المقاومة بلا قيادة أو العمليات الفردية أو الذئاب المنفردة كما يسميها البعض هي تكتيك من العمل العسكري يقوم به فرد أو بعض الأفراد بمفردهم دون ارتباط تنظيمي ودون لقاءات مباشرة ودون تمويل ودعم تنظيمي .
فكرة الجهاد الفردي أو أسلوب الذئاب المنفردة ليس مجرد فكرة رومانسية او لمجرد التجديد، باعتقادي هنالك ظروف موضوعية تتمثل بالحالة المتأزمة والضغط الكبير الذي يتعرض له قطاع غزة والقضية الفلسطينية والشباب على وجه الخصوص انتجت هذا النوع من العمليات، قد يرى منفذيها انه اما هذه الحالة المستعصية وانسداد الافق وحسابات المقاومة الدقيقة واستعدادها وطبيعة المحيط المعادي يدفع البعض لطريقة مواجهة فعالة بأقل الخسائر دون التورط بالمواجهة العسكرية المباشرة .
أما عن وجهة نظري وقد سبق أن كتبتها في مقال بعنوان القدرة على التحكم والسيطرة قلت فيه :إشكالية التحكم والسيطرة مطروحة منذ القدم، لأن الحاجة لها تزيد بزيادة حجم القوات وانتشارها، وعلى هذا الاساس اعتنى القادة العسكريون بجانب السيطرة أكثر من اعتنائهم بشيء آخر بسبب خطورتها وحساسيتها البالغة، إذ تعتبر السيطرة أهم عامل في تماسك القوات التي من المفترض منها القيام بمهام موحدة.
عنصر المركزية في إصدار القرار؛ على أهميته يُعد من البديهيات في الأعمال الجماعية، إذ لا يمكن تصور تجميع الكم الهائل من الارادات البشرية المتباينة في عمل جماعي دون ترك عنصر التوجيه، لتفادي تصادم الارادات، الميزة الاساسية في هذا الفرد الموجه هي معرفته بطبيعة المهمة ووسائل تنفيذها، هذا هو باختصار معنى المركزية، وهذا المعنى هو ما ينطبق بالضبط على جميع الاعمال الجماعية، ومن ضمنها العمل العسكري .
فقد ثبت أن وجود مصدرين للأوامر أسوأ بكثير من وجود مصدر، وإن كان النقص يعتري المركزية الواحدة، فهي أهون بكثير بسبب حفظها على التوازن العام، وأهم شيء هنا هو الاعتناء بجانب النظام العام وعدم ترك فجوات توقع الوهم والمبادرة السيئة، مع توضيح الادوار بدقة لتفادي الخلط والتدخل.
خلال حروب العصابات والمواجهات اللا متناظرة يعتبر موضوع التحكم والسيطرة من أخطر التحديات، حيث لا يمكن لأي جماعة مقاتلة أن تنتهج هذا النوع من المعارك دون الاحاطة الكاملة بموضوع السيطرة