رام الله- خاص قُدس الإخبارية: شامخًا قويًا كما عهده الناس، كان "عاصم" ثابتًا كما في كلّ مرة وأكثر، هكذا وصفوه في محكمته الأخيرة بمحاكم الاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقاله في الثامن من يناير/كانون الثاني الماضي.
وذكرت مصادر عائلية للأسير عاصم البرغوثي، أن الاحتلال عقد له محكمة بالتزامن مع محاكمة والدته التي أقرّ بها الاحتلال تجميد قرار الإفراج عنها، فيما أفرج عن شقيقه الأصغر "محمد".
وبحسب عمتّه التي حضرت جلسة المحكمة له، فإنّها أدت له التحية العسكرية فور مشاهدته، قائلة: "أديت التحية العسكرية للحبيب عاصم كقائدٍ أفخر بكونه ابن أخي، كان شامخا قويا رغم إصابته أسدًا هصورًا"، وفقًا لوصفها.
ونقلت عنه قوله: "واللهِ إن تجارتنا مع رب العالمين ولن يخيبنا ولن أبقى في السجن طويلًا وإنما هي سنة وبضع شهور"، مضيفًا " لم لم يستشهد أخي صالح على يد الاحتلال لربما قضى نحبه في حادث سير، لكن الله اصطفاه، والله لا يصطفي إلا من أراد إكرامه، فأكرمه بالشهادة الحمد لله".
كما قال الأسير عاصم لزوجته: "إن هدّوا بيتك والله سأبني لك قصرًا، فلا تهني ولا تحزني وكوني صابرة"، باعثًا السلام لوالدته التي كانت في جلسة محكمة بالتزامن، بتهمة "ضمّها لابنها عاصم".
ونقلت العائلة كذلك ظروف محاكمة سهير البرغوثي "أم عاصف"، "كانت تضحك ووجهها يشع نورًا وبسمتها تعطي أملا وقوة، كانت ثابتة أيضًا، ومحتسبة توزع معنويات علينا".
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت طالبة الإعلام في جامعة بير زيت آيات دحادحة، زوجة الأسير المحرر عاصم البرغوثي، لساعات جرى فيها التحقيق معها قبيل الإفراج عنها، ولاحقًا أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بهدم منزلها.
وفي 20 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن العدو عن مطاردته لـ عاصم البرغوثي، ليصبح المطلوب رقم (1) في الضفة المحتلة، واستُخدمت جميع وسائل التكنولوجيا الصهيونية للوصول إليه بما في ذلك طائرات الاستطلاع.
واعتقل الأسير عاصم البرغوثي قبل شهر تقريبًا، عقب اقتحام قرية أبو شخيدم شمال غرب رام الله منفذ عمليتي "عوفرا، جفعات أساف" وأسفرتا عن مقتل جنديين بجيش الاحتلال وإصابات.
يذكر أن عاصم البرغوثي (33 عامًا) أسير محرر، قضى 11 سنة في سجون الاحتلال، وقد أُفرِجَ عنه في شهر نيسان/إبريل 2018، علمًا أن والده عمر البرغوثي أمضى 28 سنة في سجون الاحتلال على فترات متفرقة، كما أن عمه نائل البرغوثي قد تم الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار"، ثم إعادة اعتقاله لاحقًا وإعادة حكمه السابق بالمؤبد.