بيروت- قُدس الإخبارية: استثنى طلبة فلسطينيون في لبنان، فائزون في مسابقة تحدي القراءة العربي، من التكريم اللائق بقصر الاونيسكو والسفر إلى دبي بسبب كونهم "من أصل غير لبناني".
وذكرت مصادر مطلعة، والمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، أن عدد الطلبة الذين شاركوا في مسابقة تحدي اللغة العربية الذي تنظمه إمارة دبي على مستوى لبنان 11 ألفاً و440 طالباً وطالبة من 260 مدرسة، في القطاعين العام والخاص، في حين بلغ عدد المشرفين 390 مشرفاً.
وأوضحت المصادر، أن خمسة طلاب فلسطينيون من مدارس الأونروا وصلوا إلى المرحلة الثالثة، وهي "ما قبل النهائي" وفازوا ضمن لائحة العشرة الأوائل، فتمت دعوتهم الى حفل التكريم الذي يقام للفائزين على مستوى لبنان في قصر الأونيسكو قبل المشاركة في التحدي النهائي في دبي.
والطلبة هم: "مجد عرجاوي، مدرسة القسطل، بعلبك، سارة علي عجاوي، مدرسة يعبد، بيروت، سميحة محمد خزاعي، مدرسة وادي الحوارث، البقاع، مايا شاهين، مدرسة القسطل، بعلبك، شهد احمد قاسمو، مدرسة جفنا، البقاع".
وتابعت المصادر: "في هذا الحفل وقع الغبن والظلم على الطلاب الفلسطينيين حيث لم يتم تكريمهم بالشكل اللائق الذي أسوة بإخوانهم الطلاب اللبنانيين، كما حرموا من السفر إلى دبي للمشاركة في المرحلة النهائية، والسبب هو أنهم طلاب غير لبنانيين"، استقبل مدير عام الأونروا في لبنان، كلاوديو كوردوني، الطلاب الفلسطينيين الفائزين وذويهم وقام بتكريمهم لاحقًا.
وفي التفاصيل، قالت إحدى الأمهات والمشرفات على الطلاب الفائزين في مقابلة مع "شاهد"، "فور وصولنا إلى مكان التكريم في قاعة المحاضرات في وزارة التربية والتعليم، تم دعوة الطلاب "غير اللبنانيين" إلى الخروج من القاعة وتم تسليمهم شهادات وميداليات في الخارج قبل بدء التكريم وأبلغوهم أنهم لن يتمكنوا من السفر إلى دبي للمشاركة في التحدي النهائي كونهم لاجئين فلسطينيين، والجائزة لهم ستكون 100 دولار "مكرمة من اليونسيف"، حسب وصفهم. أما الفائزين اللبنانيين ستكون جوائزهم 1000 دولار، ثم طلبوا منهم الدخول والجلوس في القاعة.
وعندما حان وقت التكريم على المنصة تم تكريم الفائزين اللبنانيين واحدًا تلو الآخر ليتسلموا الشهادات مع ذكر مرتبة كل طالب واسم المدرسة التي ينتمي إليها، واسم المدرس المشرف عليه، وأخذ صورة لكل طالب. أما عن الفلسطينيين الفائزين فتم ذكر أسماءهم جميعا لاعتلاء المنصة دون ذكر مراتبهم أو أسماء مدارسهم أو المدرس المشرف عليهم فقط ووصفوا بالطلاب "الفائزين غير اللبنانيين".
وفي رواية إحدى المشرفات، "قاموا بتصويرهم صورة جماعية على المسرح وطلب منهم الجلوس. كما تم تكريم المدرسين المشرفين على الطلاب اللبنانيين أما المدرسين الفلسطينيين المشرفين فتم إرسال شهاداتهم إلى مدارس الأونروا حيث يعملون".
وتقول المشرفة على أحد الطلاب الفائزين إنهم اعترضوا خلال الحفل على هذا التمييز الذي وقع بحق أبنائهم وتحدثوا إلى السفير الاماراتي الذي كان مشاركا في الحفل فقال: "إن هذه الإجراءات من ترتيب وزارة التربية والتعليم اللبنانية ولاعلاقة لنا لكننا سننقل صوتكم"، فتوجهوا إلى السيدة هناء جمعة من مصلحة الشؤون الثقافية في وزارة التربية والتعليم وهي المنسقة العامة للمشروع معترضين على هذا الظلم والتمييز فقالت "اشكروا ربكم أن تمكنتم من الوصول إلى هذه المرحلة فأنتم غير لبنانيين".
بعد ذلك قام الطلاب الخمسة وأهلوهم في 19/4/2019 بزيارة المدير العام للأونروا السيد كلاوديو للاعتراض على ما حصل، فأبلغهم أنه سيتابع ما حصل وقام بتكريم الطلاب، كما قدم الأهالي شكوى للسفير الفلسطيني في لبنان.
من جهتها، اعتبرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، هذا الإجراء تمييز بحق الطلاب الفلسطينيين في مسابقة عربية، وإذ تعتبر عدم تكريم الطلاب الفلسطينيين انتهاك لقواعد حقوق الإنسان والتزامات لبنان الدولية لا سيما اتفاقية حقوق الطفل الدولية التي صادق عليها بموجب القانون رقم 20 الصادر بتاريخ 20/10/1990.
وأكدت المؤسسة أن الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في المدارس اللبنانية سواء الرسمية أم الخاصة أم مدارس الأونروا لهم الحق الكامل في المشاركة في كل المنافسات العلمية، وأن صفة لاجئ لا تعني مطلقا اسقاط صفة إنسان، وإن الصروح العلمية هي المكان الأفضل لشرح معاني حقوق الإنسان وتطبيقها.
وطالبت المؤسسة معالي وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب التدخل العاجل ومعالجة الأمر بحكمة إنصافا للعدالة واحتراما للكرامة الإنسانية، داعية إلى تسهيل سفر الطلاب الفلسطينيين المتفوقين إلى دبي، كي يلتحقوا بزملائهم وإخوانهم الطلاب اللبنانيين وكي يشاركوا في المرحلة النهائية.