شبكة قدس الإخبارية

قصة 5 رجال فلسطينيين في السجون الأمريكية قادوا العمل الخيري لسنوات

84

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: منذ سنوات طويلة بدأت القصة، بأمر من رئيس وزراء الاحتلال السابق "ارئيل شارون"، حين طلب من الإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش الابن آنذاك، اعتقال 5 فلسطينيين بأمريكا يعملون بالأعمال الخيرية.

قصة خمسة من الإسلاميين الفلسطينيين العاملين في الحقل الخيري في الولايات المتحدة، أعيد روايتها في كتاب "INJUSTIC/ ظلم" للكاتب اليهودي "Miko Peled"  2018". 

الرجال الخمسة فلسطينيون أكاديميون ومثقفون، يدعون "شكري أبو بكر، ومفيد عبد القادر مشعل، وعبد الرحمن عودة وثلاثتهم من بلدة (سلواد/ رام الله)، وغسان العشي (غزة)، ومحمد المزين (خانيونس)، هم أبطال قصة منسية من حكايا الفلسطينين، ومن الواجب إعادة روايتها.

ففي شهر تموز من عام 2004 اقتحم عملاء فيدراليون منازل خمس عائلات فلسطينية أمريكية في ولاية تكساس، واعتقلوا الآباء، الذين كانوا مؤسسين وأعضاء فعالين في جمعية خيرية بتكساس، تسمى (الأرض المقدسة)، وبالانجليزية (Holy Land Foundation).

لقد تمكن الكاتب سابق الذكر، من زيارة الرجال الفلسطينيين في السجن، ولقد أجرى لقاءات عديدة معهم، وسجل أحداث القصة، وذلك بعد أن أجرى مقابلات مع محامي القضية، ومسؤولين في أمريكا.

ولدوا جميعهم في فلسطين، ثم هاجروا إلى أمريكا في عمر مبكر، من أجل إكمال تعليمهم الجامعي، عاشوا هناك مع أسرهم في ولاية تكساس، وأسسوا منظمة في ولاية كاليفورنيا في عام 1989، وكانت تدعى موسسة الأراضي المحتلة، وفي عام 1992 تم افتتاح مركز لها في ولاية تكساس، وكان لها فروع أخرى في مدينتي نيوجرسي، والينوي.

"العشي كان المؤسس المشارك ورئيس مجلس الإدارة، وأبو بكر الرئيس والمدير التنفيذي، والمزين المؤسس المشارك وممثل مؤسسة الأراضي المقدسة بكاليفورنيا، و عبد القادر، متطوع لجمع التبرعات، أما عودة فكان ممثل مؤسسة نيوجرسي للأراضي المقدسة عام 2013".

ومن المؤسسين المعروفين لها الفلسطيني موسى أبو مرزوق، الذي تم ترحيله من أمريكا إلى الأردن في عام 1997، والتهمة التي وجهت إلى موسسة الديار المقدسة، كانت جمع التبرعات وإرسالها إلى الضفة وغزة، من أجل مساعدة الأطفال الفلسطينيين الأيتام، وهي منظمة خيرية تقدم الزكاة للأسر المحتاجة.

في عام 2000، جمعت الموسسة حوالي 13 مليون دولار، وذلك حسب مصادر في الحكومة الأمريكية، وبعض التحقيقات، وحينها طلبت "إسرائيل" من الرئيس الأمريكي بوش، إغلاق الموسسة، واعتقال أعضائها الخمسة.

قدم "شارون" ملفًا لبوش كاملًا بالقضية، وذلك في أثناء زيارة عاجلة له لأمريكا من أجل تقديم العزاء لبوش بعد أحداث سبتمبر، وقد تم رفض الملف مسبقًا في فترة "بيل كلينتون"، وكانت التهمة الموجهة لهم حسب الرواية الإسرائيلية، هي الدعم المادي لحركة حماس، ودعم الإرهاب، وتم وضع اسم المؤسسة في لائحة المنظمات الإرهابية في العالم.

يتتبع الكتاب سيرة هؤلاء الخمسة الكبار وجهدهم المتميز في العمل الخيري لصالح فلسطين ومناطق أخرى من العالم منها الولايات المتحدة نفسها، ويشرح الفلسفة التي وقفت خلف انجازاتهم الكبيرة وافتتاحهم مؤسسة الأرض المقدسة (HLF) التي أصبحت خلال بضع سنين أكبر مؤسسة خيرية إسلامية في الولايات المتحدة، ويعطي تصورًا واضحًا للعمل الإغاثي الرائع الذي قدموه لفقراء الفلسطينيين ومحتاجيهم خلال سنوات عمل المؤسسة ( 1987-2001) .

عانت عائلات المعتقلين الخمسة، بعد اعتقالهم من قبل المخابرات الامريكية FBI عام 2004، واتهامهم بالعمل لصالح المقاومة الفلسطينية والأحكام الجائرة التي صدرت بحقهم عام 2009.

في وقتٍ يشن الكتاب هجومًا على من يصفهم الإعلام الأمريكي المنحاز للاحتلال، بأنهم خبراء في الإرهاب، ويدحض بالحجة والبرهان ادعاءاتهم حول الإسلاميين الفلسطينيين وأجنداتهم، ويستنكر ما حصل مع الرجال الخمسة، إضافة إلى استنكار أن يتم القضاء على مؤسسة خيرية تقدم الزكاة لأطفال فلسطينيين أيتام وأسر محتاجة، ومن الإدعاءات التي قدمت ضد المؤسسة هي كشف كامل بأسماء الأسر التي تتلقى المساعدات الشهرية، وهؤلاء الأطفال الفلسطينيون الأيتام قد فقدوا آباءهم، لأنهم شهداء، وكرر بيليد كلمة شهداء، قائلًا إنهم استعملوا الحجة هذه من أجل إدانة الرجال الخمسة أيضًا.

استمرت القضية في المحاكم الأمريكية لعدة سنوات، وتم الحكم على الرجال الخمسة بالسجن لسنوات طويلة، واستعرض الكتاب هامشًا معتبرًا للحديث عن محاكماتهم وتفاصيل ما جرى فيها، ويصف بدقة حياة الخمسة في الأَسْر، وكيف يواجهون التحديات اليومية. كما قدم الكاتب مرافعة قوية حول الإسلام وارتباطه بفلسطين ومقاومة أهلها، ويدافع عن حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، وسعيهم لتحرير بلادهم.

تجدر الإشارة إلى أن الكاتب "ميكو بيليد" يهودي الديانة، وناشط سياسي ومن مناصري القضية الفلسطينية، ويؤمن بحركة المقاطعة الشعبية لـ"إسرائيل "، وهو صاحب كتاب (ابن الجنرال).