شبكة قدس الإخبارية

هل تنهار السلطة الفلسطينية ماليًا؟

69

رام الله- قُدس الإخبارية: تداولت التصريحات الرسمية، خلال الساعات الأخيرة، بشأن احتمالات انهيار الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، جراء الضغوط المالية المتصاعدة وقطع المساعدات الأمريكية.

من جهته، قال محافظ سلطة النقد الفلسطينية، عزام الشوا، إن الوضع المالي على شفا الانهيار جراء تعليق المساعدات الأمريكية التي كانت تقدر بمئات ملايين الدولارات، ما دفع لارتفاع مديونية السلطة إلى 3 مليارات دولار، وحدوث انكماش حاد في اقتصادها المقدر بنحو 13مليار دولار، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.

وأضاف الشوا خلال حديث مع وكالة رويترز: ”نمر حاليًا بنقطة حرجة“، مشيرا إلى السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس التي تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا في الضفة المحتلة وتحظى بدعمٍ غربي، متابعًا: ”ماذا بعد؟، لا نعرف. كيف سندفع الرواتب الشهر القادم؟ كيف سنموّل التزاماتنا؟ كيف ستستمر الحياة اليومية دون سيولة في أيدي الناس؟، لست أدري إلى أين نتجه. عدم التيقن يجعل من الصعب التخطيط للغد“.

ووفقًا للشوا، فإنّ أزمة السلطة الفلسطينية تزداد تفاقمًا من جراء عدم التزام الدول العربية بتعهداتها، حيث لا تقدم سوى 40 مليون دولار شهريًا، وهو رقم ضئيل للغاية مقارنة مع العجز المالي للسلطة. وتدفع السعودية وحدها نصف ذلك المبلغ، موضحًا انها اضطرت إلى زيادة الاقتراض من 14 بنكًا من أجل تجاوز الأزمة.

وأردف بالقول: ”لولا ذلك (الاقتراض) لوقع انهيار مالي. لدي بواعث قلق للمرة الأولى بشأن الاستقرار المالي“، فاقتصاد الضفة الغربية الذي كان مزدهرًا يومًا، والذي شهد نموًا بنسبة 3.3 بالمئة في المتوسط على مدى السنوات الأخيرة، تحوّل إلى الانكماش.

وتابع أن التسريح المفاجئ لآلاف كانوا يعتمدون على المشاريع الممولة أمريكيًا أدى إلى مزيد من التدهور في الوضع المالي للحكومة، بسبب انخفاض حصيلة الضرائب فضلًا عن تنامي حالات التخلف عن سداد القروض المصرفية للشركات المتعثرة، معقبًا: ”أهم قوة في العالم تحاربنا“ يقصد إدارة ترامب.

واعتبر الشوا أن السبب الوحيد الذي يحول دون الانهيار المالي الكامل حتى الآن، هو ما يجنيه أكثر من 100 ألف فلسطيني يعملون في الداخل المحتل، وتحويلات الفلسطينيين العاملين في الخارج.

من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، اليوم الأربعاء، أن الحصار المالي يشتد ضراوة على السلطة الفلسطينية بهدف تركيعها، والقبول بعروض التنازل عن الثوابت الوطنية، وفقًا لقوله.

وقال الشيخ في تغريده له على تويتر: "ربما يستطيعون تدميرنا ولكن المؤكد لا يقدرون على هزيمتنا"، مضيفًا " الحرب العلنية والخفية ضد القيادة ترتفع وتيرتها، والتاريخ يعيد نفسه، والمؤكد هو انتصار إرادتنا".

 يُذكر أن سلطات الاحتلال، خصمت في 17 شباط الماضي 11.3 مليون دولار من عائدات الضرائب (المقاصة)، كإجراء عقابي على تخصيص السلطة الفلسطينية مستحقات للمعتقلين وعائلات الشهداء، لتعلن السلطة رفضها لاستلام أموال المقاصة مخصومة.