القدس المحتلة – قدس الإخبارية: أثار حديث عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.ناصرالدين الشاعر عن مشروعية زيارة غير الفلسطينيين للقدس تحت حكم الاحتلال، الخلاف مجددًا حول جدوى الزيارة وحكم الشريعة الإسلامية فيها.
د.الشاعر يرى بأنّ من الممكن الجمع بين الرأي القاضي بحظر الزيارة باعتبارها طريقًا للتطبيع وبين من يؤمن بما تقدمه الزيارة من دعمٍ للقدس والمقدسيين خاصةً وللفلسطينيين عامةً.
وبحسب الشاعر فإنّ التوفيق بين الآراء المتضادة يكون بشد الرحال إلى المسجد المبارك، مع استثناء المسؤولين من ذلك ولكن ليس لحرمان سائر الناس الذين يريدون شد الرحال للقدس والأقصى، فبذلك يحصل التوفيق بين الآراء.
ويشير د.ناصر إلى أنّ الناس بالغت في فهم الموقف السابق لجهة المنع مع أن قول أشد العلماء في الحظر إنما كان يربط المسألة بالتطبيع وليس كحكمٍ مطلق مجرد من الأسباب، فلا يخفى على عالمٍ حض النبي على زيارة القدس.
وأضاف بأنّ "الحظر لم يمنع المطبعين من مسعاهم، إنما منع المؤمنين من شد الرحال إلى المسجد الأقصى. لذا، فقد آن الأوان لإعادة النظر بالمسألة لجهة توضيح الفرق بين المسألتين وبين المقصدين وبين الحَجين".
وأحدث طرح الموضوع خلافًا متجددًا بين رافضٍ للزيارة بحكم أنّها ستفتح بابًا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وبين مشجعٍ لها يرى فيها دعمًا لصمود المقدسيين، "قدس الإخبارية" ترصد بعض التعليقات على طرح الدكتور ناصرالدين الشاعر.
الباحث والكاتب زياد ابحيص يرى بأنّ تكرار السؤال عن مشروعية الزيارة يزيد "المقدسيين وحدةً إذ يخوضون المعارك ويدفعون الأثمان ثم إذا ما التفتوا إلينا وجدونا نتصايح حول فتوى الزيارة، حتى إذا ما خفتت أصواتنا عادوا ليخوضوا معركتهم وحدهم من جديد".
ويتساءل ابحيص "إذا كان عزل القدس والأقصى هدفاً مركزياً لمستعمرٍ مدجج بالسلاح استخدم لتحقيقه الحصار والعزل والقتل والسجن والحواجز وجدران الاسمنت، فهل سنقهره بالتأشيرات التي يصدرها هو؟".
واستغرب ابحيص المنطق الذي يتقبل فكرة أنّ الزائر الذي يدخل بطلب مسبق من السفارة سيُترك ليحقق ما يُمنع صاحب الأرض من تحقيقه بالقتل والسجن والإبعاد والحصار.
أما الكاتب والباحث ساري عرابي يشير إلى أنّ نقض فتوى سابقة من الجهة نفسها، إن كانت مؤسسة أو تيارًا أو هيئة ما، يستوجب بيان المتغيرات التي حملت على إبطال الفتوى السابقة، والتي ينبغي أن تكون قائمة على حسبة المصالح والمفاسد بعد إزاحة المتوهم منها، ثم الموازنة بين المتحقّق منها، وهذه حسبة سياسية تستدعي مجالات متعددة، سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية -حسب قوله-.
ويضيب عرابي متساءلًا "هل تغيرت المصالح وبات الاحتلال متضرّرًا من هذه الزيارة وباتت أضرارها على القضية الفلسطينية هامشية بالنسبة لأضرارها على الاحتلال!؟ وهل هذا التغيّر حصل وبقدرة قادر في ذروة التعالي التطبيعي المعلن والمتذرّع في بعض حججه بما يقوله المبيحون الجدد!؟ وهل الاحتلال فاعل عديم الحيلة وكأن الزيارات ستكون رغم أنفه ولن تعود بإرادته!؟ وهو الآن سيتوقف محزونًا عاجزًا وهو يتفرّج على جحافل الزائرين!؟".
بدوره دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني المسلمين في كافة أنحاء العالم لزيارة القدس ودعم المقدسيين والمرابطين ماديا ومعنويا، مشددا أن “ليس كل من زار القدس مطبعا أو داعيا للتطيبع، موضحا أن الغرض والمقصد من الزيارة كفيل بمعرفة الموقف الشرعي والسياسي منها”.
ويعود الجدل حول مشروعية زيارة القدس تحت الاحتلال إلى سنواتٍ طويلة، وازداد حينما أعلن الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي حرمة الزيارة قبل سنوات لما تمثله من إضفاء للشرعية على الاحتلال الإسرائيلي حسب رأيه.