فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: آثار زعم علماء آثار إسرائيليين اكتشافهم أصول الفلسطينيين القدامى، غضب واسع، وخاصة بعد أن بدأ أعلى الهرم السياسي في كيان الاحتلال بالترويج لهذه الدراسة.
نشر هذه الدراسة الإسرائيلية واستخدامها من قبل رئيس كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو يتزامن مع السعي الأمريكي الصهيوني لتمرير صفقة القرن والتي تهدف بشكل أساسي لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ويهدف الترويج الأساسي لهذه الدراسة إيجاد مبرر بمنع اللاجئين الفلسطينيين العودة إلى ديارهم بعد أكثر من 72 عاماً على تهجيرهم بالقوة من قبل العصابات الصهيونية.
وزعمت الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز" أنه تم اكتشاف "حقائق جينية مهمة" بشأن الفلسطينيين القدامى الذين عاشوا في الجهة الغربية من بلاد الشام، قبل آلاف السنين، وعزوا ما اعتبروه إنجازا إلى "رفات ثمينة" تم العثور عليها قبل فترة. وادعت الدراسة أن فحص الحمض النووي على تلك الرفات أظهر أن سكان عسقلان كانوا يحملون البصمة الوراثية الأوروبية.
وادعت الدراسة أنها اعتمدت على عينات الحمض النووي المستخلصة من رفات عشرة أشخاص كانوا مدفونين في عسقلان، وهي مدينة عريقة، في شرق البحر الأبيض المتوسط. وزعمت أن يكون أشخاص منحدرون من مناطق ساحلية في الجنوب الأوروبي، قد هاجروا خلال العصر البرونزي قبل ما يزيد عن 3 آلاف سنة إلى الشرق الأوسط.
الباحث الفلسطيني أحمد الدبش، وصف لـ قدس الإخبارية هذه المعلومات بأنها "ملفقة ومضللة"، مشيراً الخبر المتداول تم تلفيقة واجتزاءه، لتأكيد رواية "الكتاب المقدس" (المتخيلة) حول أصل الفلسطينيين من كريت.
ويبين الدبش أن أغلب العينات J1-Z2331، وهو من الفرع (J1) من تصنيف السلالات البشرية حسب جينات الـY-DNA . وعمره لا يقل عن 10 آلاف سنة، ونشأة هذه السلالة في جنوب الهلال الخصيب وهو جنوب العراق، وقد حصلت هجرتين قويتين الأولى حصلت قبل عشرة آلاف سنة واتجهت شمال الهلال الخصيب وجنوبا الى جنوب الجزيرة العربية، ومن ثم أصبحت الجزيرة العربية بعد ذلك بآلاف السنين من المراكز المصدرة للعرقية J1. وبهذا يدحض الدبس مقولة أن الفلسطينيين غرباء، مؤكداً على أن هذه المعلومات التي سردها تؤكد أن الأصل الفلسطيني من الأرض العربية.
وأشار أنه لا يمكن الاعتماد على الدراسة الإسرائيلية والتعامل معها ونشرها، بل يجب الاعتماد على مصادر أخرى كعلم الآثار واللغويات، حتى يتم دراسة تاريخ فلسطين بمنهجية موضوعية.
وقال إن الحقيقة المؤكدة أن المخلفات الحضارية الفلسطينية في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وبضمن ذلك الساحل الفلسطيني، تعتبر استمراراً لحضارة العصر البرونزي الأخير. مشيراً إلى أن أهم المكتشفات التي تنسب عادة للفلسطينيين فخار ملون بأشكال هندسية وطيور، وتظهر أيضاً أشكال حلزونية ومجموعات من أنصاف دوائر متشابكة. فأشكال الأواني نفسها فمشابهة للأواني التي عثر عليها في جزيرتي رودس وقبرص، ولكنها غير مطابقة لها،ومن الصعب اعتبارها مستوردة، بل على العكس فإن طينة الفخار محلية وصانعوها محليون أيضاً رغم تأثرهم بصناعة الفخار المعروفة في الجزر الإيجية.
وأوضح الدبش أن أسماء آلهة الفلسطينيين أمثال "داجون وعشتروت"، اسماء كنعانية "فينيقية"، كما أن العمارة من مبان عامة ومنازل مستمدة من التقليد المعماري للعصرين البرونزيين الوسيط والأخير، والحياة الدينية عند سكان الساحل الفلسطيني كنعانية "فينيقية" الأصل، وكذلك المباني الدينية وأهمها: سلسة المعابد المتعاقبة في تل القصيلة التي أنشئت على غرار المعابد الكنعانية/ الفينيقية مع ما يظهر عليها من تأثيرات مصرية وإيجية.
وقال، إنه يصعب على الباحث التفريق بين ما يمكن نسبته إلى المجموعات البشرية التي سكنت فلسطين في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، فوجود هذا الصنف من الفخار أو ذاك في منطقة معينة لا يدل بالضرورة على سكنى هذه المنطقة من مجموعة إثنية مختلفة، ولكنها غالباً ما تعني أن هذه المنطقة وقعت تحت تأثيرات خارجية.