بيت لحم المحتلة – قدس الإخبارية: لا تزال قصة الفتاة إسراء غريب تتصدر مواقع التواصل الإجتماعي، ولم تعد ضمن نطاق الرأي العام الفلسطيني، إذ باتت قضية رأي عام متداولة في دول عدة من الوطن العربي، إذ شهد هاشتاج #كلنا_إسراء_غريب عشرات الآلاف من التغريدات المطالبة بكشف حقيقة ما جرى للفتاة التي أُعلن وفاتها يوم الخميس الماضي.
وبدأت أحداث قصة إسراء غريب تنتشر عقب إعلان الشرطة في بيان مقتضب وفاة فتاة يوم الخميس الماضي 22/8/2019 تبلغ من العمر 21عامًا من بيت ساحور قضاء بيت لحم، وبعد الإعلان بدأت القصة تأخذ منحنًا آخر حين تداولت حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي تفاصيل إضافية، فيها أنّ إسراء كانت مخطوبة لأحد الشبان وخرجت معه بعلم أهلها ونشرت فيديو مصور لهما على موقع "إنستغرام".
وعقب مشاهدة الأهل للفيديو تعرضوا لإسراء بالإعتداء والتعنيف "حسب ما يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي"، وتسبب ضربها بكسر في العمود الفقري وعلى إثر ذلك دخلت المستشفى، لكنّ فيديو متداول يُسمع فيه صراخ فتاة زاد الأمر تعقيدًا وتحولت معه القصة تدريجيًا إلى قضية رأي عام فلسطينية وعربية، خاصة أنّ أصوات الصراخ من الفيديو المتداول يُقال بأنّها للفتاة بعد ضربها مجددًا من قبل أقاربها على سرير المستشفى، بينما لم يفصح المستشفى عن تفاصيل الحادثة أو أي تفاصيل أخرى متعلقة بالفتاة.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي بيانًا نسبته للعائلة جاء فيه إنّ الفقيدة كانت تعاني من حالة نفسية وإضرابات عقلية أدى إلى سقوطها بفناء المنزل يوم الجمعة مساءا بتاريخ 9-8-2019 على اثره تم نقلها الى مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم.
وأضاف البيان المنسوب للعائلة "بالرغم من التصرفات الخارجة عن الإرادة من جراء الحالة المرضية التي كانت تعاني منها استدعى خروجها من المستشفى من قبل العائلة واستكمال العلاج بالمنزل إلا أنه وبعد خروجها لم تمكث كثير حتى وافتها المنية إثر تعرضها لجلطة وصلت الى المستشفى متوفية وتم نقل جثمانها إلى معهد الطب العدلي في أبو ديس لتشريح الجثة وبانتظار نتائج التقرير الطبي والذي سيصدر عن الجهات الرسمية المختصة".
لكن للوصول إلى المعلومات (البيان المنسوب للعائلة) من مصادرها تواصلت قدس الإخبارية مع العائلة والتي بدورها نفت كل ما يشاع عن القضية وكذلك علاقتها بالبيان، وأكدت بأنّها لم تصرّح بأي شيء حتى اللحظة، وقال إيهاب شقيق إسراء إنّ زوج أخته هو المفوض من العائلة للحديث عن القضية.
ورفضت العائلة الإجابة على أسئلتنا، وفيما يتعلق بالفيديو الذي يُسمع فيه صوت صراخ قال زوج أخت إسراء بحديثٍ ل قدس الإخبارية إنّ الصوت لها لكن التفاصيل المحيطة بالحادثة ليست كما نُشر، ورفض كشف التفاصيل حين سألناه عنها، مشيرًا أنّ العائلة ستصدر توضيح عصر اليوم.
بالمقابل، قالت مديرة مركز الارشاد النفسي والاجتماعي للمرأة وعضو الامانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، خولة الأزرق، في حديث مع "نساء FM"، "من خلال عملنا في المؤسسة جمعنا بعض المعلومات حول ما حدث، وتبين أن إسراء لا تعاني من أي اضطرابات عقلية، وهي كانت تعمل في صالون تجميل معروف في منطقتها وكانت ماهرة في مهنتها، بينما لم يذكر المحيط بها انها تعاني من اضطرابات نفسية".
وأضافت "وصلتنا معلومات بانها تعرضت الى عنف من أسرتها، حيث كانت مخطوبة لشاب وتم انهاء الخطوبة بذرائع غير صحيحة وعلى أثر ذلك تعرضت للعنف".
وحاولت قدس الإخبارية الحصول على إيضاح من النيابة العامة ومعرفة تفاصيل القضية إلا أنّ النيابة العامة قالت إنّها ستنشر بيانًا يوضّح كافة التفاصيل فور انتهاء التحقيق نظرًا لحساسية القضية وعدم إمكانية التصريح قبل إنتهاء التحقيقات.
ويطالب نشطاء ورواد التواصل الإجتماعي الجهات المختصة في فلسطين بكشف الملابسات كاملة، نظرًا لكثرة ما يُشاع وعدم وجود رواية رسمية تكشف ملابسات الحادثة، وتساءل الكثيرون حول السبب الذي يعيق الأجهزة المختصة عن إيضاح الحقيقة عن القضية التي باتت رأيًا عامًا في فلسطين ودول عربية، إذ اهتمت المواقع الإعلامية في مصر والأردن ودول خليجية بالحادثة وتابعت ما يُنشر على الهاشتاجات المتعلقة بالقضية، كما نُشرت دعوات لتحرك شعبي غير مقتصر على مواقع التواصل، حيث ستُنظّم غدًا عصرًا مسيرة تنطلق من ساحة المهد في بيت لحم وصولًا إلى سوق الشعب في بيت ساحور.
وترصد قدس الإخبارية بعض المنشورات حول قضية الفتاة المرحومة: