الخليل- خاص قُدس الإخبارية: لم تشفع الشهادة الجامعية التي حصل عليها "حمزة" في تخصصه لتعليم المرحلة الأساسية، له في حصوله على وظيفته التي استحقها بعد نيل أعلى درجة في امتحان التوظيف، لأن الأمر لم يتوقف هنا.
يقول الخريج حمزة عبد المهدي الزهور (25 عامًا)، إنه تخرج من جامعة الخليل تخصص معلم مرحلة أساسية "معلم صف"، وتقدم بعدها للعمل بوظيفة أعلن عنها في ديوان الموظفين، كمعلم لشعبة الدعم الأكاديمي بمركز الشيخة فاطمة للتدريب المهني، التابع لوزارة التنمية الاجتماعية بالمحافظة، وبالفعل كان ذلك.
وأضاف في حديثه لـ"قُدس الإخبارية"، "ذهبت بالفعل قبل 5 شهور للتقدم للوظيفة المذكورة، وحصلت على أعلى علامة في كلٍ من الامتحان والمقابلة، وتلقيت اتصالًا بعدها للتهنئة بالتعيين، وقالوا لي: "جيب أوراقك وتعال"، متابعًا: "أخذتُ الحلوان والأوراق وذهبتُ إلى مقر الوزارة في رام الله وقعت العقد على أن أباشر في الأسبوع المقبل".
وأردف في حديثه، "انتظرت اتصالًا من الوزارة لمباشرة عملي، لكن ذلك لم يحدث بعد أسبوع من الانتظار، فاضطررت للاتصال بنفسي على الوزارة وحينها أبلغوني أنه عليّ تشييك أمني ويتوجب مراجعة الأجهزة الأمنية لذلك".
ووفقًا لزهور، "راجعت الأجهزة لشهور متواصلة بين تأجيل المواعيد من السبت للخميس، وإعطاء مواعيد بلا جدوى، وعندما تمت المقابلة اتهموني بالانتماء الحزبي وطلبوا مني الحديث عن عملي الجامعي ورفاقي وأنشطتي، دون أن يتحدثوا بنقطة التشييك الأمني لأجل الوظيفة، وهو ما جعلها الوظيفة تذهب كأنها لم تكن".
ويتابع حمزة لـ"قدس"، "تقدمت هذا العام لامتحان الوظيفة بوزارة التربية، بالرغم من فقدان الأمل بالحصول على الوظيفة هذه المرة أيضًا، فعدد المتقدمين تجاوز 52 ألف خريج، لشاغر ألف وظيفة، كما أن طبيعة الامتحان والأسئلة، هدفها الإقصاء وتقليل عدد الناجحين وليس التقييم والتعيين"، وفقًا للزهور.
وأشار الخريج الزهور، أنّه تأخر في تخرجه من الجامعة، نظرًا لتكرار اعتقاله من قبل الاحتلال والأجهزة الأمنية، منوهًا أن اعتقالاته سياسية وكان التحقيق معه فيها بانتمائه السياسي"، كما أن والده "مهدي" أسير لدى الاحتلال منذ 8 شهور على بند الاعتقال الإداري، وجرى تمديد اعتقاله مرة جديدة لأربعة شهور.
وأوضح الزهور، أنّه أكبر أخوته ومسؤول عن العائلة المكونة من 9 فتيات وابن صغير، بعد اعتقال والده، وهو يعمل سائق حافلة براتب 1700 شهريًا، مضيفًا: "أعمل في وظيفة لا تناسب تخصصي ولا مجالي، وأشعر بالقهر لأنني فقدت وظيفة مستحقة بعدما حصلت عليها بتعبي وجدراتي ثم اضطر للعمل عند الناس براتب زهيد".
والخريج المحرر "حمزة عبد المهدي بدوي الزهور"، (25 عامًا)، من بيت كاحل بالخليل، متزوج وأب لطفل، درس بجامعة الخليل، تخصص معلم مرحلة أساسية (معلم صف)، لكنّه حرم من وظيفه نظرًا لما يسمى "التشييك الأمني".