بيرزيت المحتلة – خاص قدس الإخبارية: فجر 28 حزيران الماضي، تلقى الأسير المحرر محمد سيف اتصالا حمل ما لم يكن يتوقعه: غرناطة تحترق. ليجد محمد مشروعه الذي كان مصدر رزقه وعائلته الوحيد منذ ثلاث سنوات ونصف، بات رماداً، ولم يبق منه شيئاً.
مطعم غرناطة، هو مطعم شعبي بسيط في بلدة بيرزيت القديمة، افتتحه محمد سيف عام 2016، وكان هو العامل الوحيد فيه الذي يعد الطعام الفلسطيني الشعبي، وينظف المكان ويديره. قبل أن يصبح محطة تزورها المجموعات الأجنبية بشكل دائم.
محمد من القدس المحتلة، أسير محرر، يروي لـ قدس الإخبارية، أنه خلال السنوات الماضية أعاد مطعم غرناطة الحياة للبلدة القديمة في بيرزيت، بجذب فعاليات ثقافية وغنائية شبابية باتت تنفذ في المنطقة بهدف إحياء المكان.
ويبين أنه فجر 28 حزيران الماضي تلقى اتصالاً من الجيران أخبره خلاله أن شخصين مسلحين وملثمين خلعوا باب المطعم بالقوة وأشعلوا فيه النار قبل أن ينسحبوا من المكان، "احترقت كاميرات المراقبة ولم نستطع اخراج التسجيلات منها للوصول إلى الجناة".
وأضاف محمد أن الحريق الذي أشعل داخل المطعم تسبب بأضرار تقدر بعشرات آلاف الشواقل، وكان يودي بحياة أهالي المنطقة، لولا تمكن الدفاع المدني من إخماد الحريق والسيطرة عليه قبل وصوله إلى أنابيب الغاز والكهرباء.
في الرابع من تموز الجاري، تمكنت المباحث الفلسطينية من اعتقال أحد المتهمين بالتسبب بالحريق، وقد أدلى بمعلومات الشخص الثاني الذي ما زال طليقاً، "المتهم الثاني ما زال طليق، جاء ثلاث مرات إلى المطعم وهددني.. إلا أن شرطة بيرزيت لم تقبض عليه حتى الآن".
وفي اليوم التالي لاعتقال المتهمين بحرق مطعم غرناطة، نشر موقع فتح في بلدة بيرزيت بياناً أكد فيه أنه يقف وراء حرق المطعم، باعتباره "وكر من الأوكار المشبوهة، يقوم بترويج المخدرات والحشيش والدعارة".
وأضاف البيان، "نقول لكل من هو قائم على محال مشابهة لهذا الوكر أن يقوم بإغلاقه فوراً وإلا سنضرب بيد من حديد كل من يمس بأمن وأمان هذه البلدة ونسيجها الاجتماعي".
يعلق محمد، "فتح تملصت من مسؤوليتها عن هذا البيان طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية.. حتى مددت النيابة اعتقال أحد المتهمين، لينقل مسؤول بإقليم رام الله إلى محمد أن هذا البيان رسمي وفتح من قامت بحرق المحل".
ورداً على اتهامات بيان فتح، بين محمد أنه لم يواجه طيلة السنوات الماضية أي مشكلة أخلاقية أو اجتماعية تمس المطعم الذي لم يتعرض لأي زيارة من الأجهزة الأمنية ولم توجه له أي شبهة، "المطعم يقدم نوعين من الكحول وهو واحد من 17 محالاً في بيرزيت يبيع ويقدم الكحول، كون البلدة ذات غالبية مسيحية".
ويشير إلى أن حركة فتح في رام الله ما زالت منقسمة حول إحراق المطعم، "الموضوع باتت مشكلة فتحاوية داخلية لا شأن لي فيها، ولا يجب أن تحل على حساب الناس".
وتساءل محمد، "من المسؤول عن معاقبة الناس؟ ومن يمارس دور القانون؟ .. وإذا كانت الأجهزة الأمنية ليست حكماً فلتلغي دورها وليأخذ كل أحد حقه بيده؟ "