شبكة قدس الإخبارية

عملية سلفيت.. قراءة في الدلالات العسكرية

82716
عدنان أبو عامر

​حملت عملية سلفيت أبعادا متقدمة في استخدام أساليب جديدة ومتطورة باستهداف جنود الاحتلال والمستوطنين، فقد بدأت بعملية طعن، مرورا بالاستيلاء على سلاح أحد الجنود، ثم إطلاق النار من خلاله، واستهداف جنود ومستوطنين.

بعيدا عن التوثيق اليومي للأخبار والهجمات المسلحة التي تشهدها الضفة الغربية، فإن عمليات إطلاق النار تتم بشكل يومي، وتحمل الإحصاءات الإسرائيلية والفلسطينية أرقامًا لإجمالي حوادث إطلاق النار التي تتم ضد أهداف عسكرية واستيطانية، رغم حالة الاستنفار العسكري الذي يبديه جيش الاحتلال في عموم أرجاء الضفة الغربية.

تعتبر عملية سلفيت، كسواها من باقي العمليات التي تأخذ شكل إطلاق النار على مستوطنة حينًا، وعلى موقع أو برج عسكري حينًا آخر، وعلى سيارة عسكرية أو قافلة استيطانية حينًا ثالثًا، أو أي هدف إسرائيلي يتاح لفصائل المقاومة، وقياسًا لمستوى هذه العمليات وتخطيطها وطبيعة الهدف الخاص بها تكون نتائجها، فالتخطيط الجيد يقود إلى تنفيذ جيد، وبالتالي إلى نتائج جيدة في معظم الأحيان.

هذا اللون من العمليات قد يقدر عليه الجميع، لأنه لا يقتصر على ذوي الانتماء الحزبي والتأطير التنظيمي والعاملين في قوى المقاومة الذين تسعفهم وتمكنهم حدود قدراتهم وإمكاناتهم على تخطيط وتنفيذ العمليات النوعية، واقتحام المستوطنات النوعية، بل يجري الأمر على أي فلسطيني يريد التصدي للاحتلال، فيندفع حائزًا السلاح بداية، لينقض على أي هدف إسرائيلي، عسكريًا كان أم استيطانيًا، بأقل قدر من التعقيدات الإجرائية والتنظيمية التي تفرض نفسها في سلك العمل المقاوم المنظم.

هذا اللون من العمل العسكري المقاوم يلقى قبول الجميع، ويؤكد أنه لا غنى عنه للمقاومة، رغم بساطته، وقلة التعقيدات الكامنة فيه، فهو يكرس شكلًا أساسيًا من أشكال العمل المقاوم التقليدية، وفي ذات الوقت يحقق مستوى واسعا من الانفتاح الشعبي على الانخراط في المقاومة عبر تبني هذا الأسلوب الذي يقترب من إمكانات وقدرات الجماهير. ومع ما يقلق إسرائيل من عمليات الكمائن والقنص نوعية الأهداف التي يختارونها، فخبرتها وقدرتها تشير لقدرة عسكرية تستحق الثناء، فالعمليات كانت بحاجة لرصد، إعداد، ومنطقة داعمة تمكن السمك من الغوص في مياهه. إن عملية سلفيت التي تعتبر من نوعية عمليات إطلاق النار واستهداف الجنود والمستوطنين، يعني استنزافًا للآلة الحربية الإسرائيلية، وبالتالي الهجوم على ما يعرف بـ"كبرياء" الجيش الإسرائيلي، وعلى مستوى الصراع الإعلامي الدولي. كما أن نجاح هذه العمليات توجه ضربة قاسية لكبرياء الجيش الإسرائيلي، وإلى صورته التي لا تهزم، وإلى قوة ردعه، وإذا استمرت هذه العمليات فلا ريب أنها قد تؤدي لزيادة جرأة الخلايا وتماديها، وقد تشجع شبانا فلسطينيين آخرين على الانضمام لصفوفها.