بغداد – قدس الإخبارية: قمعت الأجهزة الأمنية العراقية، اليوم الأربعاء، تظاهرات شهدتها العاصمة بغداد احتجاجاً على الفساد ومطالبة بمكافحة البطالة.

وكانت تظاهرات انطلقت أمس الثلاثاء، أسفرت عن مقتل أربعة متظاهرين في أعمال عنف حملت الحكومة مسؤوليتها إلى "مندسين".

أما اليوم الأربعاء فقد استخدمت قوات مكافحة الشغب مجدداً الرصاص الحي لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، وصولاً إلى رفض تنحية قائد عسكري شعبي.

وامتدت التظاهرات إلى خمسة أحياء في بغداد، منها حي الزعفرانية بجنوب العاصمة، حيث أقدم المتظاهرون على حرق إطارات، سمع مراسل وكالة فرانس برس أزيز الرصاص على غرار يوم الثلاثاء في وسط بغداد، في محيط ساحة التحرير التي انطلقت منها التظاهرة.

ووفقاً لمصادر طبية، نقل نحو عشرة أشخاص إلى مستشفيات بغداد، مشيرة إلى أنهم كانوا يعانون من الاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع أو أصيبوا خلال عمليات التدافع.

وكشف مصدر طبي، الأربعاء، أن حصيلة تظاهرات العاصمة العراقية بغداد فقط بلغت وحدها 4 قتلى وأكثر من 700 إصابة بحالات اختناق وجروح بينهم حالات خطرة.

وكشفت المصدر الطبي في حديث لوكالة الأناضول، أن "أغلب المصابين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاما".

ولفت المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له التصريح لوسائل الإعلام إلى أن "هوية بعض المتظاهرين تبين أنهم قادمون من محافظات أخرى إلى العاصمة بغداد".

في الوقت ذاته، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الأربعاء، جمهور المتظاهرين لضبط النفس، بعد تجدد التظاهرات وإطلاق القوات الأمنية مجدداً اليوم الأربعاء، الرصاص الحي في الهواء لتفريق محتجين.

ويعاني العراق، الذي أنهكته الحروب، من انقطاع مزمن للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية.

وبحسب تقارير رسمية، فمنذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.