شبكة قدس الإخبارية

الجيش الإسرائيلي من قمة الهرم إلى الهاوية

9998967888
نعيم مشتهى

ما بدأ اليهود بالتفكير في التوطن في فلسطين الا بعد ان قاموا بتأسيس العلاقات السياسية والدبلوماسية مع كل الدول العظمى حينها وفي ذات الوقت كانوا يؤسسون لجيش قوي استخدموه للقتال بجانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية تمثل فيما يسمى بعصابة "الهاغانا" وغيرها من العصابات العديدة التي نفذت العديد من المجازر ضد القرى الفلسطينية، وابلى في تلك الحرب بلاء حسناً حتى كسب الصهاينة الثقة العمياء من بريطانيا و حلفائها آنذاك.

وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية ودقت عقارب الساعة لتبدأ الحرب الشعواء على فلسطين واهلها عام ١٩٤٨ واقتحمت العصابات الصهيونية ارض فلسطين وبدأت سفك الدماء وأعلنوا اقامة كيانهم المسخ كان لا بد من وجود جيش لتلك الدولة وقائداَ لأركان ذلك الجيش فكان الجنرال "يعقوب دوري" رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي ليكون صاحب قوة وتحد للعالم كله بشكل عام وللفلسطينيين بشكل خاص.

واستمر اختيار رئيس الأركان بذلك الشكل حتى اختير رئيس هيئة الأركان العامة الواحد والعشرين الجنرال غادي ايزنكوت الذي كان يعمل على استراتيجية الضاحية التي لطالما تغنى بها وصرَّحَ انه موافَقٌ عليها لكنه لم يستخدمها في تعامله مع المقاومة في غزة على الرغم من استطاعته فعل ذلك لكنه لم يفعل بل اقتصر على جولات التصعيد التي تستمر لبضعة أيام قلائل، اجبرته فيها المقاومة الفلسطينية ان يخسر قوة الردع الصهيونية المعتادة بقصف تل ابيب وغيرها من المستوطنات الغير محاذية للقطاع، وهذا ان دل فإنما يدل على ضعف الكيان الصهيوني امام الفلسطينيين.

ليستمر الأمر كذلك حتى تم تعيين الجنرال افيف كوخافي رئيساً لهيئة الأركان العامة الثانية والعشرين وهو الذي يعتبر اهون ممن كان قبله، حيث تولى قيادة فرقة غزة منذ ٢٠٠٤ وحتى ٢٠٠٦ وفي تلك الحقبة الزمنية كان فك الارتباط الفلسطيني الاسرائيلي والانسحاب الصهيوني من غزة وكانت هذه اللعنة التي لن يغفرها التاريخ الصهيوني لمن كان سبباً في انجاحها.

 ليلحق ذلك عملية خطف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط عام ٢٠٠٦ ويبدأ وفرقته بعملية امطار الصيف التي اثبتت فشلها بجدارة ويتم اقالته من منصبه بسبب ذلك، ليقرر العودة الى مقاعد الدراسة في الكلية الامنية في لندن الا ان تخوفاته من الحكومة البريطانية من ملاحقته لارتكابه مجازر ضد المواطنين الغزيين منعته من السفر اليها وتغيير وجهته الى الولايات المتحدة الامريكية ليدرس في جامعة جونز هوبكنز ويعود الى اسرائيل عام ٢٠٠٧ فيقود شعبة العمليات حتى يناير ٢٠١٠، يرقى الى رتبة لواء ويكلف بقيادة شعبة الاستخبارات العسكرية ويضاف اليه قيادة المنطقة الشمالية في ابريل عام ٢٠١٤.

 واثناء معركة العصف المأكول كان الفشل الاستخباراتي الذريع لدى كوخافي حيث لم يستطع ان يحقق اهداف المعركة المنشودة ولم يتوصل لأي من قادة المقاومة الا بعد ٤٥ يوماً من الحرب ويستطيع استهدافهم بنجاح" رائد العطار، محمد ابو شمالة، محمد برهوم" ولم يستطع التقدم في المناطق الشرقية للقطاع الا باستخدام سياسة الارض المحروقة التي عمل عليها الجيش بقرار من وزير الدفاع آنذاك "موشيه يعلون" اثناء دخوله البري للقطاع، وعلى الرغم من هذا إلا أنه لم يستطع الكشف عن الجنود الذين قامت المقاومة باختطافهم" ارون شاؤول، هدار غولدين" وهذا ان دل فإنما يدل على فشل استخباراتي عميق لم يكن الكيان الصهيوني قد وصل له منذ اقامته.

 لينته الامر به بقيادة الاركان العامة في الجيش الصهيوني فيكون في عهده كشف الخلية الاستخباراتية على ارض خان يونس والاشتباك معها بشكل مباشر واطلاق صاروخ موجه على باص للجنود الصهاينة واصابته بشكل مباشر أثناء التصعيد إلا أنه بات فاشلاً في تحديد هوية الرامي وموقعه، وإن دل هذا فإنما يدل على وهن الكيان الصهيوني وضعفه من شتى الأطراف العسكرية والسياسية والأمنية والاستخباراتية في ظل تمكنه الأمني بداية إقامته حتى تولي كوخافي ذلك المنصب، وقوة الأمن الاستخباراتية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية وقدرتها على كشف الألاعيب والعمليات الصهيونية ومنع حدوثها بشتى الطرق والإمكانات، بمعنى اقتراب الفلسطيني مما يصبو اليه منذ عقود طويلة.