شبكة قدس الإخبارية

تفاصيل كاملة: كيف توفي العشريني "شادي" من بيت لحم؟

81

بيت لحم- قُدس الإخبارية: توفي الشاب شادي محمد سعيد أسعد، (24 عامًا)، من مدينة الدوحة في بيت لحم جنوب الضفة، عقب تعرضه لانتكاسات صحية مفاجئة، الأسبوع الماضي، نقل على إثرها للمستشفيات ثم وافته المنية بعد فترة قصيرة.

واتهمت عائلة الشاب أسعد، المستشفى بالمماطلة والتقصير، الذي أدى إلى مضاعفة حالته وصولًا إلى معاناته من نزيف دماغي تسبب بموت الدماغ نتيجة طول فترة النزيف.

وأوضحت العائلة في بيان لها، أن شادي اشتكى من تدهور على صحته، ولم يسبق أن كان يعاني مرضًا مزمنًا، وذهب برفقة شقيقه إلى مستشفى بيت جالا الحكومي وطلب من الطبيب المناوب فحصه، لكنه أجابه بأنها مجرد "لفحة هواء" وأعطاه حقنة ووصف له العلاج، ثم منحه أذن المغادرة.

على طريق المغادرة، توجه "شادي" لصيدلية قريبة واشترى العلاج الموصوف من قبل الطبيب، لكنه وبعد أسبوع بدأ بالشعور بآلام أقوى وأشد، وطلب من والدته إعطائه نفس العلاج على أمل أن يتحسن ويخفّ الألم، لكنه ازداد وفقد وعيه.

الساعة الواحدة ليلًا، من يوم الأحد الماضي، توجه أهل شادي بسرعة لمستشفى "بيت جالا" مرة أخرى، عبر قسم الطوارئ، فأجرى الطبيب فحوصات بدون صورة مقطعية للرأس، قائلًا إنها مكلفة والعائلة لا تحمل تأمينًا صحيًا له، بالرغم من تعهد العائلة بدفع التكاليف على حسابهم الشخصي.

ووفقًا لبيان العائلة، فإن المماطلة أخرت وقت إجراء الصورة، وتبين بعدها أنه يعاني من نزيف حاد على الدماغ وتجلط في الدم، وهو ما يعني بحسب أهله، أن النزيف بدأ في الوقت الذي اشتكى فيه شادي من الألم.

وتابعت العائلة بالقول، إنه وبناءً على طلبها، باشر الطبيب بالاتصال في مستشفيات الضفة لاستقبال الحالة، ورفضت جميعها بحجة عدم توافر مكان أو سرير، وذلك حتى الساعة السادسة صباحًا، أي بعد 5 ساعات على التأكد من وجود نزيف على الدماغ لديه.

وأوضحت أنه جرى تحويله بجهود عائلية، إلى مستشفى رام الله الحكومي بعد دخوله في غيبوبة نتيجة التأخير في مستشفى بيت جالا، ثم بدأت الجهود العائلية الشخصية لتحويله إلى المقاصد بالقدس بدون تحركات من الكادر الطبي في رام الله.

واشتكى الأب من سوء معاملة الموظفة الموجودة بمستشفى رام الله، بعدما طلب منها تجهيز أوراق شادي، قائلًا: "موظفة التحويلات تعاملت معي بشكل سيء وفوضوي جًدا، وقامت بتوبيخي، فقط لأني ذكرت خلال طلبي لها أنني تواصلت مع أحد المسؤولين في الحكومة ووعد بمساعدتي، كون وضع ابني الصحي في خطر وماطلت في عمل الإجراءات اللازمة لنقل وتحويل ابني شادي الى القدس".

وبحسب العائلة، فإن التأخير لحالته، استمر 14 ساعة، ما بين مستشفى "بيت جالا" الحكومي ومستشفى "رام الله" الحكومي، وعند وصوله إلى مستشفى المقاصد (الجمعية الخيرية) بالقدس، تبين وبالفحص الأولى أنه يعاني من موت دماغي نتيجة النزيف لمدة طويلة، ووضعه صعب جدًا ويحتاج فقط للدعاء، ثم وافته المنية هناك.

وبحسب العائلة فإن الطبيب المناوب بمستشفى المقاصد، نفى أن يكون قد تلقى أي اتصال من مستشفى بيت جالا أو رام الله، للتنسيق بخصوص حالة شادي، متسائلة: "لماذا يا دكتور ومستشفى وقسم التحويلات هناك تمييز، وابن الوزير له تحويلة فورية أما المواطن العادي يعاني من موت دماغي وهو بين المستشفيات؟!".

No photo description available.

مستشفى بيت جالا توضح

من جهتها، أوضحت إدارة مستشفى "بيت جالا" الحكومي، أن المريض المتوفى شادي محمد سعيد اسعد (24 عامًا)، حضر إلى قسم طوارئ مستشفى بيت جالا الحكومي، يوم الأحد 22 أيلول، في تمام الساعة 01:37 صباحًا حيث كان يشكو من صداع حاد حيث تم معاينته وفحصه من قبل طبيب الطوارئ.

وتابعت: تم عمل صورة طبقية عاجلة للدماغ "Urgent Brain CT-scan" بينت وجود نزيف دماغي حاد، وبناءً على ذلك تم العمل على تحويل المريض إلى قسم جراحة أعصاب في مستشفى آخر؛ لعدم وجود جراحة أعصاب في مستشفى بيت جالا.

وأضافت: "قام الطاقم الطبي في الطوارئ بالاتصال مع مستشفى عالية ومستشفى رام الله الحكومي ولكن لم يكن لديهم إمكانية لاستقبال الحالة المرضية، ولذلك تم الاتصال مع المستشفيات الخاصة وهي مستشفى الجمعية العربية، مستشفى الأهلي، مستشفى الميزان ومستشفى النجاح، ولكن للأسف لم يستقبلوا المريض لعدم وجود أماكن".

وبينت أنه بمعاودة الاتصال بمجمع فلسطين الطبي مرة أخرى، وافقوا على استقباله، حيث خرج من الطوارئ بالإسعاف التابعة للمستشفى حوالي الساعة 4:30 صباحًا إلى رام الله، مضيقة "لقد تم التعامل مع الحالة بمهنية وسرعة عالية، رحمه الله وألهم ذويه الصبر".