نابلس- خاص قُدس الإخبارية: رحلت حنان نصر عيد "أم أيمن صوفان" بعد سنواتٍ طويلةٍ من الكفاح، تصدّرت خلالها مع عائلتها مشاهد التصدي للاستيطان وعَرّابيه وأخذت على عاتقها مواجهة ما يزيد عن 1200 مستوطن دخيل في "يتسهار" يبعدون عنها أقل من كيلو مترٍ واحد.
هناك على أطراف قرية بورين جنوب نابلس، في أقرب مكانٍ لا يُمكنك أن ترى سوى سقوف "القرميد" الإسرائيلية، يحتضن الجبل بيتاً يتيماً بل ربما يجوز القول "يحتضن البيتُ جبلاً يتيماً". حوّلت عائلة أم أيمن صوفان البيت لسجنٍ ولفّته بالسياج والأسلاك الشائكة كيْ تحمي نفسها من هجمات المستوطَنة الأكثر تطرفاً في شمال الضفة المحتلة.
يقول الصحفي سامر خويرة: "أول قصة صحفية أعددتها لقناة القدس في العام 2008 كانت عنها وعن صمودها الأسطوري، وزرتها عشرات المرات بعدها. صدمني الخبر، أم أيمن في ذمة الله".
ويتابع خويرة: "مئات القصص الصحفية كُتبت ومثلها من الصور التُقِطت للفقيدة حارسة الجبل، التي حمت بيتها في جبل سلمان بقرية بورين، ورابطت داخله على مدار عشرين عاماً، ولولا صمود أم أيمن وعائلتها في منزلهم لاستولى المستوطنون على أراضي الجبل كاملة".
أما الصحفي سامي الشامي، فعقّب:" يُسمّي الناس أم أيمن في بورين بسيدة الأرض وحارسة الجبل، لكن ألقاباً كثيرة تليق بمكانتها ووطنيتها، وهي تقاتل المستوطنين وتدافع عن بيتها"، مضيفاً:"حامية الحمى أم أيمن تعيش مع أبنائها في بيت وحيد بالقرب من الشارع الالتفافي الذي يربط نابلس بقلقيلية، وكثيرة جداً هي الهجمات التي نفذها المستوطنون على بيتها، لكنها وقفت سداً منيعاً وواجهتهم بالحجارة حتى دحرتهم كل مرة".
"الأرض تفتقد الأوفياء الذين قدروا قيمتها جيداً، وعرفوا معنى أن لا تترك أرضك وبيتك للمستوطنين"، يقول الشامي.
أما الناشط علاء حنني، فيقول:" مكثت مع عائلة أم أيمن لمدة ثلاثة أيام، وابنها الأكبر صديقي، كُنتُ أشاهد في عيونها قوة لا تستطيع الكلمات وصفها".
"لا ننام ليلاً سوى على شكل مناوبات، جزء من العائلة ينام وجزء آخر يسهر تحسباً لأي هجوم من المستوطنين، لكننا سنبقى شوكة في حلوقهم"، هكذا لخّصت الراحلة أم أيمن صوفان -في لقاء متلفز سابق- قسماً من مشهد الصمود الممزوج بالمعاناة.