فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: استنكرت فصائل فلسطينية تصريحات السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال ديفيد فريدمان التي قال فيها إنه يحق لحكومة الاحتلال ضمّ جزء من الضفة المحتلّة.
المتحدث باسم الحكومة ابراهيم ملحم قال إن تصريحات سفير أميركا لدى كيان الاحتلال ديفيد فريدمان الخارجة عن الشرعية الدولية، والمتماهية مع سياسات الاحتلال، تؤكد أنه سفيرٌ للاستيطان، ولمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف ملحم في تصريح له، أن تصريحات فريدمان وهي تعكس حجم الارتهان الأميركي لنوازع الغطرسة، وشهوة التوسع الإسرائيلية، تعكس بالمقابل حجم الفضيحة للدولة العظمى التي ترهن سياستها الخارجية بأيدي مجموعة من أولئك الذين لم يبلغوا بعدُ سنَّ الرشد السياسي، من غلاة المتطرفين أمثال كوشنر وجرينبلانت وفريدمان، الذين باتوا يمارسون السياسة بخفةٍ هي أقرب للمهرجين ولاعبي السيرك المثيرين للرثاء والبكاء، تنال من هيبة الدولة العظمى أكثر مما تنال من رصيد الهواة من تجار العقارات والصفقات الطارئين على العمل السياسي.
من جانبها، أدانت حركة فتح تصريحات فرديمان، وتساءلت في بيان أصدرته مفوضية الاعلام والثقافة، اذا ما كانت هذه المواقف تمثل الموقف الاميركي الرسمي أم موقف غلاة المستوطنين في كيان الاحتلال؟، مذكرة بأن السياسة التقليدية للولايات المتحدة تعتبر الاراضي الفلسطينية ارض محتلة حسب القانون الدولي، وأنها هي من وضع مرجعيات مؤتمر مدريد للسلام انطلاقا من قراري محلس الامن 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام، والتي هي ذاتها مرجعيات اتفاقيات اوسلو وكنت واشنطن ترعى لعقود عملية السلام على اساسها.
وحول حديث فريدمان عن "عدم الحاجة لإنشاء دولة فاشلة"، قالت "فتح" إن هذا تخل مفضوح عن مبدأ حل الدولتين الذي يجمع بشأنه المجتمع الدولي، وفيه انحياز وتبن كامل لمواقف اليمين الاسرائيلي المتطرف والعنصري الذي ينكر وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة المستندة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مشيرة الى الاجماع الدولي من اهلية الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بالمقابل لم نسمع كلمة من فريدمان عن فساد رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو.
واكدت "فتح" ان الشعب الفلسطيني ومعه العالم قد سئم اسطوانة فريدمان المشروخة حول "ان القيادة الفلسطينية قد اضاعت فرصا سخية للسلام"، وذكرت بهذا الشأن ان القيادة الفلسطينية تبنت نهج السلام والتفاوض منذ العام 1988 ووقعت عل اتفاقيات اوسلو والذي قبلت خلاله بـ 22 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، مؤكدة ان القيادة الفلسطينية متمسكة بالسلام ولكن ليس باي ثمن، السلام العادل والشامل والدائم على اساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين الذي يتهرب اليوم منه فريدمان.
فيما أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم على أن تصريحات فريدمان "مرفوضة"، معتبرًا أنّها تعكس "العقلية الاستعمارية المدمرة" لهذه الإدارة الأمريكية "المتطرفة"، معتبراً في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر" أن هذه التصريحات ستوجّه "ضربة قاضية للاستقرار هنا، وفي الإقليم، وكذلك لما يسمى بالشرعية الدولية".
من جهته، هاجم المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال قائلًا إنّه "مستوطن متطرف ينفذ السياسات الاستعمارية والاستيطانية لمرؤوسيه".
واعتبر شهاب في تصريح عبر صفحته بموقع "فيسبوك" أن صفة "السفير" التي يحملها فريدمان مجرّدة من كل معنى سوى أنها غطاء لتحركاته والمهام الموكلة إليه. ورأى أن حديث فريدمان عن ضم أجزاء من الضفة الغربية لـ"إسرائيل" يدلل على حقيقة دوره وأطماعه الاستعمارية.
وقال شهاب، "ردنا عليه أن زمن التوسع الاستعماري قد ولّى وانتهى، وأن أطماعكم مصيرها الفناء، فالشعب الفلسطيني لن يفنى، وأشجار الزيتون التي غرسها أجدادنا أطول عمرًا منكم ومن عصبة الشر والارهاب التي يمثلها".
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن تصريحات فريدمان عدائية وتتطابق مع تصريحات المستوطنين، وهي تأكيد إضافي على السياسة الأمريكية الشريكة لهذا الكيان في احتلاله لأرضنا، داعية إلى الاتفاق على سياسة وطنية فلسطينية موحدة تتعامل مع الإدارة الأمريكية وممثليها على مختلف المستويات بصفتها عدوٌ لشعبنا.
ودعت الجبهة في بيان لها مملكة البحرين بإلغاء استضافتها للورشة الاقتصاديّة التي ستعقد أواخر هذا الشهر لبحث الجانب الاقتصادي من "صفقة القرن" بحسب ما أعلن مسؤولون أمريكيون، مجدّدة دعوتها إلى الجميع بمقاطعة ورشة المنامة ورفض المشاركة فيها ومحاصرة نتائجها.
بدورها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن التصريحات "عدوان سافر على شعبنا وحقوقه الوطنية والقومية وتحدٍ لقرارات الشرعية الدولية وإرادة المجتمع الدولي".
ودعت الجبهة القيادة الرسمية إلى ترجمة الرفض اللفظي والكلامي لصفقة ترامب وورشة المنامة بخطوات عملية في الميدان، بنقل القضية والحقوق الوطنية فورًا لمجلس الأمن والأمم المتحدة، والدعوة لمؤتمر دولي تحت سقف الأمم المتحدة وبموجب قراراتها وبسقف زمني محدد برعاية مباشرة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بما يكفل لشعبنا الخلاص من الاحتلال والاستيطان.
أما حركة الأحرار، فرأت في تصريح فريدمان مواصلة للعدوان والتحريض على شعبنا وأرضنا، واستمرارًا للدعم والانحياز الأمريكي للاحتلال ومخططاته التهويدية والاستيطانية، "ما جاء في التصريح جزء من صفقة القرن، ورسالة للسلطة التي تصر على المراوحة والمماطلة في التصدي العملي لهذه الصفقة بالتحرك الفوري نحو التحلل من أوسلو وملاحقه ووقف التنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة والتوجه مباشرة لتحقيق المصالحة وتقديم ملفات قادة الاحتلال للمحاكم الجنائية وتحريك عمل دبلوماسي رسمي على أعلى المستويات لفضح الصفقة ومخاطرها وتشكيل رأي عام عربي ودولي رافض لها رغم التطبيع وتماهي بعض الأنظمة معها".
ودعت "الأحرار" أبناء شعبنا في الضفة للرد على هذه التصريحات "بتصعيد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال وللمزيد من العمليات البطولية للتأكيد بأنه رغم الدعم الأمريكي والإجرام الصهيوني لن نقبل ببقاء الاحتلال جاثمًا على أرض فلسطين".
من جهتها، قالت حركة المقاومة الشعبية إن فريدمان "إرهابي مجرم وتصريحاته لن تغير في الحق والهوية للأرض الفلسطينية"، مضيفة أن التصريحات "تنسجم مع المواقف الصهيونية الارهابية ضد شعبنا الفلسطيني المتشبث بأرضه وحقوقه".
وأكدت على أن "المقاومة الفلسطينية وأطياف شعبنا كافة سيقفون سدًا منيعاً أمام المخططات والمؤامرات الأمريكية ضدنا، وسنسقطها بكل السبل المتاحة". ودعت "المقاومة الشعبية" لأوسع حملة مناهضة للسفير الأمريكي وفريقه ومعاملتهم معاملة المجرمين والارهابيين الخارجين عن القانون وعن حدود اللياقة والأدب.