القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: خفضت محكمة الاحتلال في القدس المحتلة، اليوم الخميس، مدة عام واحد من الحكم الصادر قبل ثلاث سنوات بحق الأسيرة ملك محمد سليمان ( 19عاماً).
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت ملك من بلدة بيت صفافا، في التاسع من شباط 2016 بالقرب من باب العامود وسط القدس المحتلة، وأدانتها بمحاولة تنفيذ عملية طعن فدائية، وقد أصدرت بحقها حكماً بالسجن عشرة أعوام.
فاتن سليمان، والدة الأسيرة ملك قالت لـ قدس الإخبارية، إن العائلة أوكلت المحامي محمد محمود على استئناف الحكم الصادر بحق ابنتهم بعد 40 يوماً من صدور الحكم، إلا أن محاكم الاحتلال واصلت المماطلة في جلسات النظر في القضية طيلة الثلاث سنوات الماضية.
وأضافت أن العائلة توقعت أن يتم خفض الحكم مدة عامين أو عامين ونصف، إلا أنها بذات الوقت كانت تتخوف أن لا يتم تخفيض الحكم، وخاصة أن محاكم الاحتلال رفضت استئناف الأحكام التي أصدرتها بحق مجموعة من الأسيرات الطفلات، "طيلة هذه السنوات كنت أنتظر على نار صدور القرار".
وتقول فاتن التي جلست تنتظر خروج قضاة الاحتلال من الغرفة المغلقة حيث تم تداول قضية ملك للمرة الأخيرة، "جلست أقرأ سور من القرآن وأدعي الله أن يجبر خاطر ملك التي قدمت من سجن الدامون في رحلة استغرقت ثلاث ساعات وهي صائمة"، مضيفة، "عندما نطقوا بالحكم، شعرت بسعادة لا توصف حتى لو تم تخفيض عام واحد فقط، ويبقى أملنا بصفقة قريبة يتم تحرير كل الأسيرات فيها".
وتمكنت فاتن بعد انتهاء جلسة المحكمة من احتضان ابنتها ملك لأول مرة منذ ثلاث سنوات ونص، "لأول مرة احتضن ملك وأشم رائحتها.. لم أكن أريد أن أتركها، فما بقيت ملك تطلب مني التوقف عن البكاء.. كانت قوية لم تبك دمعة واحدة، لا أعلم من أين جاءت بهذه القوة".
وكانت فاتن قد زارت ملك في سجن الدامون يوم أمس، وقالت ملك لوالدتها خلال الزيارة، "حتى لو لم يتم تخفيض الحكم، المهم اجي وأشم ريحة القدس، ولا أريد أي شيء آخر"، وعلقت فاتن، "كلمات ملك حرقت قلبي، وبقيت أدعي أن لا تعود ملك مكسورة".
ملك الأكبر بين أشقائها الذين يفتقدونها في كل تفاصيل حياتهم، وخصوصاً في شهر رمضان، إذ كانت تعد لهم الحلويات، "ملك زهرة البيت، عندما اعتقلت زالت السعادة والفرحة.. أحاول أن أعوض باقي أبنائي عن غياب شقيقتهم الكبرى، ولكن بداخلي غصة كبيرة".
وعن استكمال ملك دراستها في سجون الاحتلال، أكدت الوالدة على أن ابنتها حصلت على معدل 91% في امتحانات الثانوية العامة التي قدمتها العام الماضي، ولكن ترفض الجامعات استقبال طلبات التحاق الأسيرات، على خلاف الأسرى الذين تستقبلهم عدة جامعات، "نحن نسعي بشكل جدي حتى تتمكن ملك من استكمال دراستها، كما أن النائبة خالدة جرار ومنذ تحررها تسعى في أن تمنح الأسيرات حق استكمال التعليم الجامعي".