شبكة قدس الإخبارية

ماذا بعد التضييق على حرية النشر على مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين؟

Publishers
هيئة التحرير

رام الله - قدس الإخبارية: الحرية بمعناها العام هي مطلب أساسي وحاجة إنسانية يسعى إليها كل شعوب العالم ومنهم الشعب الفلسطيني، وهي مطلب قديم متجدد يدافع عنه كل الشعوب، إلا أن هذه الحرية تعرضّت باستمرار لانتهاكات من قبل أصحاب القوة والنفوذ وذلك في شتى مجالات الحرية الإنسانية (مثل حرية التنقل وحرية اختيار اللبس وحرية العمل الخ)، وفي عصرنا الحديث، احتّلت حرية النشر والتعبير عن الرأي مرتبةً عاليةً في مطالب الشعوب للحصول على حقوقه المشروعة.

ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وبالرغم مما أحدثته من ثورة في عالم التواصل بين الشعوب وفي التعبير عن آرائهم وقضاياهم، وإتاحتها الفرصة للشعوب بمختلف أعمارهم وأفكارهم من نشر المحتوى الخاص بهم (المرئي أو المكتوب أو المسموع)، وإيصال هذا المحتوى لكل الشعوب الأخرى حول العالم. إلا أنّ التضييق على الحريات والمنع من النشر كان حاضراً أما المستخدمين، بل ومقيّداً حرياتهم في التعبير بشكل كبير.

ففي بدايات ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وجد الشعب الفلسطيني، كغيره من الشعوب، النافذة ليرى فيها العالم بكل أطيافه وأفكاره، كما استطاع من خلالها توصيل صوته وآرائه للعالم أجمع، ذلك بعكس طرق التواصل التقليدية التي لا تتيح إلا للقليل من أصحاب الفكر المميز من توصيل أفكارهم وتحت مراقبة وقيود شديدة تفرضها تلك الوسائل.

لذلك، قام الشباب الفلسطيني بالاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي على عدّة مستويات، أهمها كانت في فتح الباب للتعبير عن آرائهم وعن ذواتهم وأفكارهم وقضاياهم المركزية، وإيصالها للآلاف إن لم يكن الملايين من الشعوب حول العالم، كل ذلك عبر إنشاء صفحات ومجموعات نقاش تهتم بشؤون الداخل الفلسطيني، ونشر قضاياه ومعاناته التي يمر بها يومياً.

وبالرغم من أن تلك المواقع أتاحت للشباب حرية التعبير عن آرائهم خصوصاً في بداياتها، إلا أنّه لاحقاً أصبحت تحكمها قوانين وقواعد يرسمها ويدعمها أصحاب القرارات العالمية، هذه القواعد أدّت لكبح جماح الشباب الفلسطيني في التعبير عن قضاياه المقدسة، وهو ما ترجمه إغلاق للعديد من الصفحات على هذه المواقع التي كانت تهتم في نشر آراء الشعب الفلسطيني حول الأحداث التي تدور يومياً على أراضيهم. كل ذلك كان بدواعي وحجج مختلفة كانت نتيجتها واحدة في تقييد حريات الشباب الفلسطيني في التعبير عن الآراء.

لهذا السبب ولغيره من القيود التي تم فرضها على المحتوى الفلسطيني والمحتوى العربي بشكل عام، بدأت تظهر على ساحة الإنترنت عدد من البدائل التي تغني الشباب عن استخدام مثل هذه المواقع، وقد يكون أبرز هذه المواقع هي منصة باز للتواصل الاجتماعي، وهي منصة حديثة تُعنى بالشعوب العربية بشكل عام، بحيث تصب اهتمامها على توفير كل الوسائل والإمكانيات لتمكين الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بالأخص من التعبير عن قضاياهم ومشاركة آرائهم بكل حرية وبدون قيود على المحتوى.

هذه المنصة ضمنت للمستخدمين حرية في التعبير عن الآراء ونشر المحتوى الذي يخدم قضايا العالم العربي والشعب الفلسطيني بشكل خاص. ليس ذلك فحسب، بل أطلقت البرامج والأدوات ووفرت كل سبل الدعم المطلوب للشباب العربي في إطلاق إبداعاته لصناعة محتوى مميز يخدم قضيته وتساعده في نشر هذا المحتوى لتصل رسالته لكل شعوب العالم أجمع.

فحريّ بعد هذا أن يقوم الشباب الفلسطيني بتوجيه طاقاته وإمكانياته المبدعة في مكانها الصحيح بحيث يضمن النتائج المرجوّة من خلال إيصال أفكارهم وقضاياهم للعالم أجمع، ويضمن عدم تقييد حريته في التعبير عن آرائه أو حذف محتواه وتضييع جهده الذي يبذله في سبيل هدفه الأسمى.