رام الله – خاص قدس الإخبارية: مع إعلان الإدارة الأمريكية عن عقد ورشة عمل اقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة متعلقة بدعم الفلسطينيين اقتصادياً ضمن ما بات يعرف "صفقة القرن" وتأجيل الشق الاقتصادي أضحى المشهد حالياً أكثر تعقيداً وضبابية.
وترجع حالة الضبابية السائدة حالياً لعدة عوامل أبرزها الإعلان والتصريح الأمريكي الواضح عن أن الإعلان عن الصفقة والشق السياسي سيتبع انتهاء شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، إلا أن الحديث عن تأجيل الشق السياسي والاقتصار على ورشة اقتصادية.
وأجمع محللون في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" على حجم خطورة الورشة الاقتصادية وضرورة مقاطعتها رسمياً وشعبياً من أجل ضرب المخططات الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية إلى جانب أهمية التحرك السياسي والدبلوماسي.
خطورة كبيرة
وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري إنه ينظر إلى خطورة كبيرة لورشة المنامة كونها جزء من محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر فصل الجزء السياسي عن البعد الاقتصادي بعدما جرى تأجيل طرح الصفقة عدد من المرات.
وأضاف المصري لـ "شبكة قدس": "يبدو الآن أنه سيتم تأجيلها لمرات جديدة وهو ما يتضح من خلال المواقف المعلنة والحديث الآن فقط عن الشق الاقتصادي وهو نوع من الاحتيال بدلاً من الاعتراف بالفشل وأمريكا اعترفت بالقدس ونقلت السفارة إليها وسلسلة إجراءات سياسية سابقة".
وتابع قائلاً: "أمريكا نسفت الموقف السياسي عبر تبنى موقف اليمين الإسرائيلي وهم يحاولوا أن يشتروا بيع فلسطين بالمال العربي والشق الخطير في هذه الورشة التي ستعقد في البحرين ستطبع العلاقات العربية الإسرائيلية مع قبول إسرائيل للدعوة".
ونوه الكاتب والمحلل السياسي إلى أن غياب تمثيل الفلسطينيين رسمياً أو حتى رجال الأعمال سيفسد "الطبخة" الدائرة حالياً فلا يمكن عقد "عرس بدون عريس"، متابعاً: "هذه الورشة قد يترتب عليها فشل، أو مشاريع اقتصادية عبر تنفيذها على الأرض تحت شعار التعايش مع الواقع وصولاً لمرحلة القبول الفلسطيني العربي".
وأكد المصري على وجوب أن يكون هناك حراك للضغط على البحرين لعدم القبول بإقامة الورشة، سيما وأن هناك عقبات ليست بالبسيطة على طريقة تصفية القضية الفلسطينية تتطلب حركاً أوسع.
مبادرة أمريكية
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس عبد الستار قاسم إن المؤتمر هو مبادرة أمريكية وطالما أنه كذلك فهو معادي للشعب الفلسطيني وعلى الجميع ألا يتوقع خيراً مما يجري حالياً من تحركات في المنطقة.
وأوضح قاسم لـ "شبكة قدس" أن هذه الورشة تنسجم مع الإدارة الأمريكية المتمثل في ضرورة أن يكون الحل اقتصادياً ومن المتوقع أن يقدم الأمريكيون إغراءات مالية واقتصادية للمنطقة وخاصة للفلسطينيين من أجل يوافقوا على الحل الذي يمكن أن يطرحه ترامب.
وتابع قائلاً: "هو حتى الآن لم يطرح أي شيء ولكن يبدو أن ترامب وصل إلى يقين بأن مبادرته لن تقبل، وما يجري حالياً هو الاكتفاء بالشق الاقتصادي دون الإعلان عن الشق السياسي، خصوصاً وأن الواقع العربي والإقليمي لا يساعد حالياً على تقبل الأفكار المطروحة حالياً حتى مع الأنظمة الحالية".
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن السبب هو رفض الشعب الفلسطيني والمواقف المعلنة حالياً خصوصاً وأن البيئة السياسية غير متوفرة فالمنطقة العربية والإسلامية منقسمة إلى محورين خصوصاً المحور المعادي لأمريكا المتمثل في إيران.
وتوقع المصري ألا تنجح خاصة مع غياب التمثيل الفلسطيني، خصوصاً في ظل موقف السلطة الحالي الذي يأمل أن يصمد على ذات الموقف وألا يتنازل، مواصلاً: "السلطة تتعرض لضغوط متمثلة في قطع المساعدات المالية وسيحصل هناك تضييق قد تصل لضغوطات الأمنية والاقتصادية والسياسية وربما تدخل إسرائيل على الخط وتقيض حركة المسؤولين الفلسطينيين".