فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: تستمر سياسة إدارة "فيسبوك" في مهاجمة ليس المحتوى الفلسطيني فحسب، إنما كل ما يدعم فلسطين ومقاومتها وقضيتها، من المحتوى العربي أيضًا.
وفي التاسع عشر من أيلول/سبتمبر الحالي، أغلقت "فيسبوك" صفحة إضاءات، وهي تابعة لموقع عربي يقدم خدمة تحليلية للقضايا والأحداث المعاصرة وقراءات معرفية للأفكار المرتبطة بها.
وتحدث القائمون على الصفحة، أنها تلقت عددًا من التنبيهات والإبلاغات خلال أقل من 10 دقائق، على مواد من قسم فلسطين في الموقع الإلكتروني، ثم خلال أقل من ساعة توقفت الصفحة نهائيًا، إضافة إلى إغلاق صفحة "قدسنا" التابعة لها.
وأوضح مدير التحرير والتسويق محمد عثمان، أن البداية كانت عندما تفاجئت إضاءات قبل عدة أشهر، بأن عددًا من المقالات التي نعيد نشرها في المناسبات، مثل ذكرى استشهاد نزار ريان، لم يعد يقبل فيسبوك بنشرها أصلًا.
وأضاف في حديثه لـ"قدس الإخبارية": مؤخرًا وصلت 5 تنبيهات دفعة واحدة في أقل من 10 دقائق، جميعها لمقالات عن يحيى عياش وحسن سلامة، نشرت في أوقات متفرقة منذ إنشاء إضاءات في 2016، بعدها بأقل من ساعة أغلقت الصفحة تمامًا، متابعًا "بالتوازي معها أغلقت صفحة (قدسنا) أيضًا، ربما لاحتواء الصفحة على نفس المحتوى أو محتوى مشابه من حيث التوجه في دعم المقاومة".
وفي التفاصيل، قال إن آلية العمل بفيسبوك، تقضي "بأن بلاغًا واحدًا فقط لمنشور واحد فقط يحتوي على كلمة يعتبرها فيسبوك حساسة مثل "يحيى عياش"، تؤدي تلقائيًا إلى فحصٍ تلقائي لبوتات فيسبوك التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للبحث عن محتوى مشابه في الصفحة، وبالفعل اكتشفت البوتات 5 منشورات قديمة بمحتوى مشابه، فأغلقت الصفحة بالنهاية".
ووفقًا لعثمان، فإنّ الاعتقاد كان في البداية أن جرى التبليغ عن محتويات بعينها، من قبل "إسرائيل"، كما تفعل بصورة منظمة مع المحتوى الفلسطيني، ولم يكن من المتوقع أبدًا الوصول إلى إغلاق الصفحة كليًا على إثرها.
إضاءات: ردّ وتوصيات
وأكد أن السياسة التحريرية لإضاءات، لا تتضمن نشر مشاهد قاسية ولا تشجيع على القتل بهدف القتل، ولا الاستهداف الأعمى للمدنيين، قائلًا: "لا نعتبر يحيى عياش إرهابيًا، ولم نتوقع أن يتجاوب فيسبوك مع الضغط الإسرائيلي بوضعه في هذا التصنيف".
وأردف بالقول، "الجهة المقابلة لا يتورعون عن القتل والاستهداف الأعمى للمدنيين بالآلاف، في شوارع الأراضي المحتلة، وفي 3 حروب قاسية على غزة، كما ينشرون مشاهد الاستهداف، ويحتفي متحدثوهم الرسميون على منصات التواصل بالقتل، دون أن يتخذ فيسبوك إجراءً مماثلاً، وبالتالي نعتبره قرارًا غير عادل، خاصة في سياق حرب واحتلال ممتد منذ عقود".
ويرى عثمان، أن الاقليم العربي وفلسطين بشكل خاص بحاجة إلى معالجة هذه القضية بمنهجية استراتيجية، فكيل السباب لفيسبوك واتهامه بالانحياز لـ"إسرائيل" والتنسيق مع خارجية الاحتلال لن يؤدي إلى شيء، في وقتٍ يواصلون ترهيب العرب ويزيفون التاريخ والواقع بإبادة المحتوى الفلسطيني، فلتكن استراتيجية بالمثل على منصات التواصل".
وتابع: من المهم تشكيل مجموعات ضغط وتقديم عريضة إلى فيسبوك، الذي يمحو ثقافة شعب بأكلمه مقابل تغليب دعاية شعب آخر يحتل أرض الشعب الأول، وفق توصيف القانون الدولي على الأقل
وجاء رد إضاءات على حذف صفحتها بالقول، إن "فلسطين وقضيتها تجري بدمنا، ونؤمن بعدالة قضيتها، وحق الشعوب المحتلة بالمقاومة، وسنسعى لإقناع فيسبوك بوجهة نظرنا، لكنا لن نتوقف عن دعم فلسطين بالكلمة، التي هي أدنى ما تحتاجه فلسطين، وأقصى ما نستطيعه كعرب، في الوقت الراهن".
تضييق على المحتوى المرتبط بالقضية
من جهته، قال منسق صدى سوشال، إياد الرفاعي، إن إغلاق فيسبوك لصفحة "إضاءات"، تعتبر خطوة جديدة ضمن مسلسل التضييق على المحتوى المرتبط بالقضية الفلسطينية.
وتابع: "إضاءات صفحة غير متخصصة بالشأن الفلسطيني وتنشر محتوى معرفيًا عامًا حول العديد من القضايا المهمة، إلا أن فيسبوك وضمن سياسة تكميم الأفواه والتضييق على المحتوى الفلسطيني انتهك حرية النشر والتعبير لإضاءات على خلفية مواد معرفية حول فلسطين".