لم يمض الكثير على حرية الأسير محمد عواد، بعد أن أفرجت عنه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقال دام اعتقال دام عاما تحت بند الاعتقال الإداري. وهو ليس الاعتقال الأول، ولم يكن الاعتقال الأخير.
عاد محمد إلى عائلته، محملا بأمل الحرية الأبدية، وقرر أن يؤسس عائلة تأخرت لأسباب قسرية، كان سببها الرئيس هو الاحتلال، واعتقالاته المتكررة لمحمد، وزجه في السجون على خلفية تهم توجهها مخابرات الاحتلال له، واعتقالات إدارية دون تهم واضحة.
أخيرا، وجد محمد (35 عاما) وهو من قرية عورتا إلى الجنوب من مدينة نابلس، شريكة حياته وقرر أن يرتبط بها، وأجريت المراسم على قدم وساق، حيث كان سيتم عقد القران يوم أمس الأحد، بينما تكون الجاهة الرسمية يوم الجمعة القادم، وفق ما قالته إم عماد، والدة محمد لـقدس الإخبارية.
تضيف: "كنا قد اشترينا الذهب ورتبنا كل ما تحتاجه الخطبة وحجزنا قاعة لكي نفرح بابننا محمد، لكننا جُننا فجر يوم الأحد عندما داهم جيش الاحتلال منزلنا واعتقلوا محمد".
حاولت العائلة منع جنود الاحتلال من اعتقاله، لكنهم رفضوا واقتادوه إلى معسكر حوارة، ونُسفت كل المخططات التي كانت ترتب لها إم عماد لفرحة ابنها محمد، وتأجلت إلى موعد آخر لا أحد يعلمه.
وتبدو الحسرة واضحة عند أم عماد على ابنها محمد الذي كلما قرر أن يؤسس أسرة اعتقله جيش الاحتلال وأنهى كل آماله وأحلامه، مشيرة إلى أن فرحهم الذي كان مقررا في هذين اليومين، تحول إلى جو من الكآبة والحزن، في المقابل تلقت خطيبة محمد التي لم يتسن لها التعرف بعد على محمد، بصبر وثبات، وفق ما قالته والدة محمد.
تقول إم عماد: "إن مجموع اعتقالات محمد في سجون الاحتلال بلغ 12 عاما، وقد أمضى ثلث حياته داخل المعتقل، خلال اعتقالات متكررة وهو ما أعاقه في بناء أسرة وأن يصبح أبا ورب أسرة".
اعتقل محمد أول مرة وأمضى ستة شهور إداري، وفي اعتقاله الثاني أمضى ثلاث سنوات، ومرة ثالثة أعيد اعتقاله إداريا ستة شهور، وفي المرة الرابعة اعتقلته قوات الاحتلال وحكم عليه بالسجن مدة سبع سنوات، وبعد الإفراج عنه بشهرين، أُعيد اعتقاله إداريا أمضى خلالها 12 شهرا، حيث عانق الحرية في السادس والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي.
كانت سلطات الاحتلال توجه التهم للأسير محمد، لمشاركته في فعاليات وطنية وعمل عسكري ضمن خلايا تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بينما كانت تحول ملفه للاعتقال الإداري، وتعتقله دون تهمة واضحة، بذريعة وجود ملف سري لدى مخابرات الاحتلال.
الاعتقال الأخير فجر الأحد الماضي، جاء عقب إعلان مخابرات الاحتلال عن خلية تابعة للجبهة الشعبية، هي من نفذت عملية "بوبين" الفدائية قبل نحو شهر، والتي قتلت خلالها مستوطنة، وجرح اثنين آخرين بجراح خطيرة. وجاء اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة في صفوف كوادر وقادة الجبهة في الضفة.
خاض محمد إضرابا عن الطعام خلال اعتقالاته، وذلك احتجاجا على اعتقاله الإداري، وفي اعتقاله الذي أمضى فيه سبع سنوات، رفضا لسياسة إدارة سجون الاحتلال، وتعرض لوعكة صحية بعد إضرابه، لكنه تعافى منها بعد ذلك.