استراليا – قدس الإخبارية: ينفذ مشروع "الروزانا" التطبيعي عشاءً تحت عنوان "يد بيد"، في مدينة سدني الاسترالية، يوم الأربعاء المقبل الموافق 22أيار، بحضور شخصيات فلسطينية وعربية وصهيونية.
ويعرف مشروع الروزانا التطبيعي نفسه أنه يهدف إلى "بناء الجسور لتحسين التفاهم بين كيان الاحتلال وجيرانه"، من خلال توفير الخدمات الطبية للأطفال الفلسطينيين المُصابين بأمراض خطيرة ويتلقون العلاج في المشافي الإسرائيلية، إضافة لتدريب الأطباء الفلسطينيين في مركز هداسا الطبي الإسرائيلي في القدس المحتلة.
موقع صحيفة الأخبار اللبنانية كشف في تقرير له، أن "مشروع الروزانا" التطبيعي يحظى بدعم علني من سفارة السلطة الفلسطينية، وتشارك شخصيات عربية في مجالس إدارته في أستراليا وكيان الاحتلال والولايات المتحدة وكندا. من بينها رجال أعمال وأطباء شخصيات عامة.
وكشف معارضون للمشروع التطبيعي أن السفير الفلسطيني عزت عبد الهادي، من أبرز الداعمين لـ"مشروع روزانا" التطبيعي، وإنه يضغط على المموّلين العرب من أجل المشاركة في العشاء والتبرّع.
وأصدر عبد الهادي في 7 أيار بياناً دعائياً، يتحدث فيه عن أهمية "مشروع روزانا"، وقد اعتبره مبادرة "تستحق أعلى الثناء على قدرتها الجمع بين الخبرة المهنية، وثبات الهدف الذي تكون فيه قيمة حياة الإنسان هي الأولوية... مشروع روزانا تمكّن من سدّ الفجوات العرقية والدينية".
فيما نقلت صحيفة الأخبار عن عبد الهادي، نفيه وجود أي علاقة بين السلطة الفلسطينية، ووزارة الصحة الفلسطينية من جهة، والمشروع التطبيعي من جهة أخرى. "لا علاقة لنا بهذا المشروع، ولا نرعاه، البرنامج يديره جزء من الجالية اليهودية في أوستراليا".
إلا أن المشروع قال على موقع الالكتروني الرسمي، أنه يمتن لعبد الهادي، وأن المشروع يحظى "بتأييد السلطة الفلسطينية تأييداً تاماً". فيما علق عبد الهادي، "هذه المشاريع لا تخدم أهداف الشعب الفلسطيني، ونحن ضدّ أي تعاون من دون مساواة ومن دون الاعتراف بدولة فلسطينية. ولكن من الصعب أن نقول للأستراليين إنّهم لا يقدرون على تقديم خدمات. الوضع حساس".
يذكر أن عبد الهادي شارك قبل أيام في منتدى حواري نُظم في كنيس إيمانويل في نيو ساوث ويلز الأسترالية، واجتمع خلاله بمسؤولين إسرائيليين. وعبّر في اللقاء عن "رغبته في الانخراط أكثر مع الجالية اليهودية لأنني أعتقد أنّ من المهم للغاية أن نفهمها. وأشجّع المجتمع الفلسطيني أيضاً على الانخراط مع الجالية اليهودية، ومحاولة تغيير الصور النمطية عن بعضهما البعض".
ووجهت الدعوات عشاء "يد بي" باسم مؤسس المشروع رون رينكل (أسترالي صهيوني، عاش قرابة تسع سنوات في القدس المحتلة)، وأحد المديرين في المشروع، الطبيب اللبناني جمال ريفي (شقيق الوزير السابق أشرف ريفي).
واختيرت الشخصيات المشاركة بالعشاء بعناية بهدف إظهار التعاون العربي – الأسترالي في الجانب الإنساني، إلا أن المنظمون لا يخفون أن الهدف السياسي للمشروع التطبيعي. وقد قال رينكل إنّهم "مؤمنون بأنّ الصحة جسر مثالي لبناء تفاهم أفضل بين الإسرائيليين والفلسطينيين... وسنجمع الأموال لمشروع روزانا، وما يتفرّع عنه من برامج".
ويرعى العشاء النائب الأسترالي من أصول لبنانية جهاد ديب (من مدينة طرابلس، سافر إلى أوستراليا وهو يبلغ من العمر عاماً واحداً)، ورجل الأعمال الأسترالي اليهودي دايفيد غونسكي. أما المتحدثون، فسيكونون الطبيب الفلسطيني أكرم عمرو، والأستاذة الجامعية الإسرائيلية الطبيبة استي غاليلي، والصحافي الأسترالي هيو ريمينتون.
في ذات السياق، تسعى شخصيات فلسطينية ولبنانية في استراليا للتصدي للمشروع التطبيعي وإقناع باقي الجاليات العربية بضرورة عدم الانخراط فيه.
وكشفت صحيفة الأخبار أنه من بين المنخرطين في المشروع التطبيعي، الطبيب اللبناني جمال ريفي، عضو مجلس الإدارة في "روزانا – أوستراليا". الذي علق للصحيفة "البعض سيتهمني بالتطبيع، ويُمكن أن يؤثر ذلك سلباً عليّ وعلى عائلتي، ولكن سأساعد المحتاجين بصرف النظر عن بعض الآراء".
وقد كشف الطبيب ريفي أن شارك في زيارة تطبيعية إلى كيان الاحتلال، بعد رحلة جماعية تضمنت 50 شخصية غادرت استراليا إلى السعودية، ثم الأردن، وصولاً إلى القدس.
فيما بدأ مؤسس «أوستراليون من أجل فلسطين» ناصر ماشني حملة جمع تواقيع اعتراضاً على "مشروع روزانا" ولمقاطعة عشاءها في 22 أيار، ودعوة العرب إلى عدم التبرع له.
و تضمّ العريضة أربعة بنود، يشرح فيها ماشني أسباب الاعتراض، فيبدأ بغياب المساواة في الخدمات الصحية بين الضفة الغربية وغزة من جهة، والأراضي المحتلة عام 1948 من جهةٍ أخرى.