بيروت - قدس الإخبارية: أعلنت قيادة الجيش اللبناني، اليوم السبت، التضامن مع "المطالب المحقة"، داعية في الوقت نفسه إلى "التعبير بشكل سلمي".
وجاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه لقيادة الجيش بأن القيادة "تدعو جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم، إلى التعبير بشكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة، وإذ تؤكد تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، تدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين".
يأتي ذلك في وقتٍ عاد المحتجون إلى ساحة رياض الصلح المقابلة لمقر رئاسة الوزراء في العاصمة بيروت، بعدما فشل الفض الأمني العنيف لتجمعاتهم، ليل أمس الجمعة، في إرهابهم، فيما أكدت قيادة الجيش التضامن مع "المطالب المحقة"، داعية في الوقت نفسه، إلى "التعبير بشكل سلمي".
وبينما انشغل بعض المحتجين في الساحة بالتطوع للمشاركة في أعمال تنظيف الشوارع المحيطة، والتي بدت أقرب إلى ساحة حرب بعد الاشتباكات التي جرت أمس وتخللتها أعمال تحطيم لواجهات محال تجارية وإحراق لوحات ضخمة، وقف آخرون مقابل السراي مرددين شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ثورة وثورة"، و"كلن يعني كلن"، في وقت كانت أحذية المتظاهرين التي فقدوها خلال عمليات الكرّ والفرّ مع القوى الأمنية، والتي امتدت حتى الساعات الأولى من اليوم السبت، مجمّعة على الرصيف، لتكون شاهداً إضافياً على حجم القمع الذي استخدمته الأجهزة الأمنية ضد المحتجين.
وجاءت الاحتجاجات في الوسط التجاري لبيروت، في وقت تتواصل فيه التجمعات الغاضبة داخل العاصمة وخارجها، مع استمرار قطع الطرقات الرئيسية، وسط مخاوف من لجوء الأجهزة الأمنية إلى القوة لفتحها، على غرار ما جرى مساء أمس الجمعة.
وبينما ساد الهدوء العاصمة بيروت ومدينة طرابلس (شمالي لبنان)، اليوم، سُجّلت في مدينة صور (جنوباً) عمليات اعتداء منظمة على المحتجين المطالبين بالتغيير من قبل أنصار زعيم حركة "أمل"، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والذي تعرّض خلال اليومين الماضيين إلى انتقادات واسعة، بوصفه من بين أبرز من يتحملون المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في لبنان. كما طاولت الانتقادات زوجته رندة بري، فيما تعرّض مدخل استراحة صور التي تملكها إلى الاحتراق أمس.
إلى ذلك، أكدت "الوكالة الوطنية للإعلام"، خروج جميع المحتجزين من ثكنة الحلو بـ"سندات إقامة". وقبل نبأ الإفراج عن المحتجزين تجمّع ناشطون، وإلى جانبهم عدد من ذوي المعتقلين، في محيط ثكنة الحلو في بيروت.
بدوره، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم السبت، إن حزبه لا يؤيد استقالة الحكومة إثر احتجاجات حاشدة في مختلف أنحاء لبنان، قائلا إن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية.
وأضاف نصر الله أنه يدعم الحكومة الحالية "ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة" وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
كما رفض نصر الله الطروحات التي تدعو إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، وإلى انتخابات نيابية مبكرة، مؤكدا أنه إذا استقالت هذه الحكومة فمن غير المعلوم أن تتشكل الحكومة في غضون سنة أو سنتين.
واتهم الأمين العام لحزب الله بعض القوى السياسية بالتنصل من مسؤولياتها وإلقاء التبعات على الآخرين. وقال إن هذا الأمر لن يفضي إلى أي نتيجة وينم عن انعدام روح الوطنية.
وأضاف أن أمام لبنان خيارين، إما الانهيار المالي والاقتصادي أو الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة. ودعا نصر الله في كلمة له القوى السياسية اللبنانية إلى التحلي بالشجاعة والصدق لإنقاذ لبنان واقتصاده.
وكانت الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر العشرات من المعتقلين مكبلين على الأرض، قد أثارت ردود فعل منتقدة، لا سيما بعد فشل محاولات البعض في نفيها والقول إنها مفبركة.
وأكد ناشطون ممن كانوا يتواجدون على الأرض عند ملاحقة الأمن للمعتقلين صحّتها، بعد مقارنتها مع صور أخرى من المنطقة التي شهدت الاعتقالات.