شبكة قدس الإخبارية

الشاب درويش الملقب بـ"الأسد" يروي تفاصيل تحديه للاحتلال منفردًا

56
رناد شرباتي

القدس المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: مدججون بالسلاح، قرابة 10 من جنود الاحتلال، يستخدمون جميع أساليب العنف، "الضرب بالعصي، والدفع، واللكمات على الرأس والوجه، بالإضافة إلى الشتم والصراخ"، كل هذا صوب شاب فلسطيني مقيد، في محاولة لإجباره على دخول مركبتهم واعتقاله.

الشاب ليث درويش (21 عامًا) من العيسوية، أو كما لقبه الفلسطينيون بـ"الأسد"، تعرض لكل هذا العنف من قبل قوات الاحتلال دون أن يزعزع من قوته لحظة، بقي صامداً لوحده أمامهم مقاومًا كل ضرباتهم، وظهر ذلك من خلال فيديو انتشر بشكلٍ كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وحصل على مئات الألاف من المشاهدات.

ربما طوله الذي تجاوز 195 سم، وجسده الرياضي كان له دورٌ في تحمل ضربات الاحتلال، لكن السبب الرئيسي -وفقًا لقوله-، هو رفضه للإخضاع والذل الذي يحاول الاحتلال فرضه على بلدة العيساوية.

وقال درويش خلال حديثه لـ"قدس الإخبارية": "السبب الحقيقي واستمراره في المقاومة، قبل جلب تعزيزاتهم الشرطية، رفضي لسياسة الخضوع و الإذلال التي يفرضها الاحتلال على بلدة العيساوية، ويمارسها يوميًا تجاه أهاليها"، مؤكدًا أنه لم يدخل إلا بوقف الاعتداء عليه وتوضيح سببب اعتقاله من قبل ضابط شرطة الاحتلال الذي أخبره أنه سيتم التحقيق معه فقط.

وفي التفاصيل، فإنه ومع مساء يوم الخميس ٣ تشرين الأول، كان ليث يجلس في مركبته مع أصدقائه على مدخل قرية العيساوية، قبل أن تداهمهم قوات الاحتلال ويفتحوا باب المركبة بعنفٍ، مطالبين خروجهم منها؛ لتفتيشها وتفتيش مركبة صديقه المجاورة.

يتابع درويش، "لقدد مللنا من هذه الأساليب الاستفزازية التي يستخدمها الاحتلال تجاهنا يوميًا، فلم يحلو لهم أن أقضي وقتًا مع أصدقائي نتبادل فيه الأحاديث والضحك داخل مركبتي الخاصة، وعلى مدخل قريتي كأي أصدقاء في العالم، ليعكر مساءنا بحجة تفتيش المركبة دون أي مبرر.

وأضاف: "بعد تفتيش المركبة، لم يجدوا أي شيء غير قانوني فيها، أرادوا تفتيش المركبة الأخرى، ولكن وكرد فعل على أسلوبهم الانتقامي قمت بإغلاق المركبة وألقيت بالمفتاح بعيدًا حتى لا يحاولوا الحصول عليه وتفتيش المركبة"، متابعًا "ما لبثوا إلا أن حاصروني، وبدأوا بتفتيشي مطالبين منه خلع ملابسي، إلا أنني رفضت ما يؤدي إلى الاعتداء علي واعتقالي".

ووثق فيديو الاعتداء، استكمال قوات الاحتلال، الاعتداء عليه، داخل مركبة الشرطة، وخلال اقتياده للتحقيق، حيث قال: لقد  اقتادوني إلى مركز الشرطة وأنا مقيد اليدين والقدمين، وبقيت على هذا الحال 13 ساعة، حتى تم التحقيق معي بمدة لم تتجاوز العشر دقائق، ما يدل أن هدفهم هو إذلالنا فقط، فلا يوجد أي مسوغ لاعتقالي، ومن ثم تم الإفراج عني بحبس منزلي لمدة ثلاث أيام، ومنعي من الوجود بمدخل القرية لمدة أسبوع".

وأكد بنبرة تحدٍ: "هذا العنف الذي يستخدمه الاحتلال تجاهنا، لم يزدنا إلا إصرارًا وثباتاً، في قرية العيساوية ومحاولات الاحتلال المستمرة لتهجيرنا منها، لن تجدي نفعًا".

وحول تعرضه للاعتقال سابقًا، أردف: لا أذكر عدد المرات التي اعتقلت فيها لأنها تجاوزت عشرات المرات، منذ كان عمري 13 عامًا، حيث كان اعتقالي الأول لمدة يومين، وأحد المرات كانت عام 2016، حيث اعتقلوا جميع أفراد عائلتي وأصغرهم شقيقي درويش، كان عمره عامين، وكان الاعتقال بعد اقتحام المنزل وإلقاء قنابل الصوت والغاز فيه".

ويشير درويش إلى عدم وجود عائلة في العيساوية لم يتعرض أحد أبنائها للاعتقال والاعتداء وتحديدًا الأطفال الذين يشهدون اقتحامات يومية لبلدتهم ومنازلهم وتعرضهم للقنابل الصوت والغاز، خاصة خلال الشهور الأربعة الأخيرة، حيث تشهد العيساوية سياسة ممنهجة، لفرض الاحتلال سيطرته عليها من خلال حملات الاعتقال وهدم المنازل وإغلاق مداخلها، بالإضافة لفرض المخالفات والضرائب الباهظة.

شدد في نهاية حديثه: "قرية العيساوية هي عيوننا التي نرى بها، ولن نتخلى عنها فأساليبهم لا تردعنا، بل تزيد من حدة التوتر في المنطقة وهم من يتحملون المسؤولية".