طولكرم- خاص قُدس الإخبارية: اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مساء الخميس الماضي، الأسير المحرر عبد الفتاح بدير، من محافظة طولكرم شمال الضفة المحتلة.
حدث ذلك عقب توجهه لتهنئة المحرر هادي الهمشري من مدينة طولكرم، بسلامته بعد 16عامًا من الاعتقال، وذلك برفقة أشقائه "سيد قطب، وإسلامبولي" وفي أجواء وديّة وطبيعية، في البداية.
يقول شقيقه سيد قطب، في حديثه لـ"قُدس الإخبارية"، "ذهبنا ثلاثتنا معًا، لتهنئة الأسير الهمشري بالحرية، وكان يتواجد بالديوان حيث مكان الاستقبال، عددًا من قيادات حركة فتح وضباط بالوقائي والمخابرات، بجوٍ فلسطيني وأجواء ودية عامّة، لكننا تفاجئنا بما حصل بعدها بدقائق".
وأوضح أنه وفور خروجهم من الديوان، مساء الخميس الساعة الثامنة والنصف، وبينما كانوا يهمّون بتحريك مركبتهم رجوعًا إلى المنزل، حتى باغتتهم قوة مسلحة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية مكونة من 4 مسلحين، مضيفًا "أحد عناصر الأجهزة الأمنية سحب أقسامًا من السلاح أمامنا، ووضع السلاح في رأسنا، طالبًا منّا النزول".
وأضاف: "سحبونا خارج سيارتنا، وبدأ الصراخ والتهديد بالسلاح، طلب أحدهم منا تسليم الدكتور، فقلنا له إن هناك خللًا فلا أحد منا طبيب، سيد وإسلامبولي مهندسان وعبد الفتاح ليس دكتورًا، لكنه أصرّ على ذلك حتى أخذوا عبد الفتاح بطريقة مهينة وقذرة".
وبحسب حديث سيّد، قال، "بعدما اعتقلوا شقيقي عبد الفتاح، عدنا إلى الديوان مرة أخرى، للحديث مع الناس الذين كنا معهم قبل دقائق ووضعهم بالصورة"، مضيفًا "قلت للموجودين في المكان، إنه من العيب جدًا وأنتم بجهاز أمني، أن يجري اعتقال شاب كان بينكم قبل دقائق، هذه إهانة لكم أولًا".
ووفقًا لسيد، فإنهم تلقوا وعودات بالإفراج عنه بعد ساعات، وأنه لا شيء يدينه، وليس هناك قضية أصلًا، وبعدها بدأت المماطلات، بأن الخميس بعده إجازة والسبت المدير لم يحضر، حتى جاء يوم الأحد على أمل الإفراج عنه، لكنهم تفاجأوا بتمديد اعتقاله 15 يومًا.
"بعد اتصالات مع الأجهزة وعبر وسطاء، قالوا إن عبد الفتاح كان قد تحدث مع زملائه بنقاش سياسي عادي حول القمع والاعتقالات في غزة والضفة، ولهذا قرروا اعتقاله هذه المرة أيضًا، للمرة الأربعين"، يقول شقيقه.
ونوّه إلى أن الأجهزة الأمنية تطلق حقدها تجاه عائلة الشهيد الشيخ رياض بدير، عبر تواصل الملاحقات والاعتقالات التي طالت كافة أبنائه "سيد قطب، وعبد الفتاح وإسلامبولي، والقسّام"، وذلك لعشرات المرات تحت ذرائع واهية عن إثارة النعرات والكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الحديث عن قضايا سياسية، وجميعها لا تمثل تهمة حقيقية.
وأكد أن العائلة بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية تبدأ بالاعتصام شبانًا ونساءً وأطفال أمام مقر جهاز الوقائي، للمطالبة بالإفراج عنه، مشيرًا إلى أنّهم لا يثقوا بالوعودات التي يتم تقديمها، وأنهم لن يسكتوا.
والمعتقل عبد الفتاح بدير، من طولكرم، هو أسير محرر أيضًا، اعتقل في سجون الاحتلال 4 مرات، وهو نجل الشهيد رياض بدير أبرز المقاومين في معركة جنين، باع ممتلكاته ليشتري سلاحًا، وارتقى باشتباكٍ مع الاحتلال.