اجتاز الشاب سميح اختبار اللغة الألمانية الأول بتفوق، وبدأ بمراسلة جامعة ألمانية لغرض الدراسة فيها، ليتفاجأ وهو على أبواب اجتياز المستوى الثاني في اختبار اللغة من رد الجامعة عليه بعدم الاعتراف بالتوجيهي التكنولوجي الذي كان قد التحق فيه مفعماً بالأمل والتحدي بمواصلة تعليمه حتى نيل أعلى الدرجات العلمية.
بدأت قصة الطالب في الفرع التكنولوجي سميح علان من مدينة بيت لحم، بعد استكماله لكافة المتطلبات والشروط التي تفرضها الجامعات الألمانية على الطلاب الأجانب، ودفع من المال ما يكفي لتعليمه في الجامعات المحلية، ما بين الوقت ورسوم مستويات اللغة والكتب وجهاز كمبيوتر ومصاريف أخرى، ليتفاجأ بعدم اعتراف الدولة الألمانية بتخصصه.
وكان يعتقد الطالب علان أن معدل ٨٢ في الثانوية العامة بالفرع التكنولوجي، يكفيه لتحقيق طموحه في دراسة الإلكترونيات في ألمانيا، ولكنه لم يعتقد للحظة أن وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم الفلسطينيتين لم توقع اتفاقية مع الجهات المختصة في المانيا للاعتراف بالتوجيهي التكنولوجي على حد وصف والدته.
وقالت والدة سميح ل قدس الإخبارية "بعد توجهي إلى وزارة التربية والتعليم في مدينة رام الله، في اليوم التالي للرفض، أخذ كل طرف بتحويلي إلى جهة جديدة لمعالجة قضية ابني، ولم أحصل على الجواب الشافي لمستقبل ابني، وواجهوا إلحاح طلبي بمقابلة الوزير أو وكيله بالرفض، بحجة وجود اجتماعات وانشغالات لديه، وأشار لي أحد الموظفين أن وكيل الوزارة سيخرج من مكتبه بعد وقت قليل".
"خرج وكيل الوزير واستوقفته على الفور، واستعجلت الإيجاز في عرض المشكلة بعد انتظاري له ساعات، متنقلة بين غرف وممرات، وعرضت عليه المشكلة التي تتحمل وزارته المسؤولية الكاملة عنها، وكان رده بأن أقدم شكوى للوزير مع عرض المشكلة، وسيعملون على متابعتها".
وأضافت والدة الطالب سميح ل قدس الإخبارية "خايف يدرس بجامعة هان ويطلع يكمل بألمانيا ماجستير ويحكوله هناك انت معكش توجيهي، وبديش مستقبل ابني يضيع بين مكاتب الوزارات إلي لازم تحل مشكلة طلاب التوجيهي التكنولوجي، وهم يتحملوا المسؤولية".
وأكدت والدة الطالب علان أنها بعثت بكتاب إلى مكتب رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية لاطلاعه على المشكلة، بتاريخ ٥/٩/٢٠١٩، ولم يتم الرد عليها أو طمأنتها حول سيرهم في علاج المشكلة.
مشكلة سميح التي سببها وزارتا التعليم العالي والتربية والتعليم انعكست بآثارها السلبية على نفوس العديد من طلبة التوجيهي التكنولوجي الذين تقدموا بطلبات للحصول على موافقة من الجامعات الألمانية ولم يتم قبولهم، فيما رفضت الحكومة التركية منحهم منح تعليمية للدراسة في جامعاتها، واستثنت قبول المنح في برامج المنح الخاصة بالتكنولوجي وفق تصريح الدكتور محمد عواد لمراسلنا.
وقال عواد ل قدس الإخبارية قمنا بتوجيه رسائل رسمية لوزارتي الخارجية والتربية الألمانية لاعتماد البرنامج، وننتظر ردهم.
وبين عواد أن الجامعات الألمانية لم تكن تعترف سوى بتخصصي التوجيهي الأدبي والعلمي، وبعد التواصل معهم تم اعتماد برامج أخرى، ونحن قبل تأسيس برنامج التوجيهي التكنولوجي كنا قد تواصلنا مع مختلف الجهات الدولية والمحلية لضرورة اعتماد البرنامج، ولم نواجه مشاكل سوى في الجامعات الألمانية، والجامعات التركية رفضت منحهم منح تعليمية فقط.
والتوجيهي التكنولوجي أحد الفروع الأكاديمية الخمسة التي تطرحها وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى تخصصات ريادة الأعمال والشرعي والأدبي والعلمي، وتأسس التوجيهي التكنولوجي قبل عامين، والتحق فيه في عامه الأول ٤٠ طالب فيه، وفي العام الماضي التحق ٨٠٠ طالب، والعام الحالي التحق فيه ١١٠٠ طالب، ويتميز التخصص بقدرة الطالب على دراسة مختلف الدراسات الأكاديمية في الجامعة باستثناء تخصص الطب.
وكانت وزارة التربية والتعليم، أصدرت بياناً توضيحياً بخصوص اعتماد الفرع التكنولوجي في الجامعات المحلية والدولية بتاريخ ٢٤/٩/٢٠١٩، وطمأنت "التربية" الطلبة والأهالي بأنها لن تتوانى عن متابعة هذا الأمر حسب الأصول، وأنها ستتابع مع الجانبين التركي والألماني عبر القنوات الدبلوماسية؛ لتمكين الطلبة الفلسطينيين الراغبين بالدراسة في هاتين الدولتين من الالتحاق بالجامعات.