شبكة قدس الإخبارية

وثيقة| الصحة تغطي تكاليف علاج مريضة بالسرطان بـ"271 شاقلًا فقط"

65

غزة- خاص قُدس الإخبارية: بعد 7 سنوات من إصابتها بمرض السرطان، وتكثيف رحلاتها العلاجية إلى مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة، تتباطئ وزارة الصحة ودائرة العلاج بالخارج عن التكفل بمصاريف علاجها.

الشابة  "ريما فتحي صباح"، (23 عامًا)، أجرت قبل عامين تقريبًا عملية زرع نخاع، بعد إصابتها بلوكيميا الدم أيضًا، لكن تفاقمت معاناتها بعدما تخلت السلطة عن تغطية علاجها وتحاليلها وأدويتها.

وقال والدها الإعلامي، فتحي صباح، إنه يبكي قهرًا وخوفًا على حياة ابنته، بسبب سياسات السلطة وخاصة دائرى العلاج بالخارج، شارحًا ما حصل خلال طلب سفرها والسعي لإجراءات علاجها خلال الشهر الأخير.

وفي التفاصيل، أوضح صباح، أن مدير دائرة العلاج بالخارج وقع الأحد الماضي تغطية مالية لاستكمال علاج ريما من مرض السرطان الذي أصيبت فيه قبل 7سنوات، بقيمة 271 شيكلًا فقط تشمل فقط "كشفية" طبيب.

وتابع بالقول: "اتصل عليّ رئيس الحكومة د. محمد اشتية مشكورًا، ظهر الجمعة، وسألني عن مشكلة ريما، فشرحتها له بالتفصيل، ووعدني أن يتحدث لوزيرة الصحة مي كيلة، التي لم ترد على اتصالاتي ورسائلي منذ نحو أسبوعين بالمرة، كي توقع على التحويلة والتغطية المالية.

ويقول صباح، "بصراحة سعدت وارتحت لسببين، الأول لأن ابنتي ستحصل على تحويلتها بعد معاناة، والثاني أن رئيس الحكومة اهتم بالقضية بعد النشر الخميس الماضي واتصل بنفسه وهذا أمر ايجابي"، مضيفًا "كنت قدمت شكوى للهيئة المستقلة لحقوق الانسان، وبناءً عليها تدخل مديرها عمار الدويك  للحديث مع الهدرة وأبلغه بأنه وقع التحويلة والتغطية المالية"، وكذلك تواصل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد أبو هولي، بالخصوص".

وبحسب صباح، "عندما راجعنا واعترضنا على أن التغطية لا تكفي ولا تشمل التحاليل والأدوية قالوا لنا إنه في حال تطّلب الأمر مزيدًا من المال للتغطية فإن المستشفى ستتصل مع الدائرة وهي ستلبي الطلبات، فصدقنا ذلك، وتوجهت ريما اليوم الثلاثاء إلى مستشفى هداسا وهناك تبين أن التغطية لا تشمل سوى "كشفية" فقط.

No photo description available.

وبيّن أن أطباء "هداسا" طلبوا تغطية إضافية للدواء وتحاليل الدم، الذي يعتمد العلاج على نتائجه بالدرجة الاولى، فوافقت الدائرة على تغطية التحاليل ولم توافق على تغطية الأدوية.

وتساءل: "هل يُعقل هذا، كيف يمكن أن يقبل عقل أحد، أن يتم إجراء التحاليل والعرض على الطبيب، ولا يُصرف دواء لمريضة بلوكيميا الدم، ولديها عملية زرع نخاع، هل لدى هؤلاء قلب؟ هل لديهم مشاعر؟! مرضى لا ينامون طول الليل وهم يتألمون، مرضى لا تحتمل أجسادهم الهشة ارتداء الملابس، مرضى تجرعوا جرعات كيماوي تكاد تُذيب جبلًا لو صُبت عليه، فهل هذه هي المسؤولية المكلفة بها الحكومة والوزارة أمام الله والناس؟!".

وعاود القول، إن الوعود التي تلقاها من كافة المسؤولين لم تنفذ، متسائلًا "لماذا لم تستجب وزيرة الصحة ودائرة العلاج في الخارج لتدخلات رئيس الحكومة، وأبو هولي، والدويك، وغيرهم؟"، متابعًا "أنا لا أطالب برحلة سياحية (علاجية) إلى أميركا أو أوروبا، ولا أطالب بأن يزرعوا قمرًا أو شمسًا في صدر ابنتي، بل أطالب بحق ابنتي وحق كل المرضى في العلاج وهذا حق لكل مريض ليس له علاج في المستشفيات الفلسطينية.

وناشد بالقول "يكفي تلاعبًا بأرواح المرضى وحياتهم، ومنهم ابنتي ريما"، مشددًا "سأقاتل كل العالم من أجل أن تحيا ابنتي".

الدائرة ترد

من جهته،  قال الدكتور هيثم الهدرة مدير التحويلات الطبية في وزارة الصحة إنَّ الوزارة أنجزت فعلياًّ تحويل الفتاة ريما فتحي صباح (23) عامًا والمصابة بالسرطان لتلقي العلاج في إحدى المستشفيات.

وقال الهدرة في تصريح له، ردًا على والدها، إنَّ تغطية مصاريف الأدوية التجريبية التي تحدَّث عنها والد الفتاة بحاجة للجنة مختصة للبت بتغطية تكاليفها، مضيفًا "لا تُغطى مصاريف هذه الأدوية بحسب المعايير المعمول بها".

وأكد أن اللجنة بصدد الانعقاد وستتَّخذ القرار المناسب والتواصل لاحقًا مع عائلة الفتاة المريضة لوضعهم في حيثيات القرار، في وقت قال فيه صباح إنَّ الحديث يدور فقط عن دواء تجريبي واحد من بين (9) أدوية ترفض الوزارة تغطية مصاريفها.