شبكة قدس الإخبارية

تفاصيل كاملة.. قصة اعتقال أول ممثل لحماس بالسعودية

69

الرياض- قُدس الإخبارية: كشفت عائلة المعتقل محمد الخضري، وهو أول ممثل لحركة حماس في السعودية، تفاصيل اعتقاله مع نجله هاني في شهر نيسان الماضي.

وأوضحت ابنته "مي" الخضري، أنّه في الرابع من نيسان الماضي، أقدم عنصران من جهاز أمن الدولة السعودي، بلباس مدني إلى منزل العائلة بمدينة جدة، وطلبت من الوالد "محمد" (81 عامًا) الذهاب معهما للاستفسار عن بعض الأمور ساعتين فقط.

وبحسب ابنته مي: "طلب والدي المصاب بمرض عضال، والذي أجرى عملية جراحية قبل مدة قصيرة، اصطحاب أدويته الخاصة بمرضه، لكن عنصرَي الأمن أكدا عدم أهمية ذلك؛ لأن مدة التحقيق معه لن تطول، ولكنه أصر على أخذ العلاج، وهو ما حدث".

وبعد ساعات من اعتقاله، أوقف عنصرا أمن سعوديان نجله هاني، المحاضر في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، أسفل بيته، وطلبا منه توصيلهما إلى عنوان ما، ليجد نفسه بعد لحظات مختطفاً بسيارة، وفقًا لرواية مي.

وأشارت ابنته "مي" التي تحمل الجنسية الأمريكية، أن العائلة واصلت جهودها لمدة 4 أسابيع، لمعرفة أي أخبار عن والدها المريض وشقيقها هاني، عبر الاتصالات والواسطات لكن لم تصلهم أي معلومة عنهم حتى شهر على اعتقالهما، مضيفة: "بعد أكثر من 4 أسابيع اتصلت العلاقات العامة بمعتقل "ذهبان" بجدة، وطلبت إحضار التقارير الطبية والأدوية للمعتقل السياسي.

ووفقًا لتصريحات الخضري لـ"الخليج اونلاين"، فإن والدها وشقيقها المعتقليْن خضعا لتحقيق طويل لمدة 3 أشهر متواصلة، وُضعا خلالها في زنازين عزل انفرادي لكل واحد منهما، مع تعرضهما لضغط وتعذيب نفسي، وتمحورت طبيعة الأسئلة حول علاقته بحركة حماس، وطبيعة عمله كممثل لها.

وأكدت أن عمله كممثل للحركة كان بعلم المملكة، وبموافقة رسمية وموثقة من الملك الراحل فهد، مضيفة: "وجهت السلطات السعودية اتهامات لشقيقي هاني بتحويل أموال من السعودية إلى دولة أجنبية، ولكنها كانت مقابل شرائه لشقة سكنية خاصة"، بحسب تأكيداتها.

وفيما يتعلق بالحديث إعلاميًا عن اعتقالهما، أوضحت أن العائلة ووالدها كان حريصًا على رفض التصعيد الإعلامي في قضيته، لحرصه على المملكة الموجود فيها منذ أكثر من 30 عامًا، وتابعت: "كان أبي يقول الأمور في طريقها للحل، وسأقضي معكم عيد الأضحى المبارك، ولكن ذلك لم يحدث".

وتابعت بالقول إنه "بعد 3 أشهر من انتهاء التحقيق بدأ بالاتصال بعائلته من السجن مرة واحدة أسبوعياً ولمدة 5 دقائق، برفقة ابنه الذي وُضع معه بغرفة واحدة بالسجن، مع السماح بزيارتهما، ولكن فجأة توقفت الاتصالات والزيارات".

تأخر اعتقالهما وتردي أوضاعهما دفع العائلة للتواصل مع واسطات دولية ومؤسسات حقوقية دولية، حيث خاطبت العائلة منظمة العفو "امنستي" إضافة إلى جهود من أمير الكويت والرئيس اللبناني بطلب من حركة حماس، ومحاولات من الكونغرس الأمريكي بالولاية التي كانت تقيم بها ابنته مي، لكنها جميعا لم تؤدي إلى أي نتيجة وسط تعنت سعودي كان عنوانه أنها "قضية داخلية وتمس سيادتها والتحقيق لا يزال جاريًا فيها".

حماس: لا تعجزنا أي معركة

من جهتها، قالت حركة "حماس" على لسان القيادي فيها أسامة حمدان، إن هناك سعيًا سياسيًا وتدخلًا عبر وسطاء لإنهاء قضية الخضري المعتقل في السجون السعودية بعيداً عن الإعلام والضوضاء بعد اعتقاله، لكن الحركة وصلت إلى مرحلة لم تعد تستطيع الصمت.

وأضاف في تصريحاته لـ"القدس الدولية": "الخضري أول من مثل الحركة في السعودية وشخصية أساسية، واعتقل بعد إجرائه عملية جراحية، ولا تزال مساعينا متواصلة لحل المشكلة"، مؤكدًا أن "صمت الحركة عن اعتقالات السعودية ضد ممثلها فيها وعناصرها لم يكن ضعفاً في موقفها، ولكن لإعطاء جملة من المحاولات والسعي السياسي لحل مشكلتهم".

وتابع بالقول: "الحركة أساء لها مقربون وكثيرون، وتحملت آلام كثيرة، وهي تقاوم الكيان الصهيوني، وتقدم قادتها شهداء، ولا يعجزها خوض أي معركة، وإذا قرر أحد ما الوقوف إلى جوار الاحتلال ضد شعبنا وأن يبيع القدس فعليه أن يدرك أن هذا لن ينفعه".

وأكد أن "الحركة ستواصل العمل من أجل الإفراج عن المعتقلين، وتأمل الاستجابة لذلك ليس على سبيل الجميل أو المن، ولكن لأجل عملهم لصالح فلسطين، فهم من يستحق التكريم لا الوضع في السجون".

وكان الوزير الفلسطيني السابق والقيادي في حركة حماس، وصفي قبها، تحدث عن "اعتقال السلطات السعودية لأكثر من 56 شخصاً ينتمون للحركة، منذ أكثر من 6 شهور، لكن فشلت كل الاتصالات في ملفهم".