رام الله – خاص قدس الإخبارية: مع مرور العام الأول لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار بغزة، شهدت هذه الفترة منعطفات ومراحل عديدة عايشتها المسيرة والهيئة الوطنية العليا القائمة عليها وحتى الفصائل الفلسطينية المختلفة.
وخلال هذه الفترة كانت التحديات كبيرة لهذه الحالة الوطنية التي أوجدها الفلسطينيين في قطاع غزة لإعادة الاعتبار لقضيتهم التي مرت في السنوات الأخيرة بمراحل انطفاء بفعل ما يجري في المنطقة العربية والإقليمية.
ويرى محللون أن مسيرات العودة حققت العديد من النجاحات في عامها الأول رغم كل الظروف المحيطة بها وعلى رأسها أنها أعادت الاهتمام بالقضية الفلسطينية وجذبت الأنظار لها مجدداً إلى جانب حالة التنسيق المشتركة بين الفصائل.
ووفقاً لهؤلاء فإن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار وبعد مرور عامها الأول فإنها ستتواصل بأدوات وبطرق مختلفة خصوصاً أنها باتت خياراً مهماً بالنسبة للفصائل الفلسطينية في ضوء الواقع السياسي القائم حالياً وما تشهده المنطقة.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ "شبكة قدس" إن مسيرات العودة أعادت الاهتمام بالقضية الفلسطينية بعد سنوات من النسيان لا سيما في ضوء ما تشهده المنطقة حالياً وأعادت الأنظار تجاهها بعد فترة من الإهمال.
وأوضح الصواف أن مسيرات العودة ساهمت في إيجاد حالة جديدة من خلال ما قدمته من نموذج جديد للمقاومة الشعبية عبر مشاركة جماهيرية واسعة وأرغمت الاحتلال في مرات كثيرة على الاستجابة لبعض المطالب الخاصة بتخفيف الحصار.
وتوقع الصواف أن تتواصل مسيرات العودة خلال الفترة المقبلة وأن يعمل القائمون عليها على تطويرها بأشكال وأساليب متعددة من أجل تحقيق كامل الأهداف الوطنية بدءاً من رفع الحصار الإسرائيلي المفروض مروراً بباقي الأهداف.
وتابع قائلاً: "المسيرات أسهمت إلى حد ما في تجميع الفصائل الفلسطينية من خلال الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى بالرغم من عدم توافق الخطاب الإعلامي في الكثير من المرات فيما بين الفصائل المشاركة".
وعن المآخذ التي تسجل على المسيرات، علق الكاتب والمحلل السياسي قائلاً: "كان من المفترض أن يتم تقليل أعداد الشهداء والجرحى فاستشهاد نحو 280 فلسطينياً وإصابة عشرات الآلاف بجراح متفاوتة يعتبر ثمناً كبيراً كان الأجدر أن يخفض".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن مسيرات العودة كحالة فلسطينية جذبت الاهتمام بالقضية الفلسطينية من خلال كونها فعل جديد مختلف عن سابقه من الأفعال وأسلوب يعتمد على المقاومة الشعبية.
وأوضح عرابي لـ "شبكة قدس" أن الشق السلبي في المسيرات كان متعلق بكون هذه المسيرات محصورة بمنطقة جغرافية في غزة فقط، فلو شاركت الضفة لرفع الحصار عن غزة سريعاً ونتيجة للانقسام السياسي القائم تعتبر الفترة الطويلة للمسيرات كبيرة.
وأضاف قائلاً: "الشق الإيجابي يتمثل في أن هذه المسيرات أوجدت حالة ضاغطة على الاحتلال وأسهمت في توحيد الفصائل من غرفة العمليات المشتركة للمقاومة أو من خلال الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وعززت عنصر التنسيق المشترك".
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي فإن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار ستستمر في غزة وستحافظ عليها حركة حماس والفصائل الأخرى كوسيلة نضالية ومقاومة شعبية مع القيام بتطوير بعض أدواتها المستخدمة على غرار الإرباك الليلي والبالونات الحارقة.
ويبين عرابي أن أحد العقبات التي اعترضت تحقيق المسيرات لكامل أهدافها هي البيئة المعاندة سواء محلياً أو إقليمياً الأمر الذي أطال أمد المسيرات لفترة كبيرة وعزز من أعداد الشهداء والإصابات، إلا أن المسيرات قادرة على الوصول لأهدافها وتحقيقها.
وتنوعت الأشكال والمراحل التي مرت بها المسيرات منذ انطلاقتها حيث كانت صفارة البداية في 30 آذار/ مارس 2018 بمسيرة مهيبة أعادت للأذهان مشهداً من مشاهد النكبة عام 1948 من خلال زحف بشري كبير قبل أن تتطور لفعاليات أخرى من خلال فعالية مركزية كل جمعة بالإضافة لحراك ومسير بحري عدا عن وحدات البالونات الحارقة والإرباك الليلي وقص السياج وغيرها