شبكة قدس الإخبارية

"وضعوا البارودة في ظهري".. الطفل أبو مسلم يروي تفاصيل اعتقاله

الموقع
هيئة التحرير

رام الله المحتلة – خاص قدس الإخبارية: "قيدوا يدي، وعصبوا عيني، ووضعوا البارودة في ظهري"، يكرر الطفل محمد أبو مسلم (10أعوام) ذات الكلمات مجدداً، محاولاً اختصار رواية ما تعرض له بعد اعتقاله من قبل قوات الاحتلال في العاشر من آذار الجاري.

فخلال مواجهات عنيفة شهدتها مدينة البيرة إثر تشييع جثمان الشهيد سماح مبارك، داهمت قوات الاحتلال منزل عائلة أبو مسلم في واعتقلت نجلهم محمود (19 عاماً)، وبدأت بمساومة العائلة بالإفراج عنه مقابل تسليم محمد (10أعوام) قبل أن تعتقله خلال تواجده بالقرب من منزله.

ينفي محمد شعوره بالخوف إلا أن ما زال يذكر ارتعاش جسده، فيروي بكلماته الطفولية المختصرة لـ قدس الإخبارية، "لم أخف منهم، ولكني بردت كثيراً.. ضربوني على ظهري بالبارود وظل الجندي يدفعني بها".

WhatsApp Image 2019-03-12 at 3.23.35 PM
 

أخضع المحققون محمد لتحقيق مكثف، كرروا خلاله أسئلتهم عليه والتي تمحورت حول مشاركته بالمواجهات وإلقاء الحجارة، إلا أنهم لم ينتزعوا من الطفل شيئاً، واكتفوا بحجزه لساعات عدة في معسكر "بيت أيل" بعدما نقلوه من مستوطنة "بسغوت". يقول محمد، "كان الجنود يرقصون حولي، وظلوا يغنون بأصوات عالية".

في زاوية غرفة التحقيق، أجبر جنود الاحتلال محمد على الوقوف ليشاهد تناوبهم على ضرب ابن عمه محمود، قبل أن يفرج عنه بعد نحو 11 ساعة ليعود ويروي لعائلته ما مر به ومحمود.

نظمية أبو مسلم والدة محمد تقول لـ قدس الإخبارية، إنها فقدت قبل عامين أحد أطفالها الذي كان مصاباً بمرض السرطان، ليقع عليها وزوجها مطالبة جنود الاحتلال بتسليمهم ابنهم محمد كالصاعقة، وهو ما رفضوه بشكل قاطع، "اعتدوا على زوجي بالضرب ودفعوه أرضاً خلال محاولته انتزاع محمد من بين أيديهم.. كما وحضر باقي أفراد العائلة وحاولوا سحب محمد إلا أننا لم نتمكن من ذلك".

ساعات عصيبة مرت على نظمية وعائلتها خلال انتظار الإفراج عن محمد الذي عاد إليها ليحدثها تفاصيل ما مر به، تفاصيل يرويها لوالدته بين الساعة والأخرى، تقول نظمية، "أخبرني محمد أنه كان يتوسل إلى الجنود لذهب إلى الحمام إلا أنهم رفضوا السماح له لعدة ساعات".

وتبين نظمية أن محمد بطفولته لم يكن واعياً تماماً لما يدور معه، وقد كان ينادي الجنود "عمو"، تقول، "أخبرني محمد عن محاولته إزالة العصبة عن عينيه والنظر إلى السماء خلال احتجازه في ساحة المعسكر، إلا أن الجندي كان يقترب منه في كل مرة ويشد العصبة مجدداً ويجبره على خفض رأسه".

وتروي نظمية أن محمد ما زال مصدوماً بما مر به، ويريد أن يحدثها طيلة الوقت بتفاصيل ما مر به، "أخذته على المستشفى، لأني عجزت ماذا أفعل له وكيف أتعامل معه.. لم يذهب إلى المدرسة منذ أيام، حاول اليوم الذهاب للتوقف عن التفكير، إلا أن معلمته أخبرتني أنه ما زال مصدوما، وغير قادر على التركيز بدروسه".

في إحدى زوايا المنزل يقف محمد ليعيد لوالدته كيف كان مكبل اليدين ومعصوب العينين، كيف كان الجنود يضربون محمود أمامه، وكيف كانوا يرقصون ويغنون حوله، "محمد ما زال خائفاً، يفكر كثيراً بما حصل معه.. يريد أن يظل يروي لي ماذا حدث له".

وتبين أبو مسلم أن العائلة تتعرض باستمرار لاعتداءات جنود الاحتلال لقرب منازلها من مستوطنة بسغوت، فيما تشعر العائلة بالخوف المستمر على حياة النساء الحوامل والأطفال الرضع من الاختناق بقنابل الغاز التي يتم إلقائها بشكل كثيف واستهداف المنازل بها، "حياتنا ليست طبيعية أبداً، دائما قلقون من جنود الاحتلال واعتداءاتهم.. حتى لعب الأطفال في الحارة لم يعد آمناً".

WhatsApp Image 2019-03-12 at 3.25.13 PM
 

WhatsApp Image 2019-03-12 at 3.25.01 PM