نابلس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: في اليوم التالي لنشر حركة الشبيبة – الذراع الطلابي لحركة فتح - بياناً بحظرها الكتلة الإسلامية – الذراع الطلابي لحركة حماس- كشفت إدارة جامعة النجاح في نابلس عن قرارها بتجميد الأنشطة الطلابية لكل من حركة الشبيبة والكتلة الإسلامية.
وأكدت إدارة جامعة النجاح أنها أبلغت ممثلين الكتلتين بقرارها قبل عدة أيام، ولكن لماذا أصدرت الشبيبة بيان ينص على حظر الكتلة الإسلامية؟ وماذا وراء هذا البيان؟
ففي 17 آذار، نشرت حركة الشبيبة الطلابية بياناً لها تحت رقم (1) بعد ساعتين من قرار الجامعة حظر أنشطة الكتل الطلابية، أوضحت فيه قرارها بحظر الكتلة الإسلامية وإغلاق مقراتها، معتبرة ذلك، "حظراً لسياسية عصابات حماس في قطاع غزة التي لا نتمنى أن تنقل إلى الضفة حفاظاً على الدم الفلسطيني والنسيج الاجتماعي"، لتشير في النقطة الرابعة في البيان أن قرار حظرها الكتلة سيكون ضمن مجموعة خطوات ستقوم بها، "ما سنقوم به من خطوات ليس من باب الفرقة والتفرقة، وإنما من باب إرسال رسالة للمستهترين بأن الضفة وغزة وطن وواحد لا يمكن قسمته".
البيان تجاوز صلاحيات الشبيبة ككتلة طلابية تقوم بحظر كتلة أخرى، متجاهلة الرجوع للقانون والقضاء أو حتى قانون الجامعة الذي ينظم عملهم ككتل طلابية، لتختم الشبيبة بيانها مؤكدة مجدداً على قرارها، "لن نسمح بأن يكون هناك أي امتداد لعصابات حماس داخل جامعة النجاح حتى يعودوا إلى رشدهم".
الشبيبة: حظر الكتلة جاء بسبب موقفها من غزة
رائد الدبعي من قيادة حركة الشبيبة الطلابية في الضفة المحتلة، أكد لـ قدس الإخبارية، على أن القرار الذي اتخذته الشبيبة في جامعة النجاح لا يعمم على كافة الجامعات، وإنما اتخذ داخل أسوار الجامعة فقط، وقال، "الشبيبة ومنذ انقلاب حماس، أصرت وعملت على استمرار الحياة الديمقراطية داخل الجامعة، ودعت الكتلة لمشاركتها في الأنشطة الوحدوية حول المقاومة والقدس والأسرى، كما أكدت على مشاركتها في مجالس اتحاد الطلبة".
وبين أن إصدار الشبيبة بيان حظر الكتلة الإسلامية، جاء بعد رفض الثانية إصدار موقف إزاء ما يدور في غزة من أحداث أخيرة أسوة بباقي الكتل الطلابية، وخاصة بما يتعلق بأحداث جامعة الأزهر واعتداء حماس على الطلبة والطالبات، مضيفاً، "الكتلة الإسلامية رفضت التوقيع على بيان الكتل الطلابية، كما رفضت إصدار موقف واضح والوقوف مع الشباب الثائر في غزة".
وقال، "الشبيبة اعتبرت رفض الكتلة الإسلامية هو موافقة ضمنية على ما يرتكب في غزة من اعتداءات على المؤسسات التعليمية، وقد اجتهدت وأصدرت هذا القرار"، مبيناً أن القرار كان كصرخة لمؤسسات المجتمع المدني ونجح في تحريك المياه الراكدة ولفت الأنظار لما يدور في غزة.
وعن مدى قانونية حظر كتلة طلابية لأخرى، علق الدبعي، "وهل يحق لحماس اقتحام الجامعات وسحل الطلبة؟ وهل يحق لها أن تمنع الطلبة من ممارسة حقهم باتحادات الطلبة؟ وهل يحق لحماس أن تتصدى للناس الذي يطالبون بالحرية والكرامة"، متابعاً، "رغم أن الكتلة الإسلامية هي كتلة أقلية حسب الانتخابات الأخيرة، إلا أننا نحترمها ونحترم وجودها، فالشبيبة تؤمن بالتعددية وتؤمن أن الكتلة من مكونات الحركة الطلابية، كما تؤمن أن الشبيبة جزء أساسي من الحركة الطلابية في غزة"
وعن قرار إدارة جامعة النجاح بحق الكتلتين، قال الدبعي، "إدارة جامعة النجاح انتصرت للمصلحة العامة، والشبيبة تحترم هذا القرار، وتدعو الكتلة الإسلامية لممارسة نشاطاتها تحت إطار مجلس اتحاد الطلبة، حيث لها 30 مقعداً".
