مكة المكرمة- قُدس الإخبارية: أكدت القمة الإسلامية بمكة المكرمة، اليوم السبت، على مركزية القضية الفلسطينية والقدس الشريف وحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة.
وأوضحت في البيان الختامي للقمة الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي -التي اختتمت أشغالها بمكة المكرمة فجر اليوم، أن أي قرار "غير قانوني وغير مسؤول" بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، مدان.
ودعت القمة- وفق البيان- الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد الدول التي نقلت سفاراتها أو فتحت مكاتب تجارية لها في القدس المحتلة، مدينة ما اعتبرتها "اعتداءات" تعرضت لها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات.
وفي كلمته، قال الرئيس محمود عباس: "لن نقبل ببيع القدس، ولا التخلي عن ثوابتنا الوطنية وحقوق شعبنا، وسيبقى شعبنا صامدًا على أرضه، ولن يركع إلا لله وحده، وسيواصل نضاله المشروع إلى أن يحقق أهدافه الوطنية".
وأضاف في كلمته التي وزعت في مؤتمر القمة الإسلامية في دورتها الـ 14، فجرًا، "مقبلون على مرحلة غاية في الصعوبة، الأمر الذي قد يفتح الباب واسعًا أمام خيارات لا تحمد عقباها، بما في ذلك اتخاذ قرارات مصيرية، وكلنا ثقة أنكم (القادة) ستكونون كما كنتم دائمًا معنا في نضالنا، سدًا منيعًا وسندًا في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وأردف بالقول "إن من يشجع دولة الاحتلال الإسرائيلي على التصرف كدولة فوق القانون الدولي هي الإدارة الأميركية التي دمرت أسس ومرجعيات عملية السلام، واتخذت إجراءات خارجة عن الشرعية الدولية والتي رفضناها، كما رفضها المجتمع الدولي بأكمله".
وتحدث عن قيام "إسرائيل" مؤخرا باقتطاع غير شرعي لجزء كبير من أموال الضرائب الفلسطينية، التي تجبيها والمعروفة بأموال "المقاصة"، بذريعة دفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى، الذين لا يمكن أن التخلي عنهم، حتى وإن كان ذلك آخر ما نملك، الأمر الذي أدخلنا في أزمة مالية خانقة تعيق عمل مؤسساتنا الوطنية.
ودعا الرئيس عباس القادة للعمل على تفعيل قرارات القمم السابقة الخاصة بتوفير شبكة أمان مالية لتمكين شعبنا من الصمود والثبات، في ظل هذه الظروف الصعبة والحصار الظالم الممارس على شعبنا، معربًا عن تقديره عاليًا للدول التي أوفت بالتزاماتها، داعين الدول الشقيقة الأخرى أن تحذو حذوها.
من جهته، قال الملك الأردني عبد الله الثاني إن الفلسطينيين يواجهون ظروفاً اقتصادية صعبة تستدعي تكثيف الجهود لدعم صمودهم.
وقد جدد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته في افتتاح القمة التأكيد على الرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف.
أما أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، فقال إن الوتيرة المتسارعة للتصعيد في المنطقة تنبئ بتداعيات خطيرة على الأمة واستقرارها، مطالبا منظمة التعاون الإسلامي بالتعامل مع هذه الأوضاع بأقصى درجات الحيطة والحذر.
وقال وزير الخارجية التركي جاويش اوغلو، إن منظمة التعاون الإسلامي ما زالت تعاني بعد 50 عاما من إنشائها، تحديات معقدة تخص مستقبل قضية فلسطين ووضع القدس.
وأضاف جاويش أوغلو أن قضية فلسطين ستبقى القضية الأساسية، وأن أي صفقة سلام لا تنص على إنشاء دولة فلسطينية تقع على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، ستكون مرفوضة من منظمة التعاون.
المصدر: الجزيرة