرغم من وجود بعض الأسئلة والحسابات الحاضرة على الساحة حالياً، فضلاً عن حضور حركة حماس وإن لم يكن بطريقة معلنة من خلال توفيرها الحاضنة الكافية للمقاومة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي لـ "شبكة قدس" إن المختلف حالياً هو حجم وكثافة النيران مقارنة بجولات التصعيد الماضية والتي رأى فيها الشارع الفلسطيني أنها كانت أفضل، إلا أن هناك حسابات خاصة للمقاومة تضعها في عملية الرد.
وأوضح عربي في حديثه أن الحديث عن غياب حركة حماس يمكن النظر له من عدة زوايا أولها أن حضور حركة حماس في هذه الجولة كان غير مباشر من خلال توفير البيئة المقاومة إذ هناك فرقاً واضحاً بين قطاع غزة والضفة المحتلة.
وأردف الكاتب والمحلل السياسي: "من غير المنطق الحديث عن اتهامات لحركة حماس خصوصاً أنها نظرت للمشهد من جانب مختلف يتمثل في الخشية من جر غزة لحرب رابعة إلى جانب الخشية من افساح المجال لاستهداف الأبراج السكنية والبنية التحتية".
واعتبر عرابي أن حماس كانت حاضرة من خلال رد سرايا القدس وبقية الفصائل المقاومة إلى جانب أن هناك حسابات خاصة بالغرفة المشتركة والمقاومة قد يكون تم الاتفاق عليها بعيداً عن وسائل الإعلام والشارع الفلسطيني.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن الجولة الحالية للعدوان الإسرائيلي على غزة كانت كغيرها من الجولات، إذ بدأها الاحتلال بالعدوان عبر اغتيال قيادي بارز في سرايا القدس بحجم الشهيد بهاء أبو العطا ثم ردت المقاومة.
واعتبر الصواف في حديثه لـ "شبكة قدس" أن رد المقاومة كان قوياً وقاسياً عبر حجم الصواريخ التي أطلقت تجاه المدن والبلدات المحتلة عام 1948 في الوقت الذي أمعن فيه الاحتلال بجرائمه عبر المجازر التي ارتكبها والتي كان آخرها مجزرة عائلة السواركة.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن هذه الجولة لن تكون الأخيرة التي ستجري بين المقاومة والاحتلال وسيكون هناك جولات أخرى في المستقبل سواء خلال الأيام القليلة القادمة أو على مستوى أسابيع وأشهر.
وأضاف: "في اعتقادي ليس من الضروري أن تعلن حماس عن مشاركتها في إلقاء القذائف قد يكون لها دوراً آخر وهذه ربما المسألة التي كانت حاضرة ومن يظن أن غرفة العمليات والعلاقة بين كل الفصائل الفلسطينية 100% ومتوافق عليها يكون مخطئ فلكل فصيل أهدافه التي يلتقي بها مع الفصيل الأخير ويتفقوا على نقاط عمل مشتركة فيما بينهم".
وأردف قائلاً: "سرايا القدس هي التي فجرت الرد وقامت بالقصف مبدئياً بعد اغتيال قائدها العسكري، ولربما أن سبب التراشق الحاصل حالياً هو أن قرار المواجهة اتخذ في البداية بشكل فردي وهو ما يؤذي الشارع الفلسطيني الذي يريد أن يكون هناك وحدة على مستوى الشارع والمقاومة ولا يريد ألا يسمع خلافات".