الضفة المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: قال نقيب الأطباء الفلسطينيين شوقي صبحة، إن انتخابات النقابة الأخيرة كانت واضحة وديمقراطية، وشفافة وحرة، بالرغم من بعض الشوائب خارج النظام النقابي التي لم تنجح بتخريب الأجواء النزيهة للانتخابات، وخرجت أصوات حرة عبرت عن رأيها بوضوح.
واعتبر د.صبحة الذي انتخب قبل أيام، في حديثه لـ"قُدس الإخبارية"، أن دور نقابة الأطباء كان رائدًا في العمل الوطني، منذ سنوات الانتفاضة، حيث برزت مجموعات ونقاط طبية تحت اسم النقابة تعمل على تطبيب الجرحى، وعليه فإن برنامج عملها وطني منذ البداية، وهي مستعدة بكافة أعضائها لممارسة دورها بهذا الشأن حتى النهاية".
وأكد صبحة بقوله، "نرفض أن يتم تجيير النقابة لأغراض سياسية أو حزبية، ولن نسمح لأحد أن يركب الموجة ويستعملها كجسر للوصول لمصالح أو مراكز خاصة، مشددًا "لن يكون لنقابة الأطباء أجندات، أنا من كوادر فتح، لكنني بدأت العمل كمستقل وكلنا نرفض أن تخضع النقابة لتوجه معين، هي للكل الفلسطيني".
ووفقًا لنقيب الأطباء، فإن النقابة تسعى لممارسة دورها في العمل الوطني عبر ترسيخ الوحدة الوطنية، والتدخل بملفي المصالحة وإنهاء الانقسام، إضافة إلى المساعدة في تخفيف الأزمات المالية التي تعصف بأبناء شعبنا نتيجة سرقة الاحتلال للأموال.
ذاهبون لغزة
نقابة الأطباء في الضفة المحتلة، هي نقابة أردنية بالأساس، جرى تأسيسها منذ عام 1954 وكان لها مقرًا في بيت حنينا بالقدس المحتلة، وبقيت على حالها حتى الآن، أما الموجودة في غزة فهي عبارة عن جمعية أطباء تمارس دورًا نقابيًا.
وبحسب النقيب صبحة، فإنه جرى تقديم مسودة لإنشاء نقابة أطباء موحدة تم تقديمها للمجلس التشريعي منذ عام 1996، وتكررت المسودات لذلك، لكن دون الحصول على نتائج، مضيفًا "نسعى لنقابة فلسطينية جديدة وموحدة تجمع الضفة والقدس وغزة والداخل المحتل".
وقال: "نحن جاهزون للذهاب إلى غزة منذ الآن، وبالتنسيق مع الرئيس عباس، لبدء العمل على إنشاء نواة نقابة فلسطينية موحدة، تجمع شطري الوطن، وتكون النقابة الفلسطينية الأولى منذ أكثر من 60 عامًا".
كما سيستمر العمل بالذهاب إلى بقية المناطق الفلسطينية، لدعم النقابة حتى تصبح موحدة، قائلًا "لا بد من وحدة وطنية للنجاح، ولا بد من توحيد الجهود للارتقاء، بدون ذلك لن نصبح يومًا شعبًا موحدًا، وهذه أول الخطوات".
نقف مع شعبنا لو أكلنا "زعتر وخبيزة"
وفيما يتعلق بالأزمات المالية والاقتصادية، أكد صبحة أن النقابة مستعدة بشكل كامل من كافة أعضائها للاقتطاع من رواتبهم وقوت أبنائهم لتقديمها لذوي الأسرى والشهداء والجرحى، وأبنائهم، مضيفًا "مستعدون منذ اللحظة لتقديم كل ما لدينا، من دمنا وأموالنا وجهدنا لنقف مع شعبنا بكافة أحواله، ولو أكلنا الزعتر والخبيزة، وطننا يشبعنا من خيراته".
وتابع، "نعمل على استعادة دور النقابة الريادي الوطني، حيث تعتبر نقابة الأطباء أولى النقابات التي لعبت دورًا وطنيًا حرًا أصيلًا في الانتفاضة الأولى وفتحت عيادات طبية في المناطق، التي يحتاج أهلها للعلاج والتطبيب نتيجة اعتداءات الاحتلال، كونها نقابة أردنية في البداية، مؤكدًا "نسعى لإعادة الألفة بين الأطباء واستعادة دور النقابة وهيبتها".
وأشار إلى أن النقابة ستتدخل بملف المصالحة لو تم السماح لها، للعمل على رأب الصدع وإنهاء الانقسام، بداية من توحيد النقابات والمؤسسات والأجسام وصولًا إلى وحدة وطنية جامعة، ومستعدون للذهاب في جولات المصالحة منذ اللحظة إذا سمحت فتح وحماس".
صبحة: مؤسسات "ان جي اوز" تقف وراء القانون الميت
أما فيما يتعلق بقانون "المساءلة الطبية"، أوضح صبحة أن القانون تم طرحه قبل أكثر من 10 سنوات، لكن يتم إعادة طرحه مؤخرًا من خلال مؤسسات "ان جي اوز" التي تقف وراءه لأهداف خبيثة، وفقًا لرأيه.
ووصف القانون بأنه "ولد ميتًا" لكن بعض المؤسسات التي تحمل أجندات خاصة، أعادت تحريكه بهدف النيل من الأطباء والنقابة التي تمارس دورًا وطنيًا يغيظ الاحتلال ويمكن التعويل عليه، إضافة إلى النيل من هيبتها وقيمتها وتفريغها من حسّها الوطني.
وأكد رفضه القاطع للقانون قائلًا "نسعى بكل جهدنا ألا يمر هذا القانون وسنناقش الرئيس عباس لوقفه، لأنه قانون غير عادل ويتجاهل البيئة الصحية كاملة، ويحمل مسؤولية الخطأ للطبيب وحده، ويقضي بمعاقبة الطبيب على أي خطأ حتى لو كان بسيطًا ووقفه لمدة 15 عامًا، وذلك بالرغم من وجود طواقم طبية، من ممرضين ومختبرات تحاليل طبية وأجهزة وأنظمة أخرى".
وأشار إلى أنه لا يوجد هناك بيئة لحماية المؤسسات والكوادر الطبية في فلسطين، مضيفًا "بدلًا من تفعيل هكذا قانون يصبح سيفًا مسلطًا على رقابهم، من الضروري العمل على دعم الكوادر وحمايتها من الاعتداءات المستمرة".