القاهرة- قُدس الإخبارية: تواصل السلطات المصرية، منذ نحو شهر، اعتقال شابين فلسطينيين من قطاع غزة، يتهمهما الإعلام المصري بضلوعهما بأعمال شغب وتخريب خلال التظاهرات الأخيرة ضد النظام.
وقال الإعلامي المصري عمر أديب، في برنامجه، إن الفلسطينيين "علي الخريبي (29 عامًا)، وأشرف طافش (21 عامًا)"، أدليا باعترافات أمام الكاميرا، حول ضلوعهما بالتخطيط لأعمال شغب وتخريب خلال التظاهرات التي شهدتها مصر ضد نظام الرئيس عبد الفتّاح السيسي، يوم 20 أيلول/ سبتمبر الفائت.
وزعم أن الشاب أشرف طافش، "يعمل كمسؤول سرّي للرصد والاتصال، لدى -خلايا سرايا القدس التابعة لحركة حماس-، وجرى ضبط بعض الأوراق التي تحتوي على تعليمات سريّة لخلايا التنظيم"، الذي يحتوي على خلط فاضح بين سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وحركة "حماس"، ما يشير إلى ارتباك في الفبركة التي اعتمدها.
وأظهر تسجيل مصوّر عرض خلال البرنامج، الشاب طافش وهو يقول: "انضممت لتنظيم الجهاد الإسلامي عام 2013، في مجال جمع المعلومات، نزلت إلى مصر بتكليف من المسؤولين، قبل الموعد المحدد من المظاهرات لكي نراقب الموقف ونبلغ بتطورات لكي نعرف ندعم الثورة".
كما ظهر الشاب، علي شعبان الخريبي، بمقطع مصور في ذات البرنامج، قال فيه: "أدرس بكلية طب أسنان الزقازيق، أجاني تكليف من يومين إني أسافر من الزقازيق للقاهرة، عشان أساعد في جمع الشباب وإحداث الشغب والمظاهرات في الأيام القادمة."
نفي رسمي وعائلي
من جهتها، نفت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، ما ورد في التسجيلات، وقالت إنه غير صحيح، وأنّ الشاب أشرف طافش هو أحد أعضائها وكان قد سافر إلى القاهرة قبل يوم واحد من المظاهرات لغرض السفر إلى بلد آخر بهدف الدراسة.
أمّا والد الشاب، علي الخريبي، أكّد براءة ولده مما نُسب إليه، وقال في حديث لموقع "عربي 21 ": إنّ "نجله سافر إلى الأراضي المصرية، منذ 30 أيلول/سبتمبر 2018، ليتعلم هندسة في جامعة 6 أكتوبر، ودرس هناك سنة كاملة هندسة"، موضحًا أنّ ابنه قد قرر أن يدرس الطب في جامعة الزقازيق، وباشر دوامه الجامعي، يوم 22 أيلول/ سبتمبر، وهو يوم اعتقال الشاب الذي جرى خلال ذهابه إلى القاهرة من أجل استكمال بعض الأوراق الرسميّة لزوم الإقامة من دائرة شؤون الوافدين.
وتابع والده، "نجلي لم ينزل إلى القاهرة، وكان في موقف عبّود بشبرا وليس في التحرير، حيث اتصل علي بصديقه وأخبره بنيته الالتقاء به بعد ساعة، لكنه تأخر عن الموعد، وسط اتصالات لم يرد عليها، ومضت الليلة الأولى بدون ظهوره، ثم جرى إيلاغ العائلة.
وأردف: "في اليوم التالي، أخبرونا بوجوده في مركز أمن الدولة، وأنّ اعتقاله احترازي بسبب عدم امتلاكه إقامة، وكانت الاتصالات كلّها تؤكد أنه بخير ولا توجد عليه أي تهمة وسيجري الإفراج عنه خلال ساعات"، مضيفاً: "في منتصف الليل اتصل بي أحد الأصدقاء، وقال لي ابنك موجود على التلفزيون المصري، ويدلي باعترافات، وطبعاً لم ننم لا ليل ولا نهار لأسبوع كامل".
وكانت مصر اعتقلت شبان من جنسيّات سودانيّة وأردنية وهولندية، بحجّة "ضلوعهم بالتخطيط لإثارة الشارع ضد نظام السيسي والقيام بأعمال تخريبيّة، لكنها عاودت الإفراج عنهم تحت ضغوط من حكوماتهم وتحركات سفراء بلدانهم، فيما ما تزال تبقي على اعتقال الفلسطينيين حتى الآن.
وأثارت الحادثة، التساؤلات حول موقف السفارة الفلسطينية من القضية، إذ لم تسجل الفترة الأخيرة أي تحرك باتجاه الإفراج عنهما، وسط مطالبات من نشطاء وأهالي للسلطة بالتدخل للإفراج عنهما.