القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: منذ أن تم اعتقال فتى فلسطيني من داخل مدرسته في قرية العيساوية الواقعة شمالي شرق القدس، وإعلان الإضراب المفتوح في مدارسها، والاعتداءات الإسرائيلية لم تتوقّف بل ازدادت عُنفاً وإرهاباً للسكان.
فبعد أن اعتقلت قوات الاحتلال الطالب هاشم الطويل (16 عاماً) من داخل مدرسته (العيساوية للبنين)، متهمين إياه برشق الحجارة - كالعادة- حتى زادت شرطة الاحتلال من اقتحاماتها واستفزازاتها للسكان، وإلقاء القنابل الصوتية والغازية بين المنازل.
قامت قوات الاحتلال أمس باقتحام العيساوية والانتشار بين أحيائها، كما اعتدت على الطفل أحمد محيسن (11 عاماً) واحتجزته، مفتّشة على “حجارة” بين يديه!. واستمرت الاعتداءات الشُرطيّة على أهالي القرية، حتى تم اعتقال أربعة شبان مساء أمس.
وصباح اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال عدّة أحياء في العيساوية وشرعت بتوزيع إخطارات هدم لعدّة منشآت سكنية ضمن سياسة التنكيل الجماعي بسكانها.
وأوضح عضو لجنة المتابعة في العيساوية، محمد أبو الحمص لـ”قُدس الإخبارية” أنه وثّق تسعة إخطارات هدم قامت طواقم بلدية الاحتلال بتوزيعها على أصحاب المنشآت حيث كانت برفقة عناصر من شرطة الاحتلال. وأكد أن طواقم البلدية وزّعت إخطارات أخرى- لم يتسنّ له توثيقها - بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وعناصر الشرطة، أسفرت عن اعتقال الطفل عادل أبو صبيح (14 عاماً) بحجة رشق الحجارة.
وتأتي تلك الأحداث بالتزامن مع إضراب مدارس العيساوية بشكل كامل بسبب اعتداءات الاحتلال المستمرة على القرية والطلاب، وحول ذلك أكد أبو الحمص التزام جميع المدارس بالإضراب بما فيها رياض الأطفال حتى توفير الأمان للتلاميذ خلال ذهابهم وعودتهم من مدارسهم.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تعمل على وضع إجراءات عقابية جماعية لأهالي القرية لثنيهم عن الإضراب من خلال التصعيد في توزيع أوامر الهدم والاعتقالات، لكننا مستمرون في الإضراب حتى تحقيق مطالبنا.
ولفت إلى أن الوقفة التي ستُعقد عند مدخل قرية العيساوية عصر اليوم ما زالت قائمة، مناشداً الجميع للمشاركة فيها احتجاجاً على الممارسات اليومية للاحتلال من قمع وتنكيل.
وتعتبر قرية العيساوية إحدى قرى وبلدات القدس التي تتعرّض باستمرار لاقتحامات يومية، ليلاً نهاراً، ويُطلق الجنود الإسرائيليون القنابل الصوتية والغازية فيها في إطار “تدريبات عسكرية” بحسب النشطاء في القرية، ودون وجود أي مواجهات أو أحداث فيها.
ويتسبّب ذلك في استفزاز الشبان الفلسطينيين الذين يُسارعون للتصدي لقراهم من خلال رشق الحجارة والزجاجات الحارقة، وتسجيل إصابات بالرصاص والاختناق بالغاز السام.