شبكة قدس الإخبارية

رفض واسع ومطالبات بالإقالة.. اليمنيون ينتقدون مشاركة بلادهم في وارسو

cat52725_img323470983
هيئة التحرير

اليمن - قدس الإخبارية: أثار ظهور وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، جالسًا بجانب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، في مؤتمر "السلام والأمن في الشرق الأوسط"، بالعاصمة البولندية وارسو، عاصفة من الانتقادات الغاضبة.

وأبدى اليمنيون رفضاً قاطعاً للموقف الذي يعد سابقة من نوعها في تاريخ الجمهورية التي لا ترتبط بأي علاقة مع إسرائيل، ووصلت حدة الاعتراضات إلى المطالبة بإقالة الوزير والحكومة، والاعتذار للشعب اليمني.

وفاقم من حالة الاحتقان الشعبي، موقف اليماني الذي بادر بإعارة مكبر الصوت الخاص به خلال المؤتمر، لنتنياهو، إثر تعطل المكبر الخاص بالأخير، وعبارات الود التي أطلقها نتنياهو، حيث مازح اليماني بأن ذلك بداية التعاون بين الدولتين.

ووصف مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، في تغريدة له، الموقف بأنه "لحظة تشرح القلب"، في حين علّق نتنياهو على صفحته الرسمية الناطقة بالعبرية على "تويتر"، بـ"نصنع التاريخ".

وفي اليوم ذاته، قال اليماني في تغريدات، إن الوفد اليمني في المؤتمر تحاور مع قادة العالم على طاولة مستديرة كما يفعل دوماً في الأمم المتحدة، في إشارة أن تلك الردود مبالغ فيها، لافتاً إلى أن "محاولات وضع صبغات مخالفة للواقع لغرض المزايدة السياسية، لن يثنينا عن الدفاع عن اليمن".

وما لبث أن تراجع وظهر في تصريح صحفي مبرراً بأن ما حدث كان "خطأ بروتوكولي"، وأن "الأخطاء البروتوكولية هي مسؤولية الجهات المنظمة، كما هو الحال دائما في المؤتمرات الدولية".

لكن اليمنيون رأوا أن تبرير اليماني "عذرًا أقبح من ذنب"، خصوصاً أنه تبادل مع نتنياهو إشارات وعبارات الود، في واحدة من صور التطبيع.

وقال اليمني محمد فيصل في تغريدة له على موقع "تويتر" مخاطبا اليماني "لو انسحبت مثل الرئيس التركي أو حوّلت مقعدك، كنت ستصبح بطلاً شعبياً، لكنك جلبت لنا العار".

أما محمد المتوكل فكتب "كان بإمكانه أن يترك أحد سكرتارية نتنياهو أو نتنياهو نفسه يقوم بإصلاح جهاز المايك، لكنه أبى إلا أن يفعلها بدلاً عنهم".

وعلى المستوى الرسمي، قال التنظيم الناصري في بيان، إن "التطبيع مع العدو الصهيوني جريمة تستحق العقاب وفقاً للقوانين النافذة في البلاد"، داعياً رئاسة الجمهورية والحكومة "لتحديد موقف واضح من تلك التصرفات".

وأضاف أن تصرف اليماني أساء للشعب اليمني وتاريخه في مساندة قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأن ذلك التصرف اللامسؤول سينعكس على اليمن سلباً.

من جهة أخرى، طالب عضو مجلس الشورى محافظ شبوة السابق محمد قرعة، في بيان له، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، "بموقف حازم يتناسب مع ما يؤمن به شعبنا ويزيل هذا العار الذي لحق بنا".

وشدد على مجلس الشورى بمطالبة الرئيس، "بإقالة الحكومة كاملة وتشكيل حكومة حرب (..) توكل حقائبها لرجال مخلصين وصادقين ذوي كفاءات وقدرات وخبرة".

ووصف الحادث بأنه "منظر وموقف مخزي، وأكثر من مخجل ويتعارض كلية مع مواقف الشعب اليمني العظيم الذي لا يهادن في الوقوف بإباء وشهامة ورجولة إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة".

أما وزير الخارجية السابق مستشار الرئيس اليمني عبد الملك المخلافي، قال إن ما حدث هو "تطبيع يتعارض مع الدستور اليمني".

وذكر في تغريدة على صفحته أن "التطبيع أو شبهة التطبيع بأي صورة من الصور يخالف كل ثوابت شعبنا وتاريخه بل ودستوره، والمجاملة في هكذا مواقف لا يخدم إلا أعداء الأمة جميعا وفي مقدمتهم العدو الصهيوني".

من جانبها، قالت جماعة الحوثي في بيان لها صدر عن مكتبها السياسي،  إن "مشاركة المدعو خالد اليماني في مؤتمر وارسو جزء من المؤامرة الصهيونية الأمريكية ضد شعوب المنطقة، وجلوسه بجوار رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني يعتبر قمة في الانحطاط والعمالة".

وأضاف البيان، أن "الموقف يظهر الإفلاس الأخلاقي والقيمي لدى حكومة المرتزقة ورعاتها، التي لا تمثل الشعب اليمني بل تعتبر خروجاً عن قيمه ومبادئه".

وأردف "العدوان المفروض منذ 4 أعوام بزعم إعادة الشرعية يظهر مجددًا على أنه عدوانٌ أمريكي إسرائيلي، يهدف إلى بسط السيطرة على اليمن والتحكم بموقعه الجغرافي وإخضاع شعبه".

المصدر: وكالة الأناضول