القدس المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: ربما أرهقها الانتظار، لطالما قال أبناؤها إن قلبها مثل "الزبدة" أبيضًا وطريًا، في إشارة إلى حنيتها وطيبتها البالغتين، مهما مرّت عليه نوائب الدهر، غاب الأبناء عنها، غابت عنهم، ابتعدوا، اقترب قربهم، وأخيرًا "ذاب قلبها".
وتوفيت الأسيرة المحررة آمال الشاويش (52 عامًا)، وهي أم فلسطينية من البلدة القديمة بالقدس المحتلة، والدة الأسير محمد جودت الشاويش واثنين من أبنائها أسرى سابقين أيضًا، من بينهم "أحمد" الذي أفرج عنه في آذار الماضي.
ومن المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال عن نجلها "محمد" بعد 20 يومًا، بعدما أمضى 7 سنوات في سجون الاحتلال، ويقبع في سجن "جلبوع"، حيث أضيف 22 شهرًا إلى حكمه الأصلي.
واعتقل نجلها "محمد" في 22 نيسان 2012، بدعوى مشاركته في عملية طعن بالقدس المحتلة، وحكم بالسجن لمدة 5 سنوات، ثم أضيف إلى حكمه عامين إضافيين -بتهمة تهريب هاتف خلوي للسجن"، ليصبح مجموع ما قضاه "7 سنوات" تنتهي بعد أيام.
أما "آمال" فاعتقلت سابقًا لدى سلطات الاحتلال أثناء زيارتها لنجلها في سجن "النقب" بتاريخ 4 آذار 2015، وذلك بدعوى محاولة تهريب أجهزة اتصال وشرائح خلوية داخل السجن خلال إحدى الزيارات، وعقب توقيفٍ مدة خمسين يوماً، جرى إطلاق سراح الأسيرة شاويش، على أن تخضع للحبس المنزلي حتى موعد محاكمتها، حيث مكثت فيه عامين.
ولاحقاً، أصدرت محكمة الاحتلال في مدينة بئر السبع، حكماً بحق الشاويش "بتحويلها لما يسمى بخدمة الجمهور"، أي القيام بأعمال خدماتية وتنظيف لعدة أشهر، ودفع كفالة مالية بقيمة 15 ألف شيكل.
واستدعى الاحتلال، "الشاويش" للمحاكمة عام 2016، ومثلت أمام محكمة بئر السبع، ليصدر بحقها حكمٌ بالسجن مدة عامٍ كامل، على أن تسلم نفسها مطلع 2017، وتقضي حكمًا بالسجن لمدة عام كامل في سجن "هشارون".
فيما اعتقل نجلها الأسير الثاني أحمد، سابقاً لدى الاحتلال، ويعاني نجلها الثالث محمود من أمر إبعادٍ عن مدينة القدس بقرارٍ صادر عن الاحتلال ، وزوجها توفي منذ 2016.
الحرية التي ينتظرها "محمد" غابت عنها الفرحة بالإفراج، فما فائدة الشمس إذا لم يرَ وجه أمه القمري، وما فائدة الصباحات البهية، إذا لم تقل له أمه الطيبة "صباح الخير يمّا".