لا يمكن أن نمر على زيارة المنتخب السعودي الأخيرة للضفة المحتلة عبر تصاريح خاصة من قبل الاحتلال الإسرائيلي مرور الكرام سيما وأن دولة الاحتلال كعادتها تستغل هذه الزيارات لتلميع نفسها أكثر ولفتح منافذ جديدة للتطبيع.
هذه الزيارة التي حظيت بسخط شعبي منقط النظير يكاد يكون هو الأكبر مقارنة بفرق أو شخصيات عربية أخرى كان مرتبط بعدة عوامل ولم يكن الأمر تحاملاً على السعودية أو نظام آل سعود، من قبل الشعب الفلسطيني وفصائله التي رفضت هذه الزيارة.
وعند الحديث عن هذه العوامل لا بد أن نستعرضها:
- العامل الأول: دور السعودية في المنطقة والذي بات مرتبطاً بأجندات مختلفة وبعيدة كل البعد عن مناصرة القضية الفلسطينية.
- العامل الثاني: هو الحديث المتصاعد عن التطبيع الأمني وما يكشف عنه في أروقة وسائل إعلام الأميركية عن تعهدات قدمها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.
- العامل الثالث: هي الضغوط التي طالما كشف عنها بأن بن سلمان ضغط على رئيس السلطة محمود عباس مراراً للقبول بصفقة القرن.
ما سبق قد يكون مختصراً ينطوي تحته آلاف الأسباب التي جعلت الزيارة في هذا التوقيت مشبوهة وتأتي في إطار التطبيع مع الاحتلال وليس كما حاول السعوديين الموالين لنظام الحكم تشبيها بأنه زيارة لنصرة الشعب الفلسطيني وحقه في اللعب في ملعبه البلدي.
وفي نقطة أخرى الذريعة التي ساقها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب بأن الزيارة ليست تطبيعاً بل لتعزيز المكانة الفلسطينية ما هي إلا أكاذيب، خصوصاً وأن ذات الرجل لم ينجح هو وغيره في الضغط لمرور فرق رياضية من غزة للعب في الضفة سواء مباريات لكرة القدم أو غيرها، إلى جانب عدم قدرة اللاعبين من الجهتين في الضفة وغزة كثيراً للعبور هنا أو هناك للمشاركة في فعاليات رياضية.
ولم تتوقف الكارثة فقط عند زيارة المنتخب السعودي بل امتدت لتشمل زيارة الوفد للمسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية في الوقت الذي كانت فيه شرطة الاحتلال الإسرائيلي تقمع المرابطين والمصلين في المسجد، وتواصل الأمر ليخرج الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي لتبجح أكثر ويستغل الصورة ويدعو المنتخب السعودي للعب مباراة مع منتخب الاحتلال ويتهم المصلين والمرابطين بالتعرض للفريق العربي.
وهنا لا بد من أن نوضح لإخواننا العرب عوامل رفضنا للزيارات:
- إن هذه الزيارات يستغلها الاحتلال دولياً لتبيض سجله الممتزج بلون الدم الأحمر من الشهداء الفلسطينيين.
- هذه الزيارات لا تقوم بتعزيز أي مقومات للصمود الفلسطيني بل على العكس هي زيارات شكلية تنتهي بنهايتها.
- إن كان ولا بد فهناك جزء أصيل من الوطن اسمه غزة من الممكن اللعب فيه أو زيارته وهو لا يخضع لسيطرة الاحتلال ولا يوجد به أي جندي إسرائيلي.