القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: مبنى سكني في حي القرمي بالبلدة القديمة مكون من ثلاثة طوابق، كل حجر فيه يجسد ملامح العمارة العربية الاسلامية، مدخله قوس حجري وجدرانه سميكة تعود للعصر العثماني، تمتاز أرضيته ببلاط ملون يشكل الفن الهندسي التجريدي الذي امتازت به العمارة العثمانية.
أما عن إطلالة سطحه فمن جهة ترى إطلالة ذهبية يصدح منها الآذان مع موعد كل صلاة فهو لا يبعد سوى بضعة أمتار عن المسجد الأقصى، ومن جهة أخرى يطل على كنيسة القيامة حيث تسمع أجراس الكنائس مشهد يعكر صفوة عروبته باب منزل في الطابق الأول كتب عليه باللغة العبرية "شختر" وهي العائلة اليهودية التي استولت على الطابقين الأول والثالث وقبلهم مستوطنون آخرون سكنوه قبل أربع سنوات بعد اخراج عائلة زلوم منه.
في الطابق الثاني تقطن عائلة أبو عصب التي حظيت بالسكن في المنزل منذ عام 1952 وتعاني اليوم من خطر اللحاق بعائلة زلوم إثر قرار محكمة الاحتلال بإخلاء المنزل الذي من المفترض أن ينفذ يوم الثلاثاء قبل أن يتم تأجيله حتى 28 شباط/ فبراير 2019 ليستولي على المبنى بأكمله.
ويقول صاحب المنزل حاتم أبو عصب لـ "شبكة قدس" إن جده شاكر أبو عصب هجر من حي البقعة غربي القدس المحتلة خلال حرب 1948، ليأتوي في غرفة صغيرة بالقرب من مسجد الشيخ لولو في باب العامود، حتى سكن المنزل في حي القرمي بصفة "مستأجر محمي" بمشاركة عائلة تفاحة التي تقطن قبله بما يقارب العشر سنوات ويتشاركوا دفع أجار المنزل لحارس أملاك العدو قبل رحيل عائلة تفاحة إلى منزل آخر في البلدة عام 1962، حيث بقي فيه ليورثه لأبنائه من بعده حيث ولدوا وترعرعوا، واليوم يقطن فيه 9 أفراد في المنزل.
ويؤكد أبو عصب أن المنزل وقف إسلامي ولا يحق للاحتلال الاستيلاء عليه خاصة أنهم مستأجرين محميين حيث تعود ملكية هذا المبنى لعائلة نسيبة والتي أجرته ليهود قبل النكبة لمدة 99 عاما وقد غادروه قبل عام 1936م".
ويضيف: "بعد النكبة في حرب 1948 انتقلت حقوق التصرف بالعقار إلى حارس أملاك العدو الأردني والذي بدوره قام بتأجيرنا العقار".
وعن ذريعة الاحتلال لإخلاء هذا المنزل يوضح أنه رغم انتهاء عقد الإيجار مع اليهود إلا أن عائلة نسيبة خسرت القضية أمام محاكم الاحتلال التي حكمت لصالح المستوطنين عام 2006 وادعت أن ملكيته تعود لليهود.
ولأن القانون الاسرائيلي يتيح للجمعيات الاستيطانية استعادة أملاكهم ما قبل النكبة صدر أمر إخلاءنا عام 2014 في الوقت الذي يمنعنا من استعادة منزلنا في حي البقعة وأملاك الفلسطينين عامة ممن هجروا من أراضيهم إثر النكبة 1948.
ويشير أنه رغم إدعاءهم بملكية المنزل الا اننا نبقى مستأجرين محممين لا يحق لهم اخلاءنا، لكن منذ عام 2014 ونحن نخوض حربا في محاكم الاحتلال التي اسقطت عنا الحماية بحجج واهية بادعاء ان عمتي لا تقطن بالمنزل وانني سكنت هذا المنزل فقط قبل خمس سنوات.
ويتابع أبو عصب: "لدي كل الأوراق الثبوتية التي تؤكد سكني بالمنزل من فواتير كهرباء وماء واحصائي بالمنزل منذ سكني فيه لكنها لم تجدي نفعا أمام محاكم الاحتلال".
أما الحاجة نعمة شاكر أبو عصب التي تقطن في المنزل منذ صغرها: "أنا ولدت هنا ولا أريد أن أموت إلا هنا لدي ذكريات في كل زاوية من زوايا هذا المنزل".
وتضيف لـ "شبكة قدس": "عندما تم إخلاء جيرانهم عائلة زلوم قبل ثلاث سنوات من المنزل المجاور لهم في نفس البناية وحل مكانهم مستوطنون ليس لديهم أي انتماء للمكان".
وتوضح: "سكن في البناية مجموعة من الشبان المستوطنين لم يكملوا الشهر حتى جاء مكانهم عائلة يهودية ويستبدلوا قبل أشهر قليلة بعائلة يهودية جديدة فهم لم يملكوا هذا المنزل يوما وكل هدفهم هو تفريغ المدينة من المقدسيين".