غزة - خاص قدس الإخبارية: تفتقد الكثير من الأسر الفقيرة في شهر رمضان المبارك، بمدينة غزة، وتحديداً مناطقها الشرقية الشهيد المقاوم حامد الخضري أو "عثمان فلسطين" كما أحب البعض أن يلقبوه نظراً لمساهماته في دعم الفقراء إلى جانب مقاومته.
ومع انتهاء جولة التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أزيح الستار عن جانب مشرق للمقاوم الخضري الذي يعتبر أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وما كشفه الكثيرين عن إسهامات الرجل بالرغم من كونه لم يتجاوز الـ "34 عاماً".
وكان الخضري يتعهد الأسر الفقير ويوفر لها احتياجاتها المالية أو يؤمن لهم المأكل والملبس ويتكفل باحتياجاتهم الخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها سكان القطاع حالياً نتيجة للحصار الإسرائيلي وتلاحق الحروب والعدوان عليهم.
ويعتبر الخضري أكبر تجار العملة في غزة وهو ما دفع بوزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان لإصدار قرار بحظر شركته الخاصة بمجال الصراف، حيث يروى أنه القصص التي حدثت مع الشهيد حامد في الجولة الماضية أرسل الاحتلال رسائل على هواتف بعض سكان المنطقة باسم حامد الخضري بأن يتوجهوا إلى محله لصرف 100شيقل فتوجه الناس للمحل فقام حامد بتوزيع مئة شيقل ولم يخذل أحد.
وروي أن أحد المشرفين على حلقات تحفيظ القرآن قبل أشهر من استشهاده ذهب إلى حامد وطلب منه التبرع لصالح حلقات القرآن فقال له اغرف بيدك من الدرج خجل الشخص وعاد عليه الكلام مرتين اغرف من الدرج فغرف فقال له اغرف ثانية فغرف وقال له لا تعدها الآن عدها بسيارتك فاذا هو مبلغ من المال كبير.
أما المسحراتي الكتناني فيقول: "الشهيد حامد هو من كان يستأجر لنا الطبل وقبل يوم من الشهادة قال لي أبشر سوف اشتري لك الطبل حتى ترتاح من قصة إيجار الطبل وكانت آخر زيارة عندما جاء إلى بيتي".
في الوقت الذي روي آخرين أنه كان ذات ليلة يتناول طعام العشاء في أحد مطاعم غزة وعند المغادرة لفت نظره امرأة عجوز تلملم بقايا طعام الناس "زوائد الشاورما" ظل يراقبها حتى انتهت وهمت لتغادر، فاستوقفها لسؤالها عما تقوم به.
وأخبرته: "والله يا بني ما عندي ولاد شباب وعندي بنتين صبايا وما في أي مصدر دخل وعايشة ببيت للإيجار"، ليخبرها أن تنتظره، فذهب واشترى طعام، وأجلسها بجواره، وقال لها دليني على البيت وصلوا البيت فوجد البيت غير صالح للإيجار".
ووجد بناتها أكملن دراسة الثانوية العامة بمعدلات رائعة إلا أن الوضع المادي لا يسمح لهن بدخول الجامعة وإتمام دراستهن فغادر وحضر في اليوم التالي حيث تم نقلهن إلى شقة جديدة، وتعهد بصرف راتب شهري لهن، وتبنى تعليم البنات حتى إنهاء الجامعة.