وقالت الشبيبة في بيان لها، "واهم من يعتقد أن واقع الحركة الطلابية في قطاع غزة مفصول عن الضفة الغربية.. التضامن والانتصار لحق طلبتنا وأهلنا في قطاع غزة يعتبر واجبا شبابيا لن تتقاعس حركة الشبيبة الطلابية من قيادته عبر كبرى جامعاتها في"، مشيرة إلى أن موقف الشبيبة يعتبر صرخة مدوية، باسم الشباب الفلسطيني في قطاع غزة.
الكتلة الإسلامية: نحن محظورين منذ الفصل الماضي
حظر الكتلة الإسلامية لم يبدأ بقرار من الشبيبة، فسبق أن جمدت إدارة جامعة النجاح نشاطاتها منذ عام 2007 عدة مرات، فيما شهد الفصل الدراسي الماضي حظر كامل لنشاطات الكتلة، والتي حاولت الحصول على قرار باستئناف نشاطاتها مع بداية الفصل الدراسي الثاني بعقد معرض القرطاسية الدوري الذي تنظمه منذ عام 2013، إلا أنها مُنعت من تنظيمه للمرة الثانية على التوالي.
عضو مجلس الطلبة عن الكتلة الإسلامية، إبراهيم شلهوب بين لـ قدس الإخبارية، أن إدارة الجامعة رفعت الحظر التي تفرضه على نشاطات الكتلة وأبلغتها أنه بات بمقدورهم استكمال أنشطتهم الخدماتية والطلابية، ورغم ذلك إلا أن عمادة شؤون الطلبة كانت ترفض السماح للكتلة بتنفيذ بعض النشاطات، أو تطالبهم بتأجيل عقدها، "عندما كان يسمح لنا بعقد النشاط، كنا نتفاجأ بعناصر أمن الجامعة يقومون بسحب الطلبة ومصادرة بطاقاتهم الطلابية إلى مكتب مدير الأمن وإجبارهم التوقيع على تعهدات بعدم القيام بأي نشاط داخل الجامعة".
وحسب الكتلة الإسلامية فقد تكرر إجراء أمن الجامعة نحو 15 مرة حتى الآن، وكان آخره 17 آذار رغم أنه كان نشاطاً مرخصاً من قبل عمادة شؤون الطلبة، وكان عبارة عن نشاط توزيع "كيك" على بعض القاعات.
ويكشف شلهوب أن مدير الأمن أصدر قراراً بطرد طالب رفض التوقيع على التعهد وحرمانه من دخول حرم الجامعة، إلا أن الطالب تمكن من العودة مجدداً بقرار من رئيس الجامعة، مشيراً إلى أنه طرد في اليوم التالي أحد الطلبة من مكتب رئيس الجامعة إلى خارج الحرم الجامعي، رغم وجود موعد مسبق، لذات الأسباب.
وقدمت الكتلة الإسلامية خلال الأشهر الماضية طلبات لعمادة شؤون الطلبة لتسمح لها بعقد ندوات مختلفة حول مدينة القدس والمسجد الأقصى وقضية الأسرى، إلا أنها رفضت منحهم ترخيص بعقدها، "الكلمة الوحيدة التي كنا نحصل عليها من القائم بشؤون رئيس الجامعة، المطالبة بتأجيل النشاط، تحت حجة أن الأوضاع لا تسمح" يقول شلهوب.
عساف: حظر كتلة طلابية لأخرى لا معنى له
عضو لجنة حريات، خليل عساف بين لـ قدس الإخبارية، أن الكتل الطلابية مسموحة بالقانون، وحظرها لا يتم إلا ضمن ما يسمح به القانون، إلا أن حظر كتلة لكتلة هو أمر بدون معنى ولا تفسير له، "بيان الشبيبة هو نقل مشكلة من مكان لمكان وتوسيع مشكلة في غزة يسعى الكل لحلها، والتعاطف مع غزة لا يكون ببيان كبيان الشبيبة بالمطلق".
وأضاف، "حظر كتلة تعمل ضمن القانون وبشراكة تاريخية بسبب أحداث في غزة، هو أمر غير مفهوم، ويخلق مزيد من العدائية، ويصادر حق انساني ووطني.. من يحظر ومن يمنع هو القضاء فقط، ولا يحق لأحد أن يلغي فلسطينية الآخر".
صباح 17 آذار، أبلغ القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح، ماهر النتشة الكتلة الإسلامية بقراره حظر نشاطها والشبيبة الطلابية، إلا أن الشبيبة نظمت نشاطاً بعد بساعات من الاجتماع.
ورغم عدم وجود قرار بإغلاق مقرات الكتلتين الطلابيتين بما فيها المتخصصة بتوفير خدمة التصوير والطابعة للطلبة، إلا أن الكتلة الإسلامية قررت إغلاق مقرها بعد بيان الشبيبة الطلابية، يعلق شلهوب، "قررنا إغلاق مقر التصوير لتجنب أي فتنة يحاولون جرنا إليها".
النتشة: مقرات الكتل ستبقى مفتوحة
القائم بأعمال رئاسة الجامعة ماهر النتشة قال في حديث إعلامي، "الجامعة في وضع مستقر، ولكن الأحداث التي تدور في غزة قد تنعكس على الوضع في الجامعة.. وبسبب الاحتقان لدى العديد من الطلاب، ارتأينا تجميد نشاطات حركة الشبيبة والكتلة الإسلامية".
وبين النتشة أنه أبلغ ممثلي الكتلتين الطلابيتين بقرار إدارة الجامعة، وطالبهما بتنفيذ نشاطاتهم من خلال مجلس الطلبة، "بخصوص المقرات، لا يوجد لدينا قرار بإغلاقها.. نأمل من جميع الأطراف مراعاة مصلحة الجامعة واستقرارها، وقريباً سترجع كل الكتلة لممارسة نشاطاتها"، إلا أن النتشة لم يحدد مدى قرب قرار رفع الحظر عن النشاطات الطلابية.
ورغم حرم الجامعة لم يشهد توترات بين حركتي الشبيبة والكتلة الإسلامية بشكل مباشر، إلا أن النتشة كرر عدة مرات مصطلح "مستقر" واصفاً وضع الجامعة، كما كرر مطالبته "بمراعاة مصلحة الجامعة واستقرارها".
محاولات تكميم الحراك الطلابي الموحد
مجدداً يطرح طلبة جامعة النجاح تساؤلاتهم حول مساحة الديمقراطية التي تمنحها لهم الجامعة، في ظل استمرار تأجيل الانتخابات وقرارها الجديد بحظر الكتل الطلابية، ولماذا قد تنعكس الأوضاع في غزة على وضع جامعة النجاح إلا أنها لم تنعكس على جامعة بيرزيت على سبيل المثال، والتي تستعد لعقد انتخاباتها الدورية منتصف شهر نيسان المقبل.
وقد أطلق طلبة في النجاح الحراك الطلابي الموحد الذي يطالب بعقد انتخابات دورية لمجلس الطلبة، وحل مجلس الطلبة الحالي الذي انتهت ولايته منذ عدة شهور، إلا أن إدارة الجامعة قابلت هذه المطالبات بقرارها فصل أحد نشطاء الحراك قبل أن تتراجع عن ذلك.
جاسر دويكات أحد نشطاء الحراك الطلابي الموحد قال لـ قدس الإخبارية، "هذه مطالبات عادلة، وهذا صوت الطلاب، لم يخطأ أي منا عندما طالب بعقد انتخابات للمجلس"، مشيراً إلى أن الحراك نشط بما يتناسب مع قوانين الجامعة، ورغم ذلك تم معاقبتهم، "إذا استمر قرار معاقبتنا فسنلجأ للقضاء".
وأصدرت إدارة الجامعة قرار بمنع جاسر من دخول حرمها، إلا أنه انتزع قراراً يسمح له باستئناف عودته للجامعة ورفع قرار المنع عنه، وبين دويكات أن قرار منع دخول الجامعة طال طاب آخر، إلا أنه وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن حالات أخرى، "أي طالب سيتم معاقبته على خلفية مشاركته في الحراك، سيتوجه مباشرة إلى القضاء.
وأكد دويكات على أن الحراك الطلابي ليس بكتلة طلابية أو تنظيم بل هو حراك يسعى لنيل مطالب محددة، وهو يجمع طلبة من كافة الكتل الطلابية، مشيراً إلى يطالب بحل المجلس الطلابي الحال وعقد مجلس انتقالي مكون من كافة الكتل الطلابية تحضيراً لعقد انتخابات ديمقراطية.
وعن سبب غياب الانتخابات وتأخرها، علق دويكات، "إدارة الجامعة مطلوب أن تكون أكثر وعياً وتوفر مساحات واسعة لممارسة الديمقراطية، وتربي الأجيال على ممارسة هذا الحق وليس تربيتهم على الرأي الواحد والقمع"، مضيفاً، "سنضغط بكل الطرق والوسائل القانونية حتى تسمع إدارة الجامعة لمطالبنا كطلاب وليس ككتل طلابية وتسمح لنا بممارسة حقنا بالانتخابات".