غزة – خاص قدس الإخبارية: صدم الشارع الفلسطيني، مساء الثلاثاء، بالهجومين اللذين استهدافا حاجزين للشرطة الفلسطينية في قطاع غزة مخلفاً وراءه 3 شهداء وعدد من الإصابات وفاتحاً الباب على مصراعيه أمام صندوق من الأسئلة.
وكانت هذه الليلة عصبية على الشارع الفلسطيني عموماً وغزة خصوصاً التي لم تعتد على مثل هذه الحوادث رغم أنها قد وقعت على شكل حالات فردية على مدار السنوات الماضية، إلا أن الفارق الزمني البسيط بين الهجوم الأول والثاني آثار مخاوفاً كبيرة.
ويرى محللون في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد من هذه الهجمات التي تعرضت لها الأجهزة الأمنية، إلى جانب أن هذه الحادثة رغم ما خلفته من ثمن إلا أنها تبقى حالة فردية يمكن السيطرة عليها.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ "شبكة قدس" إن هذه العملية تستهدف ضرب حالة الأمن التي يعيشها سكان القطاع وتأتي في سياق محاولة ضرب الاستقرار وإظهار قطاع غزة على أنه قطعة من قطع "الإرهاب".
وأضاف الصواف: "لا بد من الاستفادة بشكل كبير من هذه الحادثة عبر متابعة أصحاب الفكر المتشدد في ضوء حالة التكاتف الداخلي الفلسطيني منذ اللحظة الأولى للهجمات التي تعرضت لها عناصر من الشرطة الفلسطينية خلال عملهم".
وتابع قائلاً: "هذه الأحداث ستكشف عن جرائم أمنية سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو من يقف خلفه ويدعم هذه الهجمات خصوصاً وأن هذه التفجيرات تستهدف خلخلة الحالة الأمنية المستقرة في ظل الكشف عن مخططات سابقة من أطراف إسرائيلية وأجهزة أمنية تسعى للتخريب".
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أنه لا توجد إمكانية لمنع مثل هذه الأحداث بالمطلق إلا أن المطلوب هو متابعة أمنية وفكرية، أمنياً عبر ملاحقة منفذي الهجوم وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم بالقانون، وفكرياً عبر حوار الأشخاص المغرر بهم وإعادتهم للطريق الوسطي.
وواصل قائلاً: "حديث البعض عن أن هؤلاء كانوا ينتمون في السابق لفصائل إسلامية لا يضر هذه التنظيمات سيما وأنه تم إقصائهم وطردهم من هذه التنظيمات بفعل التشدد الفكري الذي هم عليه، إلا أن المطلوب الآن هو المعالجة الفكرية".
حالة غير مسبوقة
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب أن ما جرى الليلة في مدينة غزة هي حالة غير مسبوقة في استهداف عناصر الشرطة الفلسطينية من قبل انتحاريين، وهي المرة الأولى التي تبادر عناصر "منحرفة" بهذا السلوك.
واستدرك أبو شنب في منشور كتبه عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلاً:" سجلت سابقاً حوادث مشابهة في رفح والوسطى، ولكن كانت لمقاومة الاعتقال من قبل العناصر الشرطية والأمنية".
وواصل أبو شنب قائلاً: "رغم العمل غير المسبوق، بتقديري بأن الأمور مسيطر عليها ولا توجد مؤشرات تصاعدية لمثل هذه الأفعال، قد نصنف ما جرى بحادثة عابرة".
وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم أن انتحاريين نفذا التفجيرين جنوب وغرب مدينة غزة الليل الماضي.
وقال البزم في تصريح وزعته الداخلية إن شخصين فجرا نفسيهما بحاجزي الشرطة في غزة الليلة الماضية وانه جرى التعرف على هويتهما وان الجهات الامنية تواصل التحقيق لمعرفة الجهات التي تقف خلفهما.
وأضاف: "من يقف خلف هذا العمل الجبان تتقاطع اهدافه مع أهداف الاحتلال الاسرائيلي في النيل من استقرار الحالة الامنية في قطاع غزة."
وأوضح وجود تقدم في التحقيق وأن الوزارة ستعلن عن تفاصيل الحادث الاجرامي للجمهور فور الانتهاء من التحقيقات.