وكالات-قدس الإخبارية: انقشع غبار المعركة الانتخابية نحو قصر قرطاج بفوز المرشح التونسي قيس سعيد برئاسة الجمهورية التونسية، فمن هو صاحب مقولة "نحن في حرب مع الكيان الصهيوني والتطبيع وصف خاطئ بل هو خيانة عظمى للوطن"؟.
المولد والنشأة
ولد قيس سعيّد في 22 شباط من العام 1958 في تونس، وحاز على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية، كما يحمل أيضًا دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري، ودبلومًا آخر من المعهد الدولي للقانون الإنساني في "سان ريمو" الإيطالية.
بدأ سعيد حياته العملية عام 1986، كمحاضرٍ في كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بمدينة سوسة، ثم درّس عام 1999 في كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس العاصمة.
وأصبح سعيد بين عامي 1989 و1990 مقرر لجنتيْن لتعديل مشروع ميثاق جامعة الدول العربية، ومشروع النظام الأساسي لمحكمة العدل العربية.
قيس سعيد الأب لثلاثة أبناء، عمل أيضًا خبيرًا مع المعهد العربي لحقوق الإنسان من 1993 إلى 1995، وبعد عاميْن نال عضوية المجلس العلمي وعضوية مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري، وهو كذلك رئيس مركز تونس للقانون الدستوري من أجل الديمقراطية (مستقل).
التطبيع هو خيانة عظمى
يقول الرئيس التونسي الجديد خلال مناظرة تلفزيونية قبيل الانتخابات بأيام: "إننا في حالة حرب مع الكيان الصهيوني... الحالة الطبيعية أننا في حالة حرب مع كيان مغتصب شرد شعب وما زال يحتل الأرض العربية"، مؤكدًا على ان كلمة التطبيع خاطئة، والمصطلح الدقيق هو "الخيانة العظمى للوطن".
ومضاتٌ على الفكر
يقدم قيس سعيد نفسه كمستقل، ويميل لبعض الأفكار المحافظة، إذ يرى البعض أنه يتشبث بالمرجعية الدينية، واستشهدوا على ذلك بوقوفه ضد القانون الذي قدمه الرئيس التونسي الراحل السبسي، إذ يرفض سعيد المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وأكد أنه لن يعمل على تأويل نص قرآني، والمسألة محسومة وصريحة وواضحة فيه وغير محتاجة للتأويل، "نحن لسنا ضيعة ولا بستانًا، بل دولة" وفق قول سعيّد.
آخرون استشهدوا على مرجعيته الإسلامية بتغريدة سابقة له عبر "تويتر"، إذ استعرض اسم عمر بن الخطاب كمثال للعدل والحرية، وقال سعيد في تغريدته: "أعد التونسيين بالعدل والحرية وعلوية القانون على شاكلة الفاروق عمر بن الخطاب، الذي يُعتبر رجل دولة بامتياز ونموذجا يحتذى به في الحزم والعدل".
يُحسَب للرئيس التونسي الجديد قيس سعيد رفضه البدء بحملته الانتخابية، عقب احتجاز السلطات التونسية لخصمه ومنافسه في الانتخابات نبيل القروي.
نقلت تقارير إعلامية عن قيس سعيد بأنه "لا يحب البروتوكولات، ولن يسكن في قصر قرطاج"، ولن تكون زوجته القاضية "سيدة تونس الأولى"، وأنه سيعيش بسيطًا كأي تونسي.
من الانتقادات التي واجهها قيس سعيد قبل فوزه، اتهاماتٌ لاحقته بركوب موجة الثورة التونسية لتحقيق مطامع ذاتية، وعدم تصديه بشكل فعال للنظام السابق.
ورد سعيّد بأنه لم يكن ثوريًا ومعارضًا للنظام السابق بالمعنى المتعارف عليه، لكنه رفض مناصب عديدة في العهد السابق، مضيفًا: "قلت (لا) يوم كان البعض ممن يظهرون اليوم في وسائل الإعلام يتمنون الاقتراب من دائرة القرار".
قال سعيد خلال حملته الانتخابية: "أنا لا أبيع الوهم للشعب التونسي، وبرنامجي واضح، وهو أن الشعب مصدر السلطات، والدستور ينبغي أن يكون قاعديًا، ولا توجد ما تسمى دولة مدنية ولا دينية"، ويرى سعيّد كذلك أن السلطة بيد الشعب وهو من يقرر مصيره وخياراته، وحمل شعاره الانتخابي عنوان "الشعب يريد".
تمسّك الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد بشخصيته كمستقلٍ ورفض التحالف مع أي تكتل سياسي، ولم يرغب بأن تُموّل الدولة حملته الانتخابية "كي لا يكون مقيدًا ورهن أي جهة على الصعيد المالي والسياسي" بحسب سعيّد.
الكلمة الأولى بعد الفوز
عقب ظهور النتائج شبه النهائية واعلان قيس سعيد فوزه، شدّد على أن فلسطين ستكون على رأس القضايا التي سيعمل على دعمها خارجياً.
وأضاف سعّيد: "العلاقات في الداخل التونسي ستبنى على أساس الثقة والمسؤولية، ونحن بحاجة لتجديد الثقة بين الحكام والمحكومين وسنعمل بقواعد الدستور وسنعمل من أجل القضايا العابرة، وأولها القضية الفلسطينية، وكنت أتمنى أن يكون العلم الفلسطيني بجانب العلم التونسي هنا".
وأضاف مخاطبًا الشعب التونسي: "أبهرتم العالم بعطائكم بعرقكم دمائكم، وليطمأن الجميع وسأحمل الرسالة، والأمانة بكل صدق وإخلاص بأعبائها وأوزارها نحو تونس جديدة التي صاغها الشعب في عام 2011".
المصادر: الأناضول+BBC+ وكالات