قال جنرال إسرائيلي "إن سلاح الهندسة القتالي التابع للجيش الإسرائيلي شهد ثورة في السنوات الأخيرة، تهدف إلى تكيف سلاح الهندسة مع ساحة المعركة الحديثة" جاء ذلك في مقابلة مع مجلة الدفاع الإسرائيلية حول المفهوم المحدث بالوسط الجوفي (الأنفاق) مع الجنرال إيلان صباغ كبير مهندسي الجيش الإسرائيلي، وقائد وحدة يهلوم الذي تولى قيادة العمليات المتعلقة بالأنفاق في قطاع غزة، وعملية الدرع الشمالي على طول الحدود مع لبنان يكشف فيها عن أسرار التعامل مع تهديد الأنفاق التي رصد فيها الجيش الإسرائيلي أنفاق حزب الله على طول الحدود اللبنانية.
وأضاف إيلان: "إن هذا الوسط يعد البعد السادس، بجانب الأرض والهواء والبحر والفضاء الخارجي والفضاء الإلكتروني، حيث يتوافق السلوك التشغيلي في الأنفاق مع قواعد مختلفة وينطوي على طرق تشغيل فريدة في الأنفاق، يمكن لأي شخص داخلها أن يفقد حواسه بسهولة: لا يمكنك أن ترى، لا يمكنك أن تسمع، يستغرق الأمر وقتًا للتكيف، لمعرفة ما يوجد هناك، والعثور على طريقك في الفضاء تحت الأرضي. وتستغرق وقتاً لتحديد موقع النفق والوصول إليه، والحفر، والتنقيب، والهبوط في أعماقه. كما أن اكتشاف النفق ليس نهاية الأمر، بمجرد رصدها تثار الأسئلة: إلى أين يتجه النفق؟ إلى اليمين؟ إلى اليسار؟ كم من الوقت؟ ماذا يوجد بداخله؟ من يتواجد فيه؟
وأوضح ايلان أن لكل نفق قصة: هيكله وطوله وحجمه وعمقه وشكله سمك الجدار والمعدات التي يحتوي عليها، ماذا كان يدور مع الحفارين عندما قاموا بالحفر بهذه الطريقة المحددة وليس بطريقة مختلفة؟ هل هو نفق دفاعي؟ نفق هجومي؟ هل هو نفق متفجر أم نفق قتال؟ ما هو هدفه؟ أين هي فتحة النفق؟
وأكد إيلان أن "عملية الدرع الشمالي استندت إلى الدروس المستفادة من العمليات المتعلقة بالأنفاق في قطاع غزة، ومنذ عام 2006 تم رصد وتدمير 15 نفقًا في الجنوب - سبعة أنفاق في عام 2007 وحده، كانت وحدة يهالوم ومقر الهندسة في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي مسؤولين عن كل هذه العمليات، وأن اكتشاف وتدمير الأنفاق بالتقنيات المتخصصة المطورة لهذا النشاط هي جزء من العقيدة التي نعلمها لجنودنا الحربيين وقادتنا، والتي هي في الأساس حرمان (العدو) عنصر المبادرة.
وأشار إلى أن "معالجة تهديد الأنفاق تتمتع بدرجة من الخطوات والإجراءات التي لا تشبه أي شيء موجود فوق سطح الأرض، والأهم من ذلك كله- الاحترافية: اليوم أقر الجميع بالفعل بأن حرب الأنفاق هي تخصص مهني عسكري - تمامًا مثل أي تخصص عسكري آخر - نحن نُعلم ذلك بشكل خاص لجميع عناصر سلاح الهندسة القتالية - من التدريب الأساسي إلى دورات تدريبية للقادة".
يُعد سلاح الهندسة القتالي التابع للجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن صياغة وتنفيذ العقيدة القتالية لحرب الأنفاق يستخدم المحاربون حاليًا منشآت متخصصة للتدريب على حرب الأنفاق، والدورات التدريبية المختلفة لجميع المستويات، واستخدام أنواع متعددة من المعدات وأنظمة الأسلحة والبنية التحتية وإعداد الأفراد النظاميين والاحتياطيين لهذه المهمة.
الأنفاق عالم عدم اليقين
وأوضح ايلان أن "سلاح الهندسة القتالي يميز بين خمس فئات من الأنفاق: أنفاق عبور الحدود، والأنفاق الإدارية، وأنفاق التهريب (بشكل رئيسي في قطاع غزة)، والأنفاق التي تخدم الأغراض الهجومية والدفاعية، والأنفاق المتفجرة، في عدة مناسبات واجه الجيش الإسرائيلي أنفاقاً متفجرة، في هذه الأنفاق يتم تخزين كميات هائلة من المتفجرات لتوليد انفجار قد يكون قاتلاً للوحدات الموجودة حول النفق".
وقال "بدأ سلاح الهندسة القتالي في تطوير قدراته، وقد أدى هذا الجهد إلى تطوير خمسة أنشطة هندسية فريدة من نوعها: وحدة الاستطلاع المتخصصة في الاستطلاع الهندسي. وحدة السامور، تتمثل خبرتها في إيجاد وتدمير أنفاق التهريب ومخابئ الأسلحة المخفية. وحدة التخلص من المتفجرات التي تزيل الألغام الأرضية والرؤوس الحربية للصواريخ، وتتعامل مع التهديدات النووية والبيولوجية والكيميائية. ووحدة سيفان، المتخصصة في الحرب البيولوجية والكيميائية.
وأضاف إيلان: "بعد فترة التدريب الأساسية، يبدأ محاربو الهندسة باكتساب المهارات المتخصصة وبعد ذلك يتم تكليفهم بإحدى الأنشطة الخمسة المذكورة أعلاه. يتم تصنيف النشاط داخل الأنفاق بدرجة عالية على مقياس الأولويات، حيث يتم تدريب المحاربين على العمل في الأماكن الضيقة المغلقة من خلال التدريبات داخل الانابيب. وخلال المراحل الأكثر تقدمًا في البرنامج التدريبي، يتجول المحاربون فعليًا في مركز تدريب متخصص، فالعمل بعمق الأرض ليس طبيعيا بالنسبة إلى الطبيعة البشرية. لقد ولدنا للمشي على الأرض، وليس للعمل تحت الأرض، فعند نزول الشخص في فتحة ضيقة داخل النفق فأنت لا تعرف أبدا ما -أو الذي -هو في انتظارك هناك.
وشرح إيلان أنه "بمجرد اكتشاف الأجهزة التكنولوجية وجود نفق، يطبق المحاربون في سلاح الهندسة القتالية مهاراتهم الفريدة تحت الجوفية: الإبحار (في النفق)، والتسلق (خارج النفق) والبَثْق الذي يُقصد به إحداث فتحات في النفق في حال وقوع إصابات ليتم إخراجها من النفق. خلال مراحل الإبحار والتسلق، يستخدم المحاربون حامل ثلاثي متخصص يزن بضع عشرات من الكيلوجرامات".
يقود قائد وحدة الهندسة في الوقت الحالي ثورة فعلية في سلاح الهندسة القتالي. تهدف العملية أساساً -إلى تكييف هذا السلاح مع العصر الحالي، وساحة المعركة الحديثة وأساليب القتال وتكتيكات القتال المتوقعة في المستقبل خلال فترات "الحرب بين الحروب" وحرب المدن.
وختم إلى أن ضابط الهندسة وقواتها ومعداتهم في أي مستوى يجب أن يقدموا حلولًا لجميع أساليب المعركة، تحت أي ظرف، وفي أي وقت وفي أي مكان. قد يُطلب منهم تقديم الدعم الهندسي لقوات المناورة في عمق أراضي العدو؛ للتعامل مع تحديات الانفاق؛ ولاستخدام المتفجرات؛ ولتحييد العبوات الناسفة؛ ولهدم البنى التحتية للعدو؛ ولمسح مواقع العدو؛ للانخراط في عمليات الهندسة القتالية بينما تتعاون عن كثب مع مناورة المشاة أو كتيبة مدرعة، وتقديم الدعم الهندسي الوثيق في الطريق إلى الهدف وكذلك على الهدف. سيُطلب من مشغلي الجرافات والجرارات / الحفارات أن يمسحوا ممرًا بين المنازل في أراضي العدو؛ حتى يتقدم المقاتلون عبر منطقة مبنية.
وتشارك الوحدات الهندسية في عمليات حماية الحدود من خلال إعداد البنية التحتية في المناطق الحدودية لبناء المواقع وإطلاق النار.