لم تعد صورة الماضي ذاتها لدى الكيان الصهيوني، عِلماً بأن طبيعة البيئة الجيو-استراتيجية التي تُعاني منها لم تتغيّر بصورة مبدئية حيث يُعدّ التهديد الذي يطال الجبهة الإسرائيلية الداخلية، العسكرية والمدنية معاً، في ضوء المُعطيات الجيو- استراتيجية التي تعيشها إسرائيل، ومن القدرة التي باتت تمتلكها قوى المقاومة للمس بالأهداف على أراضيها، كابوساً يؤرِق دولة الاحتلال.
لذلك تزداد الشكوك يوماً بعد يوم حول أداء القبة الحديدية مع توالي سقوط الصواريخ في عمق العدو فالقبة الحديدية لا تفعل ولا تعترض مع أن مداى الصواريخ التي اطلقت على هشارون وقوّتهما كانت مفاجئة للاحتلال.
الاحتلال الصهيوني عسكره ومدنيه نفسهم يعون أن القبة الحديدية باتت غير كافية لصد الهجمات الصاروخية، سيّما مع تطور قدرات المقاومة خلال السنوات الماضية وامتلاكها صواريخ تصل إلى أي نقطة من فلسطين المحتلة، وكأني برسالة اليوم سواء كانت متفق عليها او غيره أتت لتذكرهم وتحطم جبروت "إسرائيل" وغباءها الذي قد يتكرر بالاستخدام العسكري والعدوان، وأنه سوف يحل لهم كل المشاكل مع المقاومة لتقول لهم إن إخطأتم التقدير، هل أنتم قادرون على حماية جبهتكم الداخلية؟ هل أنتم قادرون على حماية مطاراتكم، قواعدكم العسكرية، موانئكم ..؟
بالتالي من الواضح أن التهديد على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، سيكون أخطر بكثير، في أية مواجهة قادمة، والسبب الأساسي لذلك ليس زيادة كميات الصواريخ وقذائف الهاون، التي يمكن أن تسقط على "إسرائيل" بل الفعالية القاتِلة لهذه النيران، نتيجة لذلك، الخسائر والأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية المدنية والعسكرية لـ”إسرائيل” قد تزيد مئات الأضعاف.
في الخلاصة، هناك أزمة حقيقية لدى إسرائيل على هذا الصعيد، وفي المستقبل غير البعيد سيجد الجيش "الإسرائيلي" صعوبة في تشغيل الخُطط العملياتية والهجومية التي بلورها في البر والبحر، بقوّة وبنجاعة كاملتين، بهدف إسكات أو تقليص إلى حد كبير الخسائر والأضرار التي ستلحقها قوى المقاومة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، وذلك أن الفجوات في تجهيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية للحرب لا تزال واسعة جداً